"بعد ما شاب راح الكُتّاب".. هل العلم له تاريخ صلاحية؟ هل له سن معين يجب التوقف عنده وعدم المواصلة؟ ولماذا صنعنا هذه العلاقة الغريبة بين السن وعملية التعلم؟ أنا لا أرى أي رابط.

يدرس في الصف معي طالبٌ ظني أنه بعمر الخمسين، في الواقع لم أسأله عن عمره، ولكن هذا الشيب الذي غطى جزءًا من شعره وحالته الصحية دليل كافٍ من وجهة نظري. الشهو أكبر سنًا من معظم المدرسين وفي نفس عمر بعضهم. لا ينضم لكل الصفوف، يتغيب أحيانًا، لأنه في الواقع يدرس إلى جانب عمله، وليس يعمل إلى جانب الدراسة. 

في الحقيقة لا أعرف الدافع وراء اصراره على استكمال دراسته، وما الظروف التي دفعته إلى ذلك.. ولكني على كل حال أتأثر بمثل هذه الشخصيات الجريئة التي تريد أن نتنزع حقها من الحياة بكل قوة مهما كلفها الثمن، وأنظر إليهم نظرة إعجاب، فأنا شخص يؤمن بالقول "أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي"، وأؤمن أيضًا بأنه لا يجب أن يسلك الجميع نفس المسار، يجب أن يكون لكل شخص طريقه الذي يتواءم مع ظروفه.. بعبارة أخرى، ليس إلزامًا أن يتخرج الجميع قبل سن الثالثة والعشرين، وليس شرطًا كذلك أن يبدأ الجميع الدراسة الجامعية في سن الثامنة عشر.. هو ليس سباقا.

وبعد أن أخبرتكم برأيي أنتظر آراءكم في هذا الموضوع، هل الأمر يستحق، أم ينبغي أن تكون للشخص أهدافٌ أخرى بعيدة عن الدراسة كلما تقدم في العمر؟