"أعتذر لقد زلّ لساني " .. هل هي زلة لسان فعلاً ؟ أم أن ما قلته لم تقله عبثاً بل كان يختبئ في قلبك عميقاً؟ هذه التساؤلات كما راودتني وربما راودتك أيضاً، فقد راودت معشر الشعراء من قبل وتناولوها في عدة أبيات . اللسان هذه العضلة الصغيرة في كهف الفم .. له وقع كوقع القنابل والبارود، وليس أكثر من قول رسولنا الكريم في حديث له مع معاذ بن جبل : "... وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على
رسالة اندوريا 13
مع أن لساني ينطق العربية ولغات اخرى لكنه لا يجيد اللغة التي يتحدث بها البشر اليوم لذلك سأكتب رسالتي بأبسط ما استطيع ولكني أعلم أن الكثير من الناس لا يستحقون سماعها، ولكنني مطمأن بأن من باع قلبه وروحه لن يفهم المغزى منها ويستهزء بها فهذه عادة النائمين، وتلك هي شيم القطيع، وكم هو محزن عندما يسألوني من انت؟ ولا يسمعون او يفهمون ما اقول كأن معرفتي ستقودهم الى العلم لا عجب إن ماتت القلوب كيف للعقول ان تفهم المكتوب او
كيف يصل الكاتب بحروفه إلى حواس القارئ؟
يأسرنا ذلك الكاتب الذي يستطيع أن يستثير كامل حواسّنا بحروفه، ويُحرّك رغباتنا المستترة، ويجعلنا نشعر بلفحة الشمس وهبّة النسيم… حتى أنّنا نشمّ رائحة المكان قبل رائحة الحزن أو الموت… يقول الصحفي والكاتب الأمريكي إدواردو غاليانو : " أنا لا أطلب منك أن تصف سقوط المطر ليلة وصول كبير الملائكة، أنا أطلب منك أن تجعلني أتبلّل! فكّر في الأمر، أيها الكاتب، ومرة واحدة في حياتك، كن الزهرة التي تفوح بدلًا من أن تكون مؤرّخ العطر". لكن كيف للكاتب أن يجعل قارئه
من أين تأتي إزدواجية الشخصية والمعايير؟
إننا في مجتمعاتنا العربية نعاني الكثير من التناقضات كما وأننا ننشأ عليها عن طريق الجهل لا الخطأ، نبدأ في الصفوف الأولى باعتناق أفكار المجتمع البالية بحذافيرها دون محاولة خجولة من الآباء أو المعلمين لتعديل الصيغة أو تطويرها ومن هنا نبدأ بتجرّع الإخفاقات التي عاناها السلف والتي قلّما أفادتهم، نبدأ بتلقي القيم الأخلاقية التي تتوافق مع التوجهات القبليّة ومن ثم نكمل ما بدأ به الآباء من تلقين و تحفيظ، ورسم نموذج جاهز للحياة التي يتوجّب على هذا الطفل اعتناقها دون أدنى
الزواج ... بين مخاوف تشيخوف وإرشادات تولستوي!
أسهب تشيخوف كثيراً وفي عدة أعمال له في الحديث عن المخاوف المرتبطة بالزواج. والأمر ليس بالسهل ولا بالبسيط من وجهة نظره، فقد طرح الكاتب في "السيدة صاحبة الكلب" فكرة وقوع الإنسان في الحب بعد أن يكون قد تزوج وارتبط وأسس بيتاً. وطرح كذلك مخاوفه المتعلقة بشأن تغير المشاعر وذبول الحب بين المحبين وزوال ما كان بينهما في "رواية المبارزة". والفكرة الأخيرة ليست غريبة، إذ حدث ألف مرة ومرة أن تمنى الإنسان تمام أمرٍ من الأمور ثم زهد فيه بعد تمامه.
اعتراف
وجودي هنا اثبات لخروجي عن طبعي. اثبات و تشخيص لي بالاعتلال. علتي في عدم استطاعتي للتمركز و الرجوع لمرجع خالص لأفعالي و قراراتي، بعد الكثير من النفاق و الخداع و التظاهر، لم يعد باستطاعتي التعرف على ذاتي. شعور خانق يعتمرني تائه و حائر. وجودي هنا وكلماتي هاته تستلزم قدرا معينا ما من الجدية و العقلانية التي لم تكن تسكنني فقبيل العامين كنتا شخصا عبثيا لا يلقي اهتماما بأي شيئ ناهيك عن مناعتي ضد الوحدة و المشاعر السلبية كنت بطبعي شخصا