أسهب تشيخوف كثيراً وفي عدة أعمال له في الحديث عن المخاوف المرتبطة بالزواج. والأمر ليس بالسهل ولا بالبسيط من وجهة نظره، فقد طرح الكاتب في "السيدة صاحبة الكلب" فكرة وقوع الإنسان في الحب بعد أن يكون قد تزوج وارتبط وأسس بيتاً. وطرح كذلك مخاوفه المتعلقة بشأن تغير المشاعر وذبول الحب بين المحبين وزوال ما كان بينهما في "رواية المبارزة".

والفكرة الأخيرة ليست غريبة، إذ حدث ألف مرة ومرة أن تمنى الإنسان تمام أمرٍ من الأمور ثم زهد فيه بعد تمامه.

فكيف سيكون الحال لو تزوج أحدهم بمن يحب ثم زال ما بينهما من غرام؟

وفي عدة قصص قصيرة تحدث صراحة عن إمكانية وقوع النفور والكراهية بين من كانوا عشاقاً في يومٍ ما، فما العمل والأمر وارد؟

لم يكتفِ تشيخوف بذلك، بل بلغ به الحال أن حدثنا عن أناس يتمنون موت أزواجهم حتى يتحرروا من هذا القيد الغليظ والكريه!

كل مخاوف تشيخوف منطقية، وما تنفك الأيام تؤكدها وتثبتها بالتجارب!

تولستوي لم يدخل في جدال مع أحد من معاصريه حول قضية مثارة في غالب الأحيان، وكان دوماً يميل لقول رأيه بعيداً عن المناكفات.

في رواية "السعادة الزوجية"، ينبهنا تولستوي بهدوءه المعهود لبعض الأمور التي تغافل كثير منا عنها.

ينبهنا مثلاً أن حتى بدايات الصادقين ليست دليلاً على شيء. ففي بداية أي علاقة يشعر الإنسان أنه "تحت الملاحظة"، فيُعدل من سلوكه بمثالية مفرطة. ولكن ذلك محال أن يدوم بعد الزواج، فتتغير الطباع الظاهرة، أو فلنقل إنها ظهرت على حقيقتها. وينبهنا تولستوي أن هذا لا يعني قلة احترام أو زوال للحب، إنما هو ناتج عن شعور الإنسان أنه استقر في علاقته، فتصرف على سجيته.

يكمل تولستوي نصيحته من رواية الحرب والسلام .

إياك ، ثُم إياك الزواج ابداً يا صديقي.

هذه نصيحتي لك، لا تتزوج حتى تستطيع أن تقول لنفسك أنك فعلت كُل ما يُمكنك فعله،

ولا تتزوج حتى تتوقف عن حُب تِلك المرأة التي أخترتها للزواج لكي تستطيع أن تراها بوضوح،

وإلا فأنك ستكون أخطأت في حق نفسك بقوة وخطأ لا رجعة فيه .

تزوج فقط عندما تكون كبيراً في السن، ولا تصلُح لشيئ أخر،

وإلا فستُضيّع كُل الأشياء الجيدة والنبيلة في حياتك، وسيضيع كُل شيء في حياتك على التفاهات .

 وانت ماهو رأيك