كلنا سمعنا بالطبع عن إدمان السلوكيات كإدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين وغيرهما، ولكن ربما لا ينتبه الجميع لأن إدمان السلوك هو نتيجة لفقدان شعور أو احتياج نفسي ما، يعوضه المدمن بسلوكه الإدماني، ولهذا ربما الأدق أن نطلق عليه إدمان المشاعر، فكيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
كيف يتخلص الإنسان من إحتياجه الدائم لمشاعر معينة؟
مشكلة الاحتياج العاطفي مشكلة كبيرة وتحتاج منا فهم عميق لها، حتى نتمكن من تلبيته بطريقة صحية بعيدا عن أي بدائل قد تضرنا نفسيا أو حتى تعرضنا للاستغلال، لذا برأيي حل هذه المشكلة يبدأ من الصغر، وإشباع الأولاد بكافة المشاعر الإيجابية حتى لا تنظر للخارج أو تبحث عنها بالخارج، تربية هذا وتعزيزه من الصغر يفرق في طريقة تفكيرنا ونحن كبار، سيكون لدينا معرفة عن الطريقة الصحيحة لتلبيته، وفهمه خاصة أني أرى أن أغلب مشاكل الاحتياج تأتي من نقص حب الشخص لذاته، لذلك كما قلت لو تم تلبية ذلك في صغرنا بالمشاعر ووصلنا لمرحلة حب الذات الجيدة سنكون عالجنا سبب أساسي من مسببات الاحتياج، طبعا بجانب التواصل مع الأشخاص الذين نثق بهم ويكون لدينا إدراك أن هم من سيلبون لنا هذا الشعور
بالفعل المشكلة تنشأ منذ الصغر عندما يتعرض الإنسان للإهمال العاطفي والنفسي الذي لا يسمح له بالنمو والتطور الكافي في هذا الجانب، فتجد البعض مثلا مازالوا يحتاجون لنفس القدر من الاهتمام كالأطفال، أي طوال الوقت عليك أن تشعرهم باهتمامك حتى لا يستاءون مع الإنسان الناضج السوي لا يحتاج لذلك، ولكن الحل الذي طرحته في هذه الحالة ليس متوفرا، فالشخص بالفعل لم تتم تلبيه احتياجاته في الصغر وهو الآن في حاجة دائمة للشعور بالاهتمام أو الحب أو التقدير أو الأمان، فماذا عليه أن يفعل؟
سبب هذا النوع من الإدمان هو الشعور اللحظي الذي يغمر الإنسان بالسعادة، أو حتى تغيير المزاج والابتعاد عن هموم حياته المزعجة، فيشعر وكأنه يبتعد قليلاً عن مشاكله. وهذا بطبيعة الحال هو ما يشعر به أغلب الناس.
ولكن إذا كنا نتحدث عن "إدمان المشاعر"، فهناك مشكلة قد تكون أكبر. فالحاجة إلى الحب والمشاعر، والبحث عنهما أو محاولة العيش كما يعيش الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي، يزيد الأمر سوءًا. لأنه إذا سألتِ أحدهم إذا كان يريد نشر منشور على هذه المواقع، فغالبًا ما سيكون عن أمر جميل، مثل زيارة، أو رحلة، أو إنجاز. ونادرًا جدًا ما يتم نشر صورة في حالة حزن، أو إذا كانت البشرة ليست في أفضل حالتها، دون ذكر تأثير الفلاتر والفوتوشوب الذي يغير الصور بالكامل.
وهنا يبدأ الشخص في تصفح هذه المواقع، فيشعر أنه أقل من هذا وذاك. لذا، يجب أن نفهم وندرك أن ما يتم نشره ليس هو الحقيقة الكاملة. ومن المهم أن يملأ الإنسان نفسه بالحب والرضا والقبول، والأهم من ذلك هو تقدير الذات من خلال العمل، وفهم قيمة الوقت واستغلاله في أمور مفيدة.
وهنا يبدأ الشخص في تصفح هذه المواقع، فيشعر أنه أقل من هذا وذاك. لذا، يجب أن نفهم وندرك أن ما يتم نشره ليس هو الحقيقة الكاملة. ومن المهم أن يملأ الإنسان نفسه بالحب والرضا والقبول، والأهم من ذلك هو تقدير الذات من خلال العمل، وفهم قيمة الوقت واستغلاله في أمور مفيدة.
الفكرة أن وسائل الإعلام عموما بما فيها السوشيال ميديا تمكنت من رسم صورة ونمط حتى للمشاعر، على سبيل المثال أصبحنا نرى الحب في وردة حمراء ودبدوب كبير، بخلاف طبعا كل الفيديوهات التي تبث ما يؤكد ذلك سواء من خلال مشاهد أو أعمال درامية حتى، وكثرة التعرض لذلك يجعل الفرد يشعر بشعور الاحتياج، يعززه عنده ويظهره رغم أنه بدونهم كان عاديا لا يحتاج لشيء، وهذه مشكلة كبيرة لأنها تحتاج لوعي كبير قد لا يكون متوافر عند الشباب
الاحتياج العاطفي لا علاقة له بالماديات والرموز، نحن لا نتحدث عن شخص يرفع من سقف متطلباته في علاقاته بحيث يريد أفعال معينة لكي يثبت الآخرين مشاعرهم له، ولكن نتحدث عن شخص لم يمتلك ولا يمتلك بالفعل أشخاص يسدوا له هذا الاحتياج وبالتالي هو يشعر بشكل دائم بالحاجة للشعور بالحب والاهتمام، وكما قلت الأمر ليس متعلق بالعاطفة فقط قد يكون على العكس الرغبة في التخلص من شعور كالقلق أو الغضب وبالتالي الإنسان يبحث عن عكسهما الأمان والسلام.
ولكن إذا كنا نتحدث عن "إدمان المشاعر"،
إدمان السلوكيات هي حيلة دفاعية لتسكين الحاجة لشعور مفقود، الشخص الذي يحتاج للاهتمام أو الحب ولا يستطيع الحصول عليه قد يدمن أي سلوك يشتت عقله عن الرغبة بالشعور بتلك المشاعر، وليست فقط مشاعر العاطفة، ولكن حتى الشخص الذي يدخن باستمرار في أغلب الأحيان هو يريد تفريغ مشاعر سلبية كالغضب والقلق والإحباط وبالتالي هو يحتاج عكس هذه المشاعر كالهدوء والرضا والراحة والاطمئنان، بمعنى أننا لو عالجنا الحاجة لمشاعر معينة سنعالج معها كل سلوكياتنا الإدمانية المضرة، وكذلك سنرفع من مستوى صحتنا النفسية ونصبح أكثر قدرة في التركيز على الأهداف والمهام الضرورية، فكيف السبيل لذلك؟
الحاجة لمشاعر في رأيي تنتج عن خلل في رؤية الإنسان لصورته الذاتية، أو الـself esteem فعند غياب أو قلة تقدير الذات يشعر الإنسان بأن كيانه مختل أغلب الوقت، يحتاج لشخص، لشعور ما، لفعل أو لأكلة أو لتعاطي شيء، فبتنمية الاعتداد بالنفس قد تقل تلك الرغبة وتتهذب بالشكل الذي لا يجعلها منفذ للإدمان، ولكن لا أعتقد أنها تختفي تمامًا.
أنا كثيرا ما اسمع عن مفهوم تقدير الذات والاكتفاء بها وآراه بالطبع ضروري وأساسي في حياة كل إنسان، ولكن لا اقتنع أنه وحده سبب كافي لعدم حاجة الإنسان للمشاعر أيا كانت نوعها، فبعض المشاعر في الأساس نحتاجها من الآخرين أي يكون مصدر حصولنا عليها هو الآخرين وإن لم يكونوا بشر فتكون أشياء أو أفعال بعينها، أي في النهاية لا يكفي للإنسان أن يكون محبا ومعتمدا على نفسه حتى لا يشعر بالحاجة لتلك المشاعر، والمشكلة الأساسية تكمن في عدم حصول الإنسان على هذه المشاعر التي يحتاجها فيصبح مدمنا لأي مصدر غير صحي يعطيه إياها، ولكن مع الوقت هذه المصادر لا تكون كافية أيضا لأنها أقرب للمشتتات عن هذه المشاعر أكثر من وسائل لاحتوائها، فما الحل للإنسان في هذه الحالة؟
بالتأكيد هناك مشاعر في الأساس يكون مصدرها الآخرين لا نحن، ولكني أقصد ماهية وكمية الاحتياج التي نمر بها، رأيت في مساهمة حديثة كيف يمكن لشخصين مرتبطين بالفعل في علاقة، أن تؤثر صورتهما الذاتية على احتياجهم لبعضهم، فلا يرى أحدهم أنه كامل بدون الآخر، ولكن لدرجة متطرفة، الحاجة لمشاعر الحب مثلًا طبيعية ومشروعة ولكن الهوس بها حتى بعد الحصول على تلك المشاعر هو غير صحي، مثل الأشخاص الذين يريدون تأكيدات يومية من شركائهم أنهم يحبونهم.
قديماً، كانت الإجابة على هذا السؤال بسيطة نسبياً. كان الناس يعيشون حياة أكثر هدوءاً وتوازناً، وكان بمقدورهم التعامل مع احتياجاتهم النفسية بسهولة أكبر. أما الآن، فنحن محاطون بكل ما يثير مشاعرنا ويوجهها، لدرجة أن حياتنا اليومية أصبحت مليئة بالعوامل التي تسبب إدمان المشاعر. حتى الموسيقى، التي كانت تلامس أرواحنا بعفوية، أصبحت تعتمد على ترددات محددة تغذي مناطق السعادة في الدماغ وتؤدي إلى الإدمان. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الترفيه أو الإعلام، بل تتعداها إلى أغلب جوانب حياتنا المعاصرة.
إدمان السلوكيات، مثل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين، هو في جوهره إدمان للمشاعر. يبحث الشخص المدمن عن تعويض نقص ما في حياته العاطفية أو النفسية من خلال تلك السلوكيات، ويصبح من الصعب عليه التوقف عنها لأنه يشعر بالراحة المؤقتة التي توفرها له هذه السلوكيات.
إجابة هذا السؤال الآن أصبحت أكثر تعقيدًا، فنحن بحاجة إلى أن نتفهم أولاً كيف نشأ هذا الاحتياج إلى المشاعر، وكيف يمكن أن نتخلص من إدمانه. من وجهة نظري، ربما يبدأ الأمر بفهم عميق لاحتياجاتنا النفسية، والبحث عن طرق صحية لتلبية تلك الاحتياجات بعيداً عن المثيرات الخارجية التي تضرنا.
قديماً، كانت الإجابة على هذا السؤال بسيطة نسبياً. كان الناس يعيشون حياة أكثر هدوءاً وتوازناً، وكان بمقدورهم التعامل مع احتياجاتهم النفسية بسهولة أكبر. أما الآن، فنحن محاطون بكل ما يثير مشاعرنا
ريما في السابق كانت احتياجاتنا أقل بالفعل لأن متطلبات العصر وقتها كانت أقل وأكثر بساطة من الآن، ولكن الواقع الآن ملئ بالكثير من الفوضى التي رفعت من سقف التوقعات ووضعت معايير مثالية وهمية لكل شيء حتى للشكل الخارجي، فأصبح الإنسان في حالة ضغط دائم لتلبية هذه المعايير سعيا للتواجد والمنافسة داخل هذا العالم، ولا شك أن كل هذا يأتي بمشاعر سلبية كثيرة ويحتاج في المقابل لمشاعر إيجابية أخرى تحارب هذه المشاعر السلبية، فمثلا مشاعر القلق الناتجة عن الخوف من الفشل تحتاج في المقابل لطمأنة وتوكيدات خارجية بالنجاح لتزيح مشاعر القلق وتحل محلها مشاعر الراحة والأمل.
المشاعر و الامتلاء النفسي هو احتياج فطري طبيعي عند الإنسان العاقل و حتى عند الحيوانات فمن الطبيعي جدا أن يبحث الإنسان عن المشاعر .. أما وجود احتياج دائم فهذا شيء يستحق دراسة و فهم لأنني لا أفهم المقصود باحتياج دائم .. أما عن الاحتياج للمشاعر الحسنة كالحب و الاهتمام و المدح و غير ذلك فهو احتياج طبيعي و يكذب من يقول و يدعي انه لا يحتاج الى الحب و المشاعر لأن الخالق فطر الإنسان على وجود رغبة فطرية في الامتلاء روحيا و نفسيا .. و كل الذين اهملو الجانب النفسي عانوا في حياتهم كثيرا
الاحتياج الدائم المقصود به الاحتياج الذي يمنع الإنسان من التركيز على مهامه ومتطلبات حياته، فيصب كامل تركيزه على تعويض هذه المشاعر وسدها، ويصبح فريسة سهلة لأي نشاط إدماني أو سلوكيات مستغلة للحصول على هذه المشاعر، أما الاحتياج الطبيعي فهو لا يؤثر على حياة الإنسان اليومية، ولا تجعله مشتتا عن أهدافه، ولا ينغمس وراء أي سلوكيات تضر به، بمعنى أصح وجودها شيء جميل ولكن في حين عدم توفرها مؤقتا فليس بأزمة كبيرة على عكس الحالة الأولى التي أشرت لها.
فهمت قصدك و أقول أن لكل مشكلة حل .. فوجود احتياج مرضي دائم للمشاعر مصحوب بسلوكيات إدمانية هذا شيء يتطلب استشارة و مساعدة أخصائي نفساني و هو متوفر على الأنترنت .. الخبير بالعلاج النفسي هو الذي يستطيع تصحيح نفسية المدمن و هو الذي يزوده بالنصائح و التوجيهات لأجل التعامل مع الاحتياج الإدماني للمشاعر و لأن رحمة الله لا تنقطع توجد ارشادات مجانية حتى لمنعدمي الدخل و هذا فضل من عباد الله الصالحين .. و للأسف هناك كثير من الخطط السرية التي لا تزال ماضية و تستخدم الإعلام و الأنترنت و تستهدف أصحاب النفوس الضعيفة لكي يجروهم إلى هذه الاضطرابات و السلوكيات الإدمانية .. و لا يزال السبب الحقيقي وراء هذه الخطط مجهولا
أعتقد أن السبب الرئيسي لإدمان المشاعر هو التعرض لحرمان من تلك المشاعر لفترات طويلة. وهو ما يجعل الشخص يسعى بشراهة إلى الوصول لتلك المشاعر. وبالتالي الحل الأمثل للمشكلة يكمن في محاولة الاكتفاء بالذات. أحيانًا نحتاج لنتعلم كيف نجد السعادة أو الراحة داخل أنفسنا، بدلًا من الاعتماد على مصادر خارجية. يمكن أن تكون هذه المصادر أشخاصًا، أو عادات، أو حتى أفكارًا نكررها في عقولنا. التغيير يبدأ عندما ندرك أن الشعور الذي نبحث عنه لا يمكن أن يمنحه لنا أحد أو شيء إلا إذا قررنا أن نمنحه لأنفسنا أولًا.
وبالتالي الحل الأمثل للمشكلة يكمن في محاولة الاكتفاء بالذات.
بالفعل إدمان المشاعر قد يكون ناتجًا عن الفراغ العاطفي أو الحرمان العاطفي الذي يعاني منه الشخص لفترات طويلة. عندما يكون الإنسان مفتقدًا للمشاعر التي تجعله يشعر بالسلام الداخلي أو الرضا، قد يبدأ في البحث عنها بشغف، وأحيانًا بطريقة قد تؤدي إلى الإدمان العاطفي.
كما أن الاكتفاء بالذات لا يعني أننا سنصبح في عزلة عن العالم أو نتجاهل حاجاتنا العاطفية. نحن كائنات اجتماعية بطبيعتنا، وتواصلنا مع الآخرين هو جزء أساسي من حياتنا. ما نعنيه هنا هو التوازن بين الاحتياجات العاطفية الخارجية والتقدير الداخلي.
يكمن في محاولة الاكتفاء بالذات.
ولكن الإنسان هنا بالفعل عاش حياته كلها مكتفيا بذاته ولم يتسبب ذلك في تغيير شعوره، لأن كثير من المشاعر يحتاج الإنسان لتأكيدها من الآخرين، مهما أكدتها له نفسه ولكن الإنسان لن يعيش مع نفسه ولا يريد ذلك للأبد، أي لنترك مصطلحات الاكتفاء وحب الذات على جانب ونعتبرها أمور بديهية يجب أن تكون لدى الجميع، ولكن ما هي الحلول أو الطرق العملية الأخرى التي يستطيع الإنسان من خلالها معالجة مشاعره وحلها؟
فكيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
لقد ذكرتني بالفتيات اللواتي لم يتلقين شعور الحب والحنان والاهتمام بما يكفي من أسرتهم فكان ذلك من الأسباب التي جعلتهم يقعون في فخ الكلمات المعسولة والدخول السريع في علاقات خارجية لإشباع هذا النقص فيهن، لذلك هذا موضوع مهم فعلا وأشكرك على طرحه.
الحل في المثال الذي ذكرته يكون بإشباع الفتيات بما يكفي من الحب والحنان من اسرتهم حتى لا يحتاجوا الى طرف خارجي لتقديم هذا الشعور.. اي بصفة أدق، الرجوع الى مصدر المشاعر الاول والاصلي واصلاح الخلل.
كذلك هنا، اي شعور مهما كان (حتى مشاعر الحزن، الغضب، وغيرها..) لابد ان نسمح لانفسنا بعيشها في الواقع من مصادرها الاصلية بعيش اللحظات على حقيقتها، الفرح في المناسبات المفرحة، السماح لنفسك بعيش فترة حزنك في اللحظات المحزنة وغيرها.. محاولة كبت مشاعرنا في الواقع هي ماجعلتنا نبحث عنها في المواقع أو في مصادر أخرى خارجية
الحل في المثال الذي ذكرته يكون بإشباع الفتيات بما يكفي من الحب والحنان من اسرتهم حتى لا يحتاجوا الى طرف خارجي لتقديم هذا الشعور.. اي بصفة أدق، الرجوع الى مصدر المشاعر الاول والاصلي واصلاح الخلل.
ما المشكلة في الأساس تكمن في مصدر المشاعر الأول، هو لم يعطي ما كان من المفترض أن يعطيه من البداية، فكيف سيعطي الآن؟ وإن أعطى هل سيكون مؤثرا في الأساس؟ بعض الأشياء عندما لا تأتي في وقتها تفقد أثرها وقيمتها.
طرح مميز لقضية مهمة، لكن رغم اتفاقي معكِ في الموضوع، يمكن أن أختلف معكِ في نقطة:
إدمان السلوك هو نتيجة لفقدان شعور أو احتياج نفسي ما، يعوضه المدمن بسلوكه الإدماني
حيث أرى أن الإدمان ليس نتيجة فقدان شعور أساسي، لكن المادة المسببة للإدمان (سجائر أو مواقع تواصل)، تقوم أولاً بخلق شعور مسلي أو مبهج، وهو ما يميل المدمن لتكراره (شعور مستحدث وليس أصلي).
لكن إجابة على سؤالك:
كيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
فتوجد عدة خطوات وطرق:
منها استبدال ذلك الشعور بآخر مفيد، عزم النية، وبالتأكيد مبدأ التخلي بالتدريج.
المشكلة التي أراها وتشكل صعوبة كبرى هي اختلاط المحتوى المفيد بالمحتوى غير المفيد، أي مستعمل لوسائل التواصل يدخل يبحث أو يتابع محتوى مفيد، سيجد أمامه كم هائل من محتوى غير مفيد تلقيه الخوارزميات في طريقه أولاً.
إدمان السلوكيات غالبًا ما يكون نتيجة لاحتياج عاطفي أو نفسي غير مشبع. عندما يشعر الشخص بنقص في الحب، الأمان، أو التقدير، قد يلجأ إلى سلوك معين مثل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين ليشبع هذا النقص. يمكنني أن أقول إن إدمان المشاعر ليس مجرد ممارسة سلوك مكرر، بل هو محاولة لتعويض شعور غائب أو لنسيان شئ .
للتخلص من هذا الاحتياج الدائم لشعور ما، يحتاج الشخص إلى الوعي الكامل بمشاعره واحتياجاته الداخلية. أول خطوة هي الاعتراف بالمشكلة وفهم الأسباب العميقة التي تقود الشخص إلى التعلق بسلوكيات معينة. بعد ذلك، من المهم أن يبدأ الشخص في البحث عن طرق صحية لإشباع هذه الاحتياجات. على سبيل المثال، يمكن أن يحل الشخص مكان الإدمان بشيء يعزز من احترام الذات كالتفاعل مع الأصدقاء والعائلة، ممارسة الرياضة، أو تعلم مهارات جديدة. قد يكون العلاج النفسي خطوة هامة في معالجة جذور المشكلة، حيث يساعد الشخص على اكتشاف أنماط تفكير سلبية ومعالجتها بشكل فعال.في فتره من حياتي أدمنت مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب ما ومارسة هذه العادات واستفدت منها تماما .
عند احتياج الانسان لمشاعر معينة فهذا دليل عن الفقدان و هو يبحث عنه لإشباع حاجته و عند الوصول لهذا الشعور يفقد الشغف من هذا الشعور تدريجياً ، و للتغلب عليه ،عليه ان يقتنع ان هذا شعور مؤقت و ليس دائم و طبيعة الانسان انه متقلب و متغير و دائما الممنوع مرغوب و الشيء البعيد عن الانسان دائما عنده رغبه فيها و عليه ان يحب نفسه و يثق بنفسه و يكون عنده يقين ب ( ان كل شيء مقدر و مكتوب - (و قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ،و يتوكل علي الله )
التعليقات