يخلط الناس كثيرًا بين مفهومي الحب والحاجة للحب. أن تحب إنسان يعني تخص مشاعر معينة لشخصه، أما أن تكون بحاجة للحب هو أن تكون لديك القدرة عن الإحساس بهذه المشاعر تجاه أي شخص آخر! وبالتأكيد هناك فروقات نفسية أكبر وأعمق من وصفي البسيط للأمر، ولهذا سؤالي ما العلامات الأخرى التي تجعل الإنسان يفرق بين مشاعر الحب ومشاعر الحاجة للحب؟
كيف يفرق الإنسان بين الحب الحقيقي والحاجة للحب؟
أرى أن الحب الحقيقي هو شعور حرّ، ينبع من وعي داخلي، من تقدير الذات والقدرة على رؤية الآخر كما هو، دون إسقاطات أو مثالية ، و هو إختيار ناضج لشخص محدد ننجذب إليه عاطفيًا ونقدّره إنسانيًا ونرغب في مشاركته الحياة، لا من باب النقص، بل من باب الاكتمال والنمو المشترك. أما الحاجة إلى الحب، فهي غالبًا انعكاس لفراغ داخلي أو تجارب سابقة تركت الإنسان يشعر بعدم الأمان أو بعدم الاستحقاق، فيسعى لا شعوريًا للعثور على من "يملأه" ويشعره بأنه محبوب ومرغوب، من أمامه ، و في مثل هذه الحالة، تصبح العلاقة ملاذًا للهروب من الوحدة، لا فضاءً للحب المتبادل، فتظهر سلوكيات قد تزعج الشريك و تؤثر على إستمرارية العلاقة مثل التشبث، الغيرة المفرطة، القلق الدائم من الهجر، والتنازل المفرط عن الحدود الذاتية
الفرق بين الحب والحاجة للحب أنا أميزه في نوعية التعلق بين الشريكين ، فالحب يسمح بالنمو والانفصال الصحي، بينما الحاجة تجعل العلاقة مشروطة وقلقة ومتوترة. ومن المؤلم أن البعض لا يكتشف هذا الفرق إلا بعد أن تتكرر الخيبات، أو يجد نفسه عالقًا في علاقات تستنزفه أكثر من أن تريحه ...
تعليقك مفصل يا حسيبة ومفرق بوضوح بين الحالتين أشكرك على مشاركتك إياه. بالإضافة لما ذكرتيه أنا أرى الحاجة للحب تتضح في زوايا أخرى كالسرعة والعشوائية في الاختيار كأن يقول الإنسان أنا أحب فلان! وهو ربما لا يعرف عنه شيء حرفيا، ولكن مجرد شعور الإنسان بالاهتمام أوهمه فورا بإحساسه بالحب لأن ما يبحث عنه في الأساس هو الاهتمام وسد الفراغ ليس الحب كمفهوم عميق وعلاقة طويلة الأمد. المضحك أنه في النهاية قد يتحول الشخص الباحث عن الحب للحاجة إلى الشخص المتخلي بمجرد أن يتحصل على نوعية المشاعر التي يحتاجها ويرضي بداخله نوع من الغرور أو النقص. هنا الحاجة لم تصبح مضرة لصاحبها ولكن لسيء الحظ الذي صادف مقابلته.
أحترم فكرتك، لكنها تبدو مبسطة أكثر من اللازم. الحاجة للحب ليست مجرد "القدرة على الإحساس بالمشاعر تجاه أي شخص"، من وجهة نظري ممكن تكون تعبير عن فراغ داخلي يدفع الشخص للبحث عن أي علاقة تملأ هذا النقص.
أما الحب الحقيقي فهو شعور موجه لشخص بعينه، ينبع من تقدير وارتباط خاص، وليس فقط من الرغبة في الشعور بالحب.
لكنها تبدو مبسطة أكثر من اللازم. الحاجة للحب ليست مجرد "القدرة على الإحساس بالمشاعر تجاه أي شخص"، من وجهة نظري ممكن تكون تعبير عن فراغ داخلي يدفع الشخص للبحث عن أي علاقة تملأ هذا النقص.
حديثك يوضح معنى كلامي ولا يتعارض معه. الفراغ الداخلي تكون نتيجته طاقة كبيرة من المشاعر موجهة بشكل خاطئ أو عشوائي تجاه أي شخص. القصد أن الإنسان لا يحب شخص بعينه في هذه الحالة بل هو يحب فكرة الحب نفسه، أي شخص سيعطيه بعض الاهتمام سيقع في حبه بسهولة، وربما يجد نفسه يشعر بالحب تجاه أكثر من شخص في نفس الوقت، أو لا يكاد ينهي علاقة حتى يدخل في غيرها بكل سهولة فالارتباط هنا ليس بالشخص بل بالفكرة نفسها لوجود احتياج نفسي لها.
كلامك منطقي جدًا، خاصة في ربطك بين الفراغ الداخلي والحاجة العاطفية.
لكن هل ممكن أن تكون "الارتباط بفكرة الحب" يكون مرحلة مؤقتة يمر بها الإنسان بسبب تجارب سابقة أو صدمات مر بها في حياته؟
يعني بدل ما نقول إن الشخص فقط "يحب فكرة الحب"، ممكن يكون يحاول من خلال تلك العلاقات المتكررة يفهم نفسه؟
أو أن بعض الناس ببساطة حساسون أو عاطفيون بطبيعتهم، ويحتاجون لوعي ذاتي أكبر ليعيدوا توجيه مشاعرهم؟
لكن هل ممكن أن تكون "الارتباط بفكرة الحب" يكون مرحلة مؤقتة يمر بها الإنسان بسبب تجارب سابقة أو صدمات مر بها في حياته؟
هو هكذا بالفعل، السبب كما ذكرت ولكن الحل أو العلاج ليس أن يترك الإنسان نفسه اسيرا للحاجة فيدخل في علاقات خاطئة مع أشخاص غير مناسبين أو يضر أشخاص آخرين ويظلمهم معه لأنه غير مدرك لمشكلته، ولهذا كان الغرض من المساهمة محاولة حصر كل العلامات التي يكشف ويفرق بها الشخص بين ما إذا كان بحب فعلا أم هو بحاجة للحب، فما برأيك العلامات الأخرى التي تميز بين الاثنين؟
سؤال في غاية العمق والذكاء ويدل على وعي عاطفي ونفسي متقدم فالفارق بين الحب الحقيقي والحاجة للحب هو من أكثر ما يُحدث التباسًا في التجارب الإنسانية وقد يقود الكثيرين إلى علاقات غير متزنة أو حتى مؤذية
الحب الحقيقي هو شعور ناضج يتجه نحو الآخر كشخص له كيان مستقل يُقدَّر لذاته لا لما يقدمه من مشاعر أو احتواء أما الحاجة للحب فهي غالبًا تعويض عن نقص داخلي أو فراغ عاطفي يجعل الشخص يتعلق بمن يمنحه الشعور بالأمان أو القبول ولو بشكل مؤقت
ومن العلامات التي تساعد على التمييز بين المشاعر الصادقة والحاجة العاطفية ما يلي
أولًا الارتباط بالذات لا بالمواقف
في الحب الحقيقي يظل التقدير للشخص حتى في لحظات الخلاف أما الحاجة للحب فتجعل التعلق مرهونًا فقط بلحظات العطاء والاهتمام
ثانيًا الرغبة في العطاء لا في الامتلاك
الحب يدفعك لأن تمنح بلا حساب وأن ترى سعادة من تحب جزءًا من سعادتك أما الحاجة للحب فغالبًا ما تتجلى في الرغبة في السيطرة والخوف من الفقد والحرمان
ثالثًا الاستقرار مقابل القلق
عندما تحب تشعر بالأمان والهدوء الداخلي حتى في غياب الطرف الآخر أما الحاجة فتولد قلقًا مستمرًا وتعلقًا شديدًا لأن الشخص يعتمد على الآخر لملء فراغ داخلي
رابعًا وضوح الرؤية لا الانبهار
الحب يراك الآخر على طبيعته بعيوبه ومميزاته أما الحاجة فتجعلنا نرى الطرف الآخر من خلال عدسة الاحتياج فقط ونغفل عن رؤيته الحقيقية
في النهاية قد لا يكون من السهل دائمًا التمييز بين الشعورين خاصة في بدايات العلاقة لكن الوعي الذاتي والمراجعة الصادقة للمشاعر والدوافع تساعد الإنسان على اتخاذ قرارات أنضج وبناء علاقات أكثر توازنًا وصدقًا
سؤال رائع يستحق التأمل والتقدير
الخلط بين الحب والحاجة للحب؟
جميل كعنوان، لكن الحقيقة أن هذا الكلام، رغم رواجه، يعيد إنتاج نفس الثنائية السطحية التي تحاول أن تُظهر نفسها كتحليل عميق.
القول إن الحب موجّه للآخر، بينما الحاجة للحب تتمحور حول الذات، فيه اختزال شديد لطبيعة المشاعر البشرية، وكأن الإنسان كائن مفصول بين عقل نقي وشعور ملوّث بالحاجة.
من قال إن الحب الحقيقي لا يمر عبر الحاجة؟ بل من قال إن الحاجة للحب تهمة أصلاً؟
نحن لسنا آلات تحب لوجه الحب، نحن كائنات مخلوقة على النقص، والحب هو التقاء ضعف بضعف، لا استعراض لقوة داخلية فائضة.
هذا النموذج في الطرح يشيءن الحب، ويحوّله إلى منتج يجب أن يكون خالٍ من الشوائب حتى يُعترف به.
حقيقة لا يوجد حب نقي خالٍ من حاجة.بل النقاء الكامل، حين يُطرح، لا يكون إلا في نظريات الكُتّاب، أو بين سطور الشعر، لا في واقع العلاقات.
أما هذا الحديث عن أنك تحب الشخص لذاته فهل نُصدّق فعلًا أن هناك حبًا لا ينتج عن شعور بالامتلاء، بالتقدير، بالتكامل، بالإشباع النفسي؟
الحب ليس فكرة مجردة... هو تجربة نفسية جسدية إدراكية كاملة، ولا عيب إن تضمن داخله رغبة في التقدير، حاجة للشعور بأنك مهم، إحساس بأنك لست وحدك.
بل الأكثر خطورة أن هذه الطروحات تُربّي شعورًا بالذنب داخل الناس
وكأنك إن احتجت الحب فأنت مزيف، وإن أحسست بالفراغ فأنت غير مؤهل لأن تحب.
وهذا خطاب قاسٍ متنكر في عباءة الوعي العاطفي.
الحب لا يحتاج أن تُحلله حتى تعرفه.
وإن اضطررت لذلك، فالمشكلة ليست في "تمييزك"، بل في أن ما بين يديك ليس علاقة أصلًا، بل استهلاك عاطفي تحاول تغليفه بأسئلة عميقة.
فبدل أن نسأل هل هذا حب أم حاجة؟ ربما السؤال الأدق
هل نحن نعيش العلاقة فعلًا... أم نُجري تجارب شعورية على أنفسنا وندّعي أننا في حالة حب؟
هل نحن نعيش العلاقة فعلًا... أم نُجري تجارب شعورية على أنفسنا وندّعي أننا في حالة حب؟
كل حديثك في التعليق لم يكن له أي علاقة بما أردت إيصاله أو التساؤل عنه، إلا أن وصلت لسؤالك في النهاية ووجدت أننا نريد أن نصل لنفس الهدف!
لم يكن معني حديثي هو فصل الحب عن الحاجة، ولكن عندما تتحول الحاجة للحب لعشوائية في الاختيار والقرارات الخاطئة لسد هذه الحاجة، فعلى سبيل المثال تجد شخص يتواجد في علاقة فقط لشعور الحاجة وفجأة يقرر الانفصال لأنه أخذ ما يحتاج أو لأنه وجد بديل أفضل، أو شخص يستمر في علاقة غير صحية بالمرة ولكنه يتمسك بها لأنه لا يستطيع مواجهة مشاعره الاعتمادية ولا حلها، أو شخص يتنقل من علاقة لأخرى تستنزفه وتستغله ولا تحترمه وبدلا من أن يتعلم من أخطائه ويتهمل ليفهم أسباب فشل علاقاته مازال يعرض نفسه أمام أي شخص يعطيه اهتمام أو فرصة لأنه لا يستطيع أن يظل بدون حب! الحب في مفهومه متسع ويشمل معاني كثيرة وله أهداف غير الحاجة، كالشعور بالأمان والثقة والدعم والتقبل والتقدير، هذه أساسيات تبنى عليها أي علاقة، لذا فإن العلاقة التي تبنى عن "حاجة" فقط ولا تراعي باقي هذه الجوانب ستكون مؤذية لصاحبها إن لم يتفهم حالته. هذا غرض المساهمة بالمناسبة.
الشخص الذي يتحدث كثيراً عن الحب ويشغل نفسه بقضايا الحب هو شخص يعاني من مشاكل نفسيه ويحتاج إلى علاج
كلامك به تعميم غير دقيق، نحن هنا نناقش الأفكار أو السلوكيات أو الظواهر المجتمعية التي تستوقفنا، والحب هنا ليس حكرا على الحب بين الرجل والمرأة، الحب كشعور موجود بين الأزواج وبين الأصدقاء وبأي علاقة، قد يكون الحديث حوله تأمل بالشعور، أو تجربة شخصية، أو اهتمام طبيعي بمشاعر تعد من أعمق المشاعر التي يمر بها أي إنسان
الحب مشاعر، لا مهنة
إذا كان كل وجودك تعليقك وعبارات ديجيتال عن الحب، فأنتِ لا تملكين حباً، بل تتصنّعُيه لتعويض فراغك
الضعفاء يختزلون حياتهم في عواطف مكتوبة.
الأقوياء يصنعون واقعاً لا يضطرون للتباكي عليه!
اختاري إما أن تعيشين الحب، أو تتوقفين عن استجداء التعاطف بكلامك المكرّر المعروف منذ انضمامك للمنصة
ما علاقة ردك بكلامي، لم أتطرق أساسا بتعليقي عن الحب في حد ذاته بل كان تعليقي ردا على التعميم الموجود بتعليق الزميل حول أن من يتحدث عن الحب يحتاج لعلاج نفسي ويعاني نفسيًا. اقرأ الحوار من أوله لتفهم سياقه بدلا من القفز لاتهامات وشخصنة غير منطقية وخارج الحوار
أو تتوقفين عن استجداء التعاطف بكلامك المكرّر المعروف منذ انضمامك للمنصة
لا تعليق
الضعفاء يختزلون حياتهم في عواطف مكتوبة. الأقوياء يصنعون واقعاً لا يضطرون للتباكي عليه!
ما علاقة القوة والضعف بما نتحدث عنه؟ لا الحب ولا العواطف ضعف ولا القوة تعني أن يكون الإنسان متبلد المشاعر يتصنع عدم الاكتراث بالحب! نحن نتناقش في مشكلة نفسية سببها في المقام الأول هو الجفاء الذي تعرض له الإنسان في بيئته الحاضنة الأولى، أو في صدمة أضرت به وكانت سبب في عدم توفير احتياجاته الأساسية لبناء نفسية قوية، هنا تظهر الحاجة للحب كمشكلة سببها ناتج عن نقص يعوضه من يعانون من هذه المشكلة باختيار علاقات خاطئة أو وضع افتراضات غير حقيقية عن طبيعة مشاعرهم! والسؤال الآن كيف نساعد هؤلاء الأشخاص لكي يفرقون ما بين إذا كان ما يشعرون به حقيقي أم زائف؟
اختاري إما أن تعيشين الحب، أو تتوقفين عن استجداء التعاطف بكلامك المكرّر المعروف منذ انضمامك للمنصة
وأرجو أن تكون مشاركة الآراء بعيدة عن إصدار الأحكام أو الشخصنة. من حقك الاعتراض على الرأي والمناقشة فيما يخص ذلك، ولكن ليس من حقك التعليق على صاحب الرأي.
معنى كلامك أن لا أهمية لحب العائلة فلا يجب أن تنشغل الأم بإعطاء الحب لأبنائها مثلا، ولا على الإنسان أن يشغل نفسه باتخاذ صديق له يحبه ويثق فيه، ولا على الإنسان أن يحب زوجته أو أن يختارها عن حب، فالحب في العموم شيء تافه علينا تجاهله وإلا أصبحنا مرضى نفسيين؟
الإنسان الذي لا يعطي أهمية لهذه الأشياء هو الذي يمكن اعتباره يعاني من خلل نفسي ما، لأن العاطفة والمشاعر جزء طبيعي من كينونة الإنسان ومن يتجاهلهم يكون شخص قاسي وغليظ ووحيد لأن الناس ستكره صحبته.
التعليقات