إيتالو كالفينو واحد من أبرز الكتاب الإيطاليين بشكل عام. وهو أديب وصحفي وناقد وروائي ولد في كوبا، ونشأ في سان ريمو بإيطاليا.

تاريخ الرواية:

اشتهر إيتالو كالفينو بالعديد من أعماله، والتي من أبرزها الرواية التي أطرحها بحماسة كبيرة في هذه المساهمة نظرًا للفكرة اللامعة التي تناقشها بين صفحاتها.

تتميّز رواية "البارون ساكن الأشجار" بكونها الجزء الثاني من ثلاثية روائية تحت عنوان "أسلافنا". وتتكوّن ثلاثية أسلافنا من "الفيسكونت المشطور"، و"البارون ساكن الأشجار"، و"فارس بلا وجود".

هل يخسر المتمرّد كل شيء أم أنه يحصد ما زرعه؟

تدور أحداث رواية "البارون ساكن الأشجار" عن نوع جديد من التمرّد الذي لا يحاكي الثورة السياسية أو الاعتراض على المؤسسات أو ما شابه. إنها رواية تعتني بقصة حياة طقل تمرّد على أسرته.

كان البارون كوزيمو قد قرر في صغره أن يهجر أسرته الأرستقراطية التي يعاني من سلطويتها وقهرها، وقد صرّح لهم بأنه سوف يسكن طيلة حياته فوق الأشجار ليتبع روحه الحرّة ويضمن حياةً يرضى عنها.

ويمزج إيتالو بين الأسطورة والواقع في أسلوب جذاب غير مسبوق، حيث يسرد مجموعة الأحداث والسيرة الحياتية التي عاشها البارون من طفولته وحتى مماته، حيث التزم بكلمته وقضي عمره كاملًا منذ لحظة تمرّد فوق الأشجار ولم يهبط إلى الأرض أبدًا.

وعلى الرغم من الخسارة التي أرى أنه تكبّدها، فقد صدمني في الرواية استكمال مسيرته على الشجر، مما أدى إلى نقطة فاصلة من وجهة نظري، وهي أن أسرته، بما فيها البارون الكبير أبوه، قد تقبّلته.

ما يدهشني أن التقبّل لم يأتِ فقط من عائلته، وإنما اتسعت شهرته وانتشر حبّه واحترامه وتقديره بين الجماهير والأهالي، وحتى وفاته. وعلى الرغم من أن حياته لم تكن مستقرة بأي شكل، فقد اكتشفتُ مع نهاية هذه الحياة أن حياتنا يكفيها أن ترضينا، حتى وإن لم ترضِ الآخرين.

هل تتفق أن وجهة نظر الآخر في حياتك لا تهم بأي شكل؟ وما الذي يخسره الفرد من التمرّد العائلي، حتى وإن كان على حق؟