كلنا سمعنا بالطبع عن إدمان السلوكيات كإدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين وغيرهما، ولكن ربما لا ينتبه الجميع لأن إدمان السلوك هو نتيجة لفقدان شعور أو احتياج نفسي ما، يعوضه المدمن بسلوكه الإدماني، ولهذا ربما الأدق أن نطلق عليه إدمان المشاعر، فكيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
كيف يتخلص الإنسان من إحتياجه الدائم لمشاعر معينة؟
كل أشكال الإدمان هي بحث عن السعادة .. ما لم يجد الإنسان السعادة المفقودة فسيظل يتخبط .. كل اشكال الإدمان هي تخبط فعلاً .. أنا عن نفسي أدمنت كل شئ .. في كل مرة كنت أقول "يا إلهي هذا هو" .. ثم بعد فترة اكتشف انه ليس هو الذي ابحث عنه .. الرحلة وصلت لمراحل لن يتخيلها أحد .. أخيراً وجدته .. وعرفت حقيقة أن ما تبحث عنه .. يبحث عنك أيضاً .. وكان العناق واللقاء ودموع الفرح عرفتها لأول مرة .. ولم تنتهي الحدوتة .. ما أعده الله لنا .. ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
ربي يتم نعمته علينا جميعاً
مشكلة الاحتياج العاطفي مشكلة كبيرة وتحتاج منا فهم عميق لها، حتى نتمكن من تلبيته بطريقة صحية بعيدا عن أي بدائل قد تضرنا نفسيا أو حتى تعرضنا للاستغلال، لذا برأيي حل هذه المشكلة يبدأ من الصغر، وإشباع الأولاد بكافة المشاعر الإيجابية حتى لا تنظر للخارج أو تبحث عنها بالخارج، تربية هذا وتعزيزه من الصغر يفرق في طريقة تفكيرنا ونحن كبار، سيكون لدينا معرفة عن الطريقة الصحيحة لتلبيته، وفهمه خاصة أني أرى أن أغلب مشاكل الاحتياج تأتي من نقص حب الشخص لذاته، لذلك كما قلت لو تم تلبية ذلك في صغرنا بالمشاعر ووصلنا لمرحلة حب الذات الجيدة سنكون عالجنا سبب أساسي من مسببات الاحتياج، طبعا بجانب التواصل مع الأشخاص الذين نثق بهم ويكون لدينا إدراك أن هم من سيلبون لنا هذا الشعور
سبب هذا النوع من الإدمان هو الشعور اللحظي الذي يغمر الإنسان بالسعادة، أو حتى تغيير المزاج والابتعاد عن هموم حياته المزعجة، فيشعر وكأنه يبتعد قليلاً عن مشاكله. وهذا بطبيعة الحال هو ما يشعر به أغلب الناس.
ولكن إذا كنا نتحدث عن "إدمان المشاعر"، فهناك مشكلة قد تكون أكبر. فالحاجة إلى الحب والمشاعر، والبحث عنهما أو محاولة العيش كما يعيش الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي، يزيد الأمر سوءًا. لأنه إذا سألتِ أحدهم إذا كان يريد نشر منشور على هذه المواقع، فغالبًا ما سيكون عن أمر جميل، مثل زيارة، أو رحلة، أو إنجاز. ونادرًا جدًا ما يتم نشر صورة في حالة حزن، أو إذا كانت البشرة ليست في أفضل حالتها، دون ذكر تأثير الفلاتر والفوتوشوب الذي يغير الصور بالكامل.
وهنا يبدأ الشخص في تصفح هذه المواقع، فيشعر أنه أقل من هذا وذاك. لذا، يجب أن نفهم وندرك أن ما يتم نشره ليس هو الحقيقة الكاملة. ومن المهم أن يملأ الإنسان نفسه بالحب والرضا والقبول، والأهم من ذلك هو تقدير الذات من خلال العمل، وفهم قيمة الوقت واستغلاله في أمور مفيدة.
وهنا يبدأ الشخص في تصفح هذه المواقع، فيشعر أنه أقل من هذا وذاك. لذا، يجب أن نفهم وندرك أن ما يتم نشره ليس هو الحقيقة الكاملة. ومن المهم أن يملأ الإنسان نفسه بالحب والرضا والقبول، والأهم من ذلك هو تقدير الذات من خلال العمل، وفهم قيمة الوقت واستغلاله في أمور مفيدة.
الفكرة أن وسائل الإعلام عموما بما فيها السوشيال ميديا تمكنت من رسم صورة ونمط حتى للمشاعر، على سبيل المثال أصبحنا نرى الحب في وردة حمراء ودبدوب كبير، بخلاف طبعا كل الفيديوهات التي تبث ما يؤكد ذلك سواء من خلال مشاهد أو أعمال درامية حتى، وكثرة التعرض لذلك يجعل الفرد يشعر بشعور الاحتياج، يعززه عنده ويظهره رغم أنه بدونهم كان عاديا لا يحتاج لشيء، وهذه مشكلة كبيرة لأنها تحتاج لوعي كبير قد لا يكون متوافر عند الشباب
أعتقد أن السبب الرئيسي لإدمان المشاعر هو التعرض لحرمان من تلك المشاعر لفترات طويلة. وهو ما يجعل الشخص يسعى بشراهة إلى الوصول لتلك المشاعر. وبالتالي الحل الأمثل للمشكلة يكمن في محاولة الاكتفاء بالذات. أحيانًا نحتاج لنتعلم كيف نجد السعادة أو الراحة داخل أنفسنا، بدلًا من الاعتماد على مصادر خارجية. يمكن أن تكون هذه المصادر أشخاصًا، أو عادات، أو حتى أفكارًا نكررها في عقولنا. التغيير يبدأ عندما ندرك أن الشعور الذي نبحث عنه لا يمكن أن يمنحه لنا أحد أو شيء إلا إذا قررنا أن نمنحه لأنفسنا أولًا.
وبالتالي الحل الأمثل للمشكلة يكمن في محاولة الاكتفاء بالذات.
بالفعل إدمان المشاعر قد يكون ناتجًا عن الفراغ العاطفي أو الحرمان العاطفي الذي يعاني منه الشخص لفترات طويلة. عندما يكون الإنسان مفتقدًا للمشاعر التي تجعله يشعر بالسلام الداخلي أو الرضا، قد يبدأ في البحث عنها بشغف، وأحيانًا بطريقة قد تؤدي إلى الإدمان العاطفي.
كما أن الاكتفاء بالذات لا يعني أننا سنصبح في عزلة عن العالم أو نتجاهل حاجاتنا العاطفية. نحن كائنات اجتماعية بطبيعتنا، وتواصلنا مع الآخرين هو جزء أساسي من حياتنا. ما نعنيه هنا هو التوازن بين الاحتياجات العاطفية الخارجية والتقدير الداخلي.
الحاجة لمشاعر في رأيي تنتج عن خلل في رؤية الإنسان لصورته الذاتية، أو الـself esteem فعند غياب أو قلة تقدير الذات يشعر الإنسان بأن كيانه مختل أغلب الوقت، يحتاج لشخص، لشعور ما، لفعل أو لأكلة أو لتعاطي شيء، فبتنمية الاعتداد بالنفس قد تقل تلك الرغبة وتتهذب بالشكل الذي لا يجعلها منفذ للإدمان، ولكن لا أعتقد أنها تختفي تمامًا.
قديماً، كانت الإجابة على هذا السؤال بسيطة نسبياً. كان الناس يعيشون حياة أكثر هدوءاً وتوازناً، وكان بمقدورهم التعامل مع احتياجاتهم النفسية بسهولة أكبر. أما الآن، فنحن محاطون بكل ما يثير مشاعرنا ويوجهها، لدرجة أن حياتنا اليومية أصبحت مليئة بالعوامل التي تسبب إدمان المشاعر. حتى الموسيقى، التي كانت تلامس أرواحنا بعفوية، أصبحت تعتمد على ترددات محددة تغذي مناطق السعادة في الدماغ وتؤدي إلى الإدمان. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الترفيه أو الإعلام، بل تتعداها إلى أغلب جوانب حياتنا المعاصرة.
إدمان السلوكيات، مثل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين، هو في جوهره إدمان للمشاعر. يبحث الشخص المدمن عن تعويض نقص ما في حياته العاطفية أو النفسية من خلال تلك السلوكيات، ويصبح من الصعب عليه التوقف عنها لأنه يشعر بالراحة المؤقتة التي توفرها له هذه السلوكيات.
إجابة هذا السؤال الآن أصبحت أكثر تعقيدًا، فنحن بحاجة إلى أن نتفهم أولاً كيف نشأ هذا الاحتياج إلى المشاعر، وكيف يمكن أن نتخلص من إدمانه. من وجهة نظري، ربما يبدأ الأمر بفهم عميق لاحتياجاتنا النفسية، والبحث عن طرق صحية لتلبية تلك الاحتياجات بعيداً عن المثيرات الخارجية التي تضرنا.
المشاعر و الامتلاء النفسي هو احتياج فطري طبيعي عند الإنسان العاقل و حتى عند الحيوانات فمن الطبيعي جدا أن يبحث الإنسان عن المشاعر .. أما وجود احتياج دائم فهذا شيء يستحق دراسة و فهم لأنني لا أفهم المقصود باحتياج دائم .. أما عن الاحتياج للمشاعر الحسنة كالحب و الاهتمام و المدح و غير ذلك فهو احتياج طبيعي و يكذب من يقول و يدعي انه لا يحتاج الى الحب و المشاعر لأن الخالق فطر الإنسان على وجود رغبة فطرية في الامتلاء روحيا و نفسيا .. و كل الذين اهملو الجانب النفسي عانوا في حياتهم كثيرا
طرح مميز لقضية مهمة، لكن رغم اتفاقي معكِ في الموضوع، يمكن أن أختلف معكِ في نقطة:
إدمان السلوك هو نتيجة لفقدان شعور أو احتياج نفسي ما، يعوضه المدمن بسلوكه الإدماني
حيث أرى أن الإدمان ليس نتيجة فقدان شعور أساسي، لكن المادة المسببة للإدمان (سجائر أو مواقع تواصل)، تقوم أولاً بخلق شعور مسلي أو مبهج، وهو ما يميل المدمن لتكراره (شعور مستحدث وليس أصلي).
لكن إجابة على سؤالك:
كيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
فتوجد عدة خطوات وطرق:
منها استبدال ذلك الشعور بآخر مفيد، عزم النية، وبالتأكيد مبدأ التخلي بالتدريج.
المشكلة التي أراها وتشكل صعوبة كبرى هي اختلاط المحتوى المفيد بالمحتوى غير المفيد، أي مستعمل لوسائل التواصل يدخل يبحث أو يتابع محتوى مفيد، سيجد أمامه كم هائل من محتوى غير مفيد تلقيه الخوارزميات في طريقه أولاً.
إدمان السلوكيات غالبًا ما يكون نتيجة لاحتياج عاطفي أو نفسي غير مشبع. عندما يشعر الشخص بنقص في الحب، الأمان، أو التقدير، قد يلجأ إلى سلوك معين مثل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو التدخين ليشبع هذا النقص. يمكنني أن أقول إن إدمان المشاعر ليس مجرد ممارسة سلوك مكرر، بل هو محاولة لتعويض شعور غائب أو لنسيان شئ .
للتخلص من هذا الاحتياج الدائم لشعور ما، يحتاج الشخص إلى الوعي الكامل بمشاعره واحتياجاته الداخلية. أول خطوة هي الاعتراف بالمشكلة وفهم الأسباب العميقة التي تقود الشخص إلى التعلق بسلوكيات معينة. بعد ذلك، من المهم أن يبدأ الشخص في البحث عن طرق صحية لإشباع هذه الاحتياجات. على سبيل المثال، يمكن أن يحل الشخص مكان الإدمان بشيء يعزز من احترام الذات كالتفاعل مع الأصدقاء والعائلة، ممارسة الرياضة، أو تعلم مهارات جديدة. قد يكون العلاج النفسي خطوة هامة في معالجة جذور المشكلة، حيث يساعد الشخص على اكتشاف أنماط تفكير سلبية ومعالجتها بشكل فعال.في فتره من حياتي أدمنت مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب ما ومارسة هذه العادات واستفدت منها تماما .
فكيف برأيكم يمكن للشخص أن يتخلص من احتياجه الدائم لشعور ما؟
لقد ذكرتني بالفتيات اللواتي لم يتلقين شعور الحب والحنان والاهتمام بما يكفي من أسرتهم فكان ذلك من الأسباب التي جعلتهم يقعون في فخ الكلمات المعسولة والدخول السريع في علاقات خارجية لإشباع هذا النقص فيهن، لذلك هذا موضوع مهم فعلا وأشكرك على طرحه.
الحل في المثال الذي ذكرته يكون بإشباع الفتيات بما يكفي من الحب والحنان من اسرتهم حتى لا يحتاجوا الى طرف خارجي لتقديم هذا الشعور.. اي بصفة أدق، الرجوع الى مصدر المشاعر الاول والاصلي واصلاح الخلل.
كذلك هنا، اي شعور مهما كان (حتى مشاعر الحزن، الغضب، وغيرها..) لابد ان نسمح لانفسنا بعيشها في الواقع من مصادرها الاصلية بعيش اللحظات على حقيقتها، الفرح في المناسبات المفرحة، السماح لنفسك بعيش فترة حزنك في اللحظات المحزنة وغيرها.. محاولة كبت مشاعرنا في الواقع هي ماجعلتنا نبحث عنها في المواقع أو في مصادر أخرى خارجية
التعليقات