هذا سؤال فلسفي عميق، وإجابته تحتاج لعقل رجل ومفكر عظيم مثل الدكتور مصطفى محمود، أتفق مع طرح الدكتور فشخصيتنا محكومة بما نقوم به من أجلها، في سبيل إصلاحها، تقويمها، كل ما على الإنسان فعله هو أن يسعى من أجل التغيير، ويبءل قصارى جهده في ذلك، يمكن للإنسان أن يتصدى لشهواته وأهوائه بالإرادة والحكمة.
هل شخصية الأنسان قدر لا مفر منه ام قابلة للتطوير؟
ولكن أحيانًا يكون الأمر صعبًا للغاية ومهما فعل الشخص من محاولات أو سعي فإنها تبوء بالفشل، في الحقيقة أنا لا أعلم السبب في ذلك هل هو ضعف إرادة ؟ أم أنه يحتاج فقط لوقت أطول لكي يستطيع تغيير عاداته السيئة؟
و أنتم برأيكم هل شخصية الإنسان قدر لا مفر منه و غير قابلة للتطوير و ان الطبع يغلب التطبع؟
من وجهة نظري أن كثير من الذين يفشلون في تطوير ذواتهم وتحقيق شخصياتهم يلجأون إلى تلك الذريعة أن القدر لا مفر منه وهذا ما هو مكتوب لنا وإلى آخره. لكن لأخبرك حقيقة أن قد يقدر أن تبرز بعض الفرص أمامنا في طريق تحقيق شخصياتنا لكن حينها سيكون انتهى دور القدر وحان دورك باستغلال الفرصة واستثمارها بأفضل شكل للوصول إلى تطوير شخصيتك. في عامي الجامعي الأول التحقت بكلية الصيدلة وفي بداية الأمر اعتقدت انها قدري ولا بد أن أحاول فيها لكن مع مرور الوقت اكتشفت أن أضيع عمري في غير اهتمامي فلم أكمل فصلاً واحداً في دراستها. توجهت إلى شغفي في اللغة الانجليزية إلىأن تخلرجت بفضل الله وأنا راضي كامل الرضا عن شخصيتي وأدائي خلال رحلتي في الحياة- حتى يومنا هذا.
الشخصية قابلة للتطور، دون أن نغفل التركيبة الجينية الفريدة لكل فرد والتي تحشر أنفها بهذا التطور. بنظري نحن شئنا أم أبينا ندور حول تلك الجينات التي توجه قراراتنا اليومية وتفضيلاتنا وتشكل شخصياتنا بنسبة لا بأس بها. لا يعني ذلك أننا أسرى تركيبتنا الجينية كلياً، لكن يعني أن بمقدرونا تطوير شخصياتنا بما يتماشى مع طبيعتنا ولا يتعارض معها، وأي محاولة لفعل أشياء تخالف من نكونه حقيقة (لكل إنسان طبيعة فريدة) ستجرنا إلى دائرة مفرغة من الضياع بدلاً من التطور.
بكافة الأحوال، لا يمكن للشخصية أن تتطور للأفضل إلا إذا كان صاحبها يعرّي ذاته أمام مرآة النقد الذاتي الإيجابي باستمرار، ويعمل جاهداً على تصحيح مساراته، ويتعلم بانتظام كل جديد فلا يقبل القوالب الجامدة والعيش النمطي.
و انتم برأيكم هل شخصية الإنسان قدر لا مفر منه و غير قابلة للتطوير و ان الطبع يغلب التطبع؟ احكوا لنا تجاربكم في تغيير شخصياتكم للأفضل ان امكن 🌸
شخصية الانسان هي متطورة مع كل خطوة ومع كل موقف يحصل للشخص، في ردات فعلنا دروس نتعلمها دائما، حتى الشخص الذي لا يريد أن يتعلم يجد نفسه يتعلم مع الضغوط والآلام والمشاكل.
ليس السن الذي يغير شخصيتنا لكن التجارب التي نعيشها هي ما تغير شخصيتنا دائما.
أوافقك في أن الإنسان ليس محدوداً بقدره أو طبعه، بل يملك الحرية والإمكانية لتطوير نفسه وتحسينها. أؤمن بأن الإنسان هو مخلوق متغير ومتطور، وأنه يتأثر بالبيئة والتجارب والمعارف التي يمر بها في حياته. وبالمناسبة، قد حدث معي ذلك بالفعل، حيث كنت في الماضي شخصاً خجولاً ومنطوياً على نفسي، ولا أحب التحدث مع الآخرين أو المشاركة في الأنشطة الجماعية. كنت أعاني من قلة الثقة في نفسي والخوف من الفشل والانتقاد. لكن بعد أن قرأت كتباً عن التنمية البشرية والاتصال الفعال، وشاهدت مقاطع فيديو عن قصص نجاح الأشخاص الذين تغلبوا على خوفهم وضعفهم، قررت أن أغير نظرتي لذاتي وللحياة. بدأت بالخروج من منطقة راحتي والتعرض للتحديات والفرص التي تساعدني على تطوير مهاراتي وقدراتي. بدأت بالتحدث مع الآخرين بثقة وصدق، والمشاركة في الأنشطة التطوعية والخيرية، والتعلم من أخطائي وإيجابياتي. وبهذه الطريقة، شعرت بالتغيير في شخصيتي، فأصبحت أكثر انفتاحاً وجرأة.
صح كلامك يا احمد و أحسنت و بارك الله فيك لمشاركة تجربتك نحو تطوير ذاتك معنا بالتأكيد ستكون ملهمة لمن يقرأ
انا بدوري تقريباً قصتي نحو تطوير نفسي من الخجل و الانطواء و قلة الثقة بالنفس تشبه قصتك و أنا و الحمد لله الان بعد خوض الكثير من التجارب و القراءة في كيف اطور ذاتي من عيوبها و مشاهدة مقاطع الفيديو المفيدة أصبحت افضل و الحمد لله
و كل ما تحتاج إليه 'لحظة ثورة'
أنا أشكك في موضوع "لحظة الثورة" فحسب. كيف يمكن للحظة واحدة أن تغير شخصية الإنسان بالكامل؟
تمام، أحيانًا يكون كل المطلوب هو لحظة واحدة لأخذ القرار بالتراجع عن عادة سيئة، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة التي توصف بأنها "لحظة". أحيانًا تحدث الانتكاسات والفتور والخمول .. إلخ. وهذا طبعًا بالأخص مع مغريات ومشتتات ومدخلات هذا العصر الكثيرة بل التي لا حصر لها.
الأكثر واقعية من ذلك هو التدرج في عملية التحسين عوضًا عن السير فيها دفعةً واحدة.
الأكثر واقعية من ذلك هو التدرج في عملية التحسين عوضًا عن السير فيها دفعةً واحدة.
يمكن ان يكون التحسين الذي تتحديثين عنه يا رغدة بشكل غير تدريجي، لكن لا يكون بإرادة حرة ، بل بتـأثير خارجي قهري، او مايسمى في علم النفس بحالة الصدمة، فالصدمة وحدها يمكن ان تخلق تغيير جذري آني دون سابق انذار ويكون تغيير فعلي تماما لا رجوع فيه ، عكس الكثير من التغييرات الارادية التي يمكن الرجوع فيها بسهولة.
بالطبع وأمام هذا التقدّم الهائل الذي أصاب البشريّة فإنّ الركود صار أمرًا يمكن الفرار منه..صار بإمكاننا اليوم في هذا العالم المتغيّر باستمرار أن نغيّر ليس فقط بأنفسنا بل بأقدارنا حتّى. وعلى الفكرة من الأساس لم تكن المشكلة يومًا لدى الحديث عن تغيير الإنسان لنفسه في عدم وجود البيئة المساعدة أو الظروف بل السبب هو انعدام النيّة للتغيير أو غياب هذه القوّة من الداخل. ولذلك فعند توفّر النيّة وتحديد الأهداف وترتيتها بالإضافة إلى الوسائل والأدوات فإنّ لا شيء يمنع عمليّة التغيير: إلّا اللهم الإنسان نفسه.
مادام الفرد على قيد الحياة، فشخصيته قابلة لتطوير، وذلك بالنظر للعديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على شخصية الإنسان وتساهم في تطويرها من بينها هي الخبرات الحياتية والتحديات التي يواجهها الإنسان يمكن أن تساهم في تشكيل شخصيته وتعزز من نموها، ناهيك أن العمل الجاد والمثابرة يمكن أن يساهمان في تحسين وتطوير صفات الشخصية مثل الصبر والإصرار.
خصوصا أنه من خلال اكتساب المعرفة والمهارات الجديدة، يمكن للإنسان أن ينمي ويطور صفاته وقدراته، تخيلي معي إذا كان الشخص يعاني من صعوبة في التواصل مع الآخرين، فيمكنه أن يتعلم أساليب جديدة للتواصل سواء عبر الأنترنت أو حضور محاضرات لذلك من المهم أن تكون لديه قابلية لتعلم والتطوير.
في صغري، كنت احب مواد المحاسبة ولااستطيع باي شكل دراسة مواد ادارة الاعمال، وبعد نهاية الدراسة الجامعية بدءت في دراسة الماجستير في ذات المجال، الا ان القدر ساقني الي دراسة ماجستير ادارة الاعمال بعدها. الغريب في الامر انني اكتشفت وبعد تدريب نفسي علي هذا التخصص، انني اتميز بها عن المحاسبة. انهيت الماجستير والدكتوراة بتقدير امتياز وكانت هذه نقطة تحول، فاصبحت انظر لنفسي علي انني قادرر علي تعلم كل شئ. العقل البشري يولد علي الفطرة فيكتسب ما يفعله المحيطون فيظن خطئا ان تلك المهارات هي من وليد ذاته ويستبعد اكتساب غيرها، والاصل في ذلك ان الانسان يمكنه تعلم كل شئ ما دام لديه الايمان بداخله في ذلك.
نظريات علم النفس الحديث تعتمد في معظمها علي ان الانسان وحسب ما يعود نفسه، وما يؤمن به سيصل اليه.
لكل انسان شخصية طبيعية واحدة ، و له شخصية نظيرة لها في المقابل ، و لكن هناك شخصيات موضوع عليها علامة ( x ) في دستور البشر ، لذلك حين يفتقر الإنسان إلى ( الشخصية التحليلية مثلا ) .. فإنه مضطر إلى اصطناع هذه الشخصية لتساعده في حياته ، لكن في عصر الروبوت لم يعد هناك داع لذلك ، إذا احتجت إلى ( الشخصية المتعاطفة ) يمكنك اقتناء روبوت متعاطف ببساطة ، إذا احتجت إلى ( الشخصيات الحارسة ) يمكنك اقتناء قمر اصطناعي أو درونات هوائية أو ربما اختراعات أخرى كثيرة يمكنها رصد ( كمية الكواركات ) التي نتنفسها يوميا ، و هذا تعبير مجازي يدل على أننا محاصرون و أن الخصوصية و الحرية مجرد وهم لا غير .. هناك ( أرواح خفية ) تراقب و تضع يدها على قلوبنا و تنتظر الإشارة من خالقها لكي تقبض حياتنا ، بمعنى أننا نعيش لأن الله الخالق يريد لنا ذلك لحكمة لا يعلمها إلا هو .. و إذا جاءت ساعتنا فلا راد لقضاء الله .
التعليقات