فالحسد لا يعمل إلا بإذن الله، أمّا الظنّ السيّئ فيعمل بإرادة الإنسان. مقالك جميل. في هذه النقطة أرى أنها تحتاج مزيد من التوضيح، الحسد يولد سوء الظن، وسوء الظن يكون منبته الحسد. سوء الظن مؤلم وصادم وظلم لكني أرى الحسد أشمل وأوسع.
0
ليس كل ما يمرّ بنا يصلح للنشر، ولا كل ما نعرفه يُصبح حقًا عامًا. فهناك مواقف تحمل في داخلها خصوصية أشخاص لا يليق كشفها أو سردها، لأن تفاصيلها ترتبط بكرامتهم ومشاعرهم وحدودهم. وفي المقابل، هناك تجارب تُنبت منها معانٍ إنسانية عامة؛ دروسٌ وعِبَر تتجاوز الأشخاص لتخاطب الوعي، دون أن تمسّ خصوصية أحد أو تكشف ما لا ينبغي كشفه. والكتابة الراشدة هي التي تُفرّق بدقة بين الأمرين: تأخذ الحكمة وتترك الأسماء، تستخلص المعنى دون أن تمسّ صاحب الموقف، إلا لضرورة أو
نعم عزيزي كريم المقالة تذكير بالمبادئ التي ينبغي أن نسعى إليها، حتى لو لم نطبقها كاملة. فالرفقة المبنية على المبادئ لا تعني خلوّها من العيوب، بل قدرتها على الاحتمال، والصبر، ومداواة النقص دون أن تنهار. وما ذكرته عن التحمل والرفق بالضعف هو إضافة مهمة تعيدنا للواقع؛ فالعلاقات التي تبقى ليست تلك الكاملة، بل التي تعرف كيف تستمر رغم تعب الطريق.
في كثير من البيئات، أصبحت العلاقات والوساطة تؤثر بشكل واضح على الفرص والمزايا، حتى أصبح البعض يحصل على ما لا يستحق لمجرد امتلاكه علاقة معيّنة. ونتيجة ذلك، يُهمَّش أصحاب الكفاءة ويُحبط المجتهدون، بينما تُمنح المناصب والمميزات لمن لا يملكون أساسًا قويًا أو استحقاقًا حقيقيًا. لهذا نجد كثيرًا من الناس يركّزون على بناء علاقات شكلية بدل بناء قدراتهم، لأنهم يدركون أن الطريق الأقصر ليس عبر الجهد، بل عبر الواسطة. وهذه ظاهرة تُضعف العدالة، وتؤثر على الإنتاج، وتفقد المؤسسات قيمتها الحقيقية.