أثناء تصفحي قنوات التلفاز، صادفني مشهد من أحد البرامج، للوهلة الأولى لم أفهم نوعية البرنامج، حتى انتهت الحلقة.

باختصار هو أحد برامج المقالب وتذيعه أحد القنوات العربية المشهورة والمتواجدة بمنازلنا جميعا بجانب بثه على أحد المنصات المدفوعة (قصدت عدم ذكر اسمه، حتى لا أكون ولو بشكل غير مباشر أزيد من البحث عليه).

هذا البرنامج يحدث في الشارع عبر اختيار أحد المارة، واختلاق كذبة معينة يخبرها لشخص ما من اختياره عبر الهاتف، وليروا رد فعل المقلب على الشخص المتصل عليه.

المقلب الذي رأيته كان لشاب يتصل بوالدته ليخبرها أنه متزوج عرفي ومن تزوجها حامل ولابد أن يتزوجها رسميا، ولكم أن تتخيلوا رد الفعل وقتها، والمقلب الآخر فتاة تتصل بوالدتها لتخبرها أنه تم إلقاء القبض عليها كونها تتاجر بالمخدرات وتبيعها مع زميلها بالأحرى شريكها لزملائها بالجامعة، وأيضا لكم أن تتخيلوا رد فعل الأم عند تلقي خبر مثل هذا.

السؤال الذي طرأ لذهني مباشرة بعد صدمتي من فكرة المقلب وأنواع المواقف المختارة، هل أصبحنا نقبل كل شيء تحت مسمى مقلب أو فكاهة؟، نفس القناة تقريبا تنتج برنامج مقالب مصري يحمل كمية من العنف لا حصر لها، ورغم مهاجمته ونقده المستمر إلا أنه يحقق نجاحا ومشاهدات كبيرة بكل عام.

الغريب أن كافة الحلقات بنفس النهج، أفعال غير أخلاقية وأحيانا لا توافق لا معتقدات ولا ديانات، والأغرب كمية المشاهدات، وطالما البرنامج يحقق مشاهدات عالية إذن هو منتج ناجح بكل المقاييس، هل نحن من نسمح لهذا النوع من المحتوى بالانتشار، أم أن للإعلام سلطته الأقوى؟