هل فكرتَ يوماً متى هو الوقت المناسب للتوقف عن التعليم؟

نؤمن جميعنا بأهمية التعليم، كونه الأساس الأول للعقل والفكر ومن ثم من خلاله نبدأ بتفسير العالم من حولنا ومحاولة فهمه، ننطلق بعدها إلى عوالم عديدة في الحياة.

ولكن لو تساءلت يوماً عن الوقت الذي يمكننا فيه الاستغناء عن التعليم. فربما عليك التخلي عن الفكرة نهائياً والبحث بدلاً من ذلك عن أفضل الوسائل التعليمية التي يمكنك الاعتماد عليها حتى نهاية العمر!

فلطالما هذا الكوكب الذي يضُمَنا يتحرك، فإنه برأيي من الخطأ أن نتوقف فيه، حيث أن التوقف يعني خروجك عن المسار، فالعقل مخلوق عظيم أثبت العلم أنه غير محدود الإمكانيات، وغير مرهون بقواعد متشابهة لدى كل الأفراد، يتسع لتعلم وحفظ ومعالجة أضعاف العمليات العقلية التي نقوم بها يومياً، وبما أن العالم يتحرك محدثاً فرقاً جديداً في كل لحظة تولد في فضاءِنا الشاهق، فلماذا نتوقف عن النمو العقلي والمعرفي؟ نتوقف عن التعلم بينما العِلم يُزاد شيئاً جديداً مع كل نبضة قلب جديدة على وجه الخليقة!

والتعلم الذي أقصد لا يقتصر على ما يمكن للفرد أن يجمّع من معلومات جديدة فقط، بل التعلم الذي يشمل جمع المعلومات وتحليلها وتطبيقها وتسخيرها في تنمية العقل والمهارة، وممارستها فيما يفيد الفرد ويعزز قدراته ويطور من خبراته، وفي مجال تخصصي فإنني أُسقط الأمرَ على الكتابة والتعليق الصوتي، فالكتابة مثلاً، لا أستطيع أن أفاضل بين نصوصي الأدبية حيث أنني أؤمن أن النص الأفضل هو الذي لم أكتبه بعد! فكل إبداعٍ جديد برأيي، ما هو إلا مخاض لولادة إبداع أكثر دهشةٍ وتألق، وكذلك في مجال التعليق الصوتي، صحيح أنني أُعجب في تسجيلٍ ما، إلا أنني أؤمن أن أفضل تعليقٍ لي، هو ذلك الذي سيأتي في التسجيل الجديد، ومن وجهة نظري فإنه لا بد لنا أن نتعامل مع عملية التعليم من هذا المنطلق، فأفضل ما تعلمته هو ذلك العلم الذي سوف أبنيه على ما لدي من معارف وخبرات..

بهذا نحافظ على أنفسنا في طور البناء وتشييد الوعي الفردي والجماعي.

برأيك، كيف يمكننا نشر وعي أهمية استمرارية التعليم لكل المراحل العمرية؟!