الشخصيه الاستهلاكيه

أغلب ما يدور حولنا هو مشجع للسلوك الاستهلاكي بامتياز، انظر لحجم الإعلانات حولك لا أحد لا يسوق لمنتجه أو خدمته، أي مكان تدخله أو اي منصة للتواصل أو حتى موقع تجد عليه مساحة إعلانية، ربما حسوب I/O الوحيد الذي لا أجد به مساحة إعلانية من الأساس، وهذا مؤثر كبير جدا يجب أن نتعامل معه بوعي ولا نكون مستقبلين متأثرين وفقط، بل يكون لدينا سلوك نقدي تحليلي، فمثلا لو شخص مدمن على شراء الملابس ستجد كل إعلان بذلك يحوله لشخص مستهلك بامتياز، لكن لو ركز على تعديل سلوكه وفقا لاحتياجاته الفعلية وليست النفسية سيبدأ بتقنين الأمر، وفقا لاحتياجاته الواقعية وكذلك وفقا لوضعه المادي سيحول من شخص استهلاكي تتحكم به رغباته لشخص هو المتحكم بها.

🔦

ما يدعم الاستهلاك هو عدم وجود ما يبعد الذهن عن الاستهلاك كغاية نبيلة و هدف عظيم و قضية جوهرية فالإنسان الاستهلاكي هو فارغ من المهام و الأهداف و القضايا العظيمة و الفارغ مما ذكرت هو فارغ من المبادئ و القوانين و القواعد التي تجعل لحياة الإنسان معنى و قيمة لذلك الأكثر فراغا هو الأكثر استهلاكا و الأكثر استهلاكا هو الأكثر إدمانًا.

ان الغنى بمفهومه هو الاستغناء عن الشيئ وليس امتلاكه

خضت كثير من الجدال مع كثر من الناس حول الفرق بين مفهوم الثراء والغنى، الغني قد يكون فقير، هذا طبيعي، حتى أنّ هناك مشهد مشهور جداً للممثل أحمد زكي نسيت في أي فيلم كان يقول فيها على لسان الشخصية: أنا أحارب الغلاء بالاستغناء، بالغنى - هذه طريقة فقير للتعامل مع المشكلة الاستهلاكية التي يبدو أنّ آثارها بدأت منذ زمن. بالعموم أنا ضد فكرة المنع الذي تقترحها في نهاية المساهمة، لإنّه فعل يولّد كبت بدل أن يولّد راحة، كبت الرغبات والمطالب أمر غير صحي نفسياً برأيي، يجب أن يكون لدينا موقف ثاني تماماً للتعامل مع كل شيء، أنا برأيي يكمن عبر سؤال استخدمه يومياً تقريباً: هل أنا محتاج فعلاً لما أشتري الآن أم أنني أتوهّم ذلك؟ الحاجة هي المقياس في كل تعاملاتي.