رغدة جعفر

-

8.25 ألف نقاط السمعة
788 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
يقول النبي ﷺ: «مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ». كنت لأفكر في شيء غير الضرب.
أما العلامة التي لا تملك الجرأة على قول «هذا ليس لنا»، فلن تُحترم. لكن في الوقت ذاته أخشى أن يكون هذا فعلًا سياديًا لا يملكه إلا من عَبَر بالفعل مرحلة البقاء. بالنسبة للعلامات الناشئة، قد يؤدي هذا الرفض المطلق الانتحار المالي قبل ولادتها. فيتعين هنا استخدام الرفض بشكل إستراتيجي بل وتدريجي. لكن التظاهر بالسلطة عبر الرفض وأنت في حاجة للعميل هو نوع من الادّعاء الذي انتقدتِه في بداية المساهمة. فهل يمكننا أن نصيغ الأمر كالتالي: السلطة لا تأتي من الرفض،
 ليبدأ في بناء شيء حقيقي وسط كل هذا التشتت أساسًا التشتت في عالمنا هو تصميم اقتصادي. المنصات التي نهرب إليها مصممة لتفتيت انتباهنا، لأن الانتباه هو حرفيًا النفط الجديد. ويعود الفشل في اقتطاع الساعة إلى أن عضلة التركيز قد ضمرت. نحن نريد نتائج البيزنس بسرعة التيك توك، وهذا التناقض المعرفي يجعل أي عمل جاد يبدو مملًا ومنفراً. لقد فقدنا القدرة على مصادقة الملل، والملل هو الرحم الذي تولد فيه الأصول الحقيقية.
 هذه الكسور أصبحت جزءًا حقيقيا من قوتي سأستحضر قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾. القرآن يقول "مع" وليس "بعد"، مما يعني أن اليُسر (أدوات الترميم) موجود داخل العسر نفسه. لكننا أحيانًا ما نقع في فخ "رومانسية المعاناة". لذلك، ليس كل من انكسر رُمم؛ هناك من ينهدم ويبقى ركامًا للأبد. والترميم لا يكون تلقائيًا، لكنه قرار واعٍ ومجهد.
 عمله الرتيب ومديره المتسلط قد يكون ذلك الاستسلام لأن الدماغ البشري مبرمج على تفضيل الألم المتوقع، والراتب الثابت والمدير المتسلط، على السعادة غير المضمونة. ونفسيًا كذلك، ربما هو أيضًا الشخص في الوظيفة عقدًا مع الواقع؛ أنا أعطيكِ حريتي وأنتِ تعطينني البقاء. وهذه صفقة ستنتهي إمّا بالثراء أو بالإفلاس، لا ضمان. الحقيقة المؤكدة أنّ الأغلبية تفضل الفقر المستقر على الغنى المحفوف بالمخاطر ووجع الدماغ.
​ولا اعلم هل المشكلة فينا لأننا نخاف من المخاطرة ونفضل أمان الساقية؟  الخوف من المخاطرة فينا هو استجابة بيولوجية لنظام صُمم لجعلك تشعرين بالرعب من فقدان الراتب. الراتب مخدر يجعلنا نتحمل حياة لا تشبهنا. وكيف يمكن لشخص استهلكت الوظيفة كل وقته وطاقته هذا التساؤل يحتوي على مغالطة العجز. الحقيقة القاسية هي أننا دائمًا نجد الوقت لما هو مصيري. لكن المشكلة في تشتت الانتباه وعدم ترتيب الأولويات، وفي استهلاك الطاقة المتبقية في الترفيه التعويضي (سواء مسلسلات أو تواصل اجتماعي) للهرب من
 فأختار أحيانًا ألا أحاول، كأنني أُفضّل الخسارة الصامتة على جرح جديد. لا أعرف لماذا تستسلمين! هذا هو أخطر ما في القصة؛ إنهم ينجحون في تدجين روحكِ. للأسف أنتِ بذلك تختارين عدم المحاولة لتجنب الجرح، وتعاقبين نفسكِ نيابة عنهم. هذا كفيل بتحويلك إلى ضحية مثالية لما يريدون.
ذكرتِ بقوة أنك أنتِ من تصنعين مستقبل التخصص وليس العكس. لكن أنصحك بأن تحذري من تحول ذلك الاعتقاد إلى الفردانية المطلقة وتجاهل هيكلية السوق؛ فدائمًا هناك شعرة بين الشيء وضده. لكنه صراحة يبقى دافع معنوي هائل، حتى لو كان كلام الناس عن التخصص صحيح. هذا تحدٍ لك.. وقبول التحدي مع البحث عن ميزات تنافسية خارج الصندوق الأكاديمي التقليدي هو عين العقل هنا. لكن أنصحك بألا تخدعي نفسكِ بأن الإرادة تلغي الواقع، وإنما عليك أن تقولي لنفسك إن الإرادة ستجعلك استثنائية
ما شاء الله، بارك الله في علمك ونفع بك. يُقال إن الحفظ سهل، والثبات صعب. الآن وقد انتهت الرقابة الخارجية المتمثلة في الشيخ والأكاديمية، ما هو نظامكِ لضمان ألا تصبحي مجازة بلا حفظ بعد مرور خمس سنوات من الآن؟
أصبت الفكرة في مقتل. نحن غالبًا ما نتعامل مع العقل والجسم "المعدة تحديدًا" كصندوق قمامة وليس وعاء شفاف. وبما أن مساهمتك تركز على العقل، فكل ما يدخل العقل من أفكار يؤثر بشكل غير مباشر على الشخص لأنه يتشرب هذه الأفكار بدون وعي، ولا أجد كلمة أفضل من يتشرب هنا. فبالعكس، أنا أؤيدك في مبدأ الانتقاء، فقد يكون ما يناسب الجميع غير مناسب لك أنت تحديدًا. وهذا ينطبق على كل شيء، بدءًا من الطعام إلى الكتب والروايات.
الكثير من الأغنياء جهلة من منظور الأكاديميين لكنهم عباقرة بمقاييس البيزنس يبدو أن هذا الجدال بين المتعلمين وأصحاب الثروة سيظل إلى يوم الدين! لكن أتدري؟ العلم سيضعك في قفص الخيارات المحدودة فقط إذا كنت تطلب العلم لأجل التوظيف لا لـ التمكين. العلة في العقلية الوظيفية التي تزرعها الجامعات. الأكاديمي إذا رأى في علمه وظيفة فقط فمن الطبيعي أن يكون سجينًا، أمّا الذي يرى علمه أداة فهو الأخطر في السوق وعلى جميع الأصعدة.
 لكنني ارى ان الخلل هنا هو ان من انعم الله عليه بالغنى ينبغي ان تكون له مسؤولية اكبر في المجتمع، وامواله ليست له! إذا اعتبرنا أن أموال الأغنياء ليست لهم، فقد ينزلق المجتمع نحو الاشتراكية القسرية التي تقتل حافز الابتكار. لذا لنا أنْ نوازن بين حق الغني في جني ثمار ذكائه ومخاطرته، وبين واجبه المجتمعي في سد الفقر؛ لأنه إذا شعر الغني بتهديد لحريته في التملك، فقد يهرب بأمواله (Capital Flight)، مما يضر المجتمع أكثر مما ينفعه.
في رأيي، صحيح أن العلاقات تسرّع الوصول، لكن المبالغة في لوم ضيق الدائرة قد يكون نوعًا من الهروب من تطوير الذات. مقصدي أنّ العلاقات سوف تنقذك وتجعلك ثريًا لكن إلى حدٍ معين ما لم تكن أنت تطور من مهاراتك؛ لأنه في عالم العلاقات إن لم تمنح أنت منفعة للطرف الآخر فسيأتي الوقت الذي يستغني فيه عنك.
لأننا اليوم فعلاَ مهما عملنا في أكثر من عمل و مهما بذلنا من جهد لن نصل للغنى المقصود به رجال الأعمال وإنما نعيش فوق الكفاف بشيئ بسيط! الاكتفاء الذاتي أو فوق الكفاف بشيء بسيط خطير عند التعرض الأزمات الفجائية للأسف. هذا النوع من الغنى ليس كافيًا أبدًا لحمايتنا من تقلبات الحياة. فـ أحيانًا يكون الرضا بمستوى مادي معين هو استسلام مقنع يمنعنا من تطوير مهاراتنا للوصول لأمان مادي أصلب (Financial Resilience). ربما كان محقًا ذاك الشخص الذي قال يومًا إن
للأسف أ. أحمد لنكون واقعيين أيضًا، فمن الناحية البشرية، عندما يواجه الأب خطأً شائناً مثل هذا يمس كرامته أو قيم أسرته، يكون التفكير فيما سيحدث غدًا أو التفكير ببُعد نظر هو آخر ما يطرأ على باله بسبب الاختطاف العاطفي (Amygdala Hijack). لنتخيل الأب هنا هو قائد مركب يغرق، ونريده أن يتحدث عن أسلوب القيادة.
إذن هل يمكن أن يكون مصدر هذه الضغوط هم الأبناء أنفسهم؟! الطفل لا يعرف مصلحته. إذا خضعتِ لتنفيذ كل رغباته فأنتِ تفسدينه. عليكِ أن تعملي ما في مصلحته بغض النظر هل يريده أم لا. أنتِ الطبيب الذي يعرف الدواء، لا الطفل. ثم لتحاولي تذكر من مرة وجدتِ شابًا يقول: "كان أبي -الله يرحمه- يضربني، ويمنعني عن كذا، ولكن أنا أدعو له الآن لما فعل لأنّه أوصلني إلى ما أنا عليه الآن..."
حفظ الله لك ابنتك من كل شر. من الرائع أن نرى آباء متفهمة، حتى في موقف كهذا. لكن لنتخيل أنك طبقت العقاب بالحرمان والحبس... العقاب بدون خطة احتواء عاطفي لاحقًا ليس بالشيء الذي سأتفق معه تمامًا أيضًا. كما قال الشاعر: "فقسا ليزدجروا، ومن يكُ حازمًا.. فليقسُ أحيانًا على من يرحمُ". لكن يجب أن تكون القسوة بهدف للعلاج، لا انتقامية تهدف للتحطيم. فإذا انتهى العقاب ولم تعد العلاقة التي بنيتها طوال حياتك مع الابنة، فمعنى ذلك أن العقاب قد فشل في
طبعًا. لنذكر قول الله تعالى: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ﴾، فالفلسفة هنا هي الإمساك أي الاحتواء وليس الإخراج أو التشريد. الطرد يعني دفع الابنة إلى أحضان الشارع أو المجهول، وهو ما يتنافى مع مقصد الحماية. ويقول النبي ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"؛ والمسؤولية تقتضي بقاء الرعية تحت جناح الراعي حتى في وقت الحساب، لأن الطرد هو إقرار بفشل الراعي في احتواء أزمة بيته.
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾؛ لقد اختصرت الآية وجود "الأمانة" كشرط أساسي للاستئجار قبل البحث عن أدوات مراقبة الأمانة لا تغني ولا تسمن من جوع. ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تنظروا إلى صيام أحد ولا إلى صلاته، ولكن انظروا إلى من إذا حدّث صدق، وإذا اؤتمن أدى". وبالتالي فحسن الاختيار هو الأصل، وما دون ذلك هو محاولة لترميم بناء أساسه هش. الكاميرات مثل المضادات الحيوية، تتناولها فتطور الفيروسات من نفسها، وتدخل إلى جسمك
يقول ديستويفكسي:الألم في الحب لا يأتي من الفقد.بل من الإيمان الذي لم يجد من يحمله. ويقول جلال الدين الرومي: "يجب أن يتم تكسير قلبك لكي يُفتح". فـ الإيمان الذي لم يجد من يحمله والله لا يذهب سدى؛ بل يعود إليك بطريقةٍ ما. لا تزال للتجارب المؤلمة طعم حلو لأنها تعيد تعريفنا بأنفسنا؛ فنعرف أننا كنّا كباراً في العطاء، وأن العيب لم يكن في فيضنا، لكن في ضيق أوانيهم.
أتفق معك، وهذا خطأ فادح ولن يدرك الآباء هذا الخطأ إلا بعد فوات الأوان، وحينها لن يصدقوا أنهم أخطأوا، على الرغم من أنهم كانوا يحاولون تجنب هذا قدر الإمكان. يطرح العالم النفسي الشهير دونالد وينيكوت مفهوم "الأم الجيدة بما يكفي" (The Good-Enough Mother)؛ وهي الأم التي تخطئ، وتتعب، ولا تلبي كل الطلبات فورًا، ويرى أن هذا النقص هو الذي يعلم الطفل الصمود والواقعية. فـ المثالية التي يسعى إليها آباء اليوم هي في الحقيقة ضارة بالطفل؛ لأنها تخرجه لعالم لا يرحم،
اعتقد انني لازلت بحاجة لمزيد من التطور في النهايه، اعتقد انني لم اصل لاخر مستوياتي في الوعي بالذات بعد هذا اعتراف شجاع منك لا يقدر عليه الجميع. ولكن التساؤل عن قدرتك على التغيير دون دعم الآخرين حولك يذكرنا بقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾؛ فربما كان الوسع هنا هو تلك البيئة التي تشاركت معك الألم فخففت عنك وطأة نظرة الآخرين. ولكن هذا الوسع موجود دائمًا، بدون شروط، فلو عدت بالتأكيد ستجد هذا الوسع مرة أخرى، ربما ليس في
out of the box! يقول ستيف جوبز: "الابتكار يعني قول (لا) لألف شيء". وهذا ينطبق على التسويق؛ فالقدرة على قول "هذا ليس لكم" هي التي تصنع هيبة العلامات الفاخرة مثل (Rolls Royce) أو (Apple). هذه العلامات لا تسأل عن رضا الجميع لأنهم يدركون أن "إرضاء الناس غاية لا تدرك"، وأن محاولة مطاردة الجميع تجعلك تبدو كـ "بائع متجول" يفقد مصداقيته في سبيل إغلاق أي صفقة، بينما المسوق الذكي مستشار يختار من يخدمه بعناية.
تقول إنك "إذا عدت لنفس الدائرة ستختار نفس الأسلوب". هذا إدراك عميق جدًا لمدى سطوة غريزة البقاء عليك. لكني لا أعتقد أنّك كنت لتختار نفس الأسلوب لو عُدت، هذا سيناريو مستبعد تمامًا. لأنك ستعود بخبرتك وتجربتك وعقليتك التي لا تشبه عقليتك حينها، وبالتالي قراراتك ستكون مختلفة.. مختلفة تمامًا.
لكن الاطفال يجب ان تكون متابعتهم باشراف كامل من الام في اغلب اوقات اليوم، نعم لا بأس من تركهم مع المربية لساعتين او ثلاثة، لكن لا طوال اليوم أنت وضعت إصبعك على ثغرة تقنية وأخلاقية كبرى. الكاميرا فعلًا وسيلة قاصرة جداً لمراقبة تربية الأرواح. الكاميرا قد ترصد الفعل المادي (هل أطعمت الطفل؟ هل نظفت الغرفة؟)، لكنها تعجز تمامًا عن رصد الدفء الإنساني أو النظرة الحانية أو الاحتواء النفسي. ولا زال الطفل قد يُصاب بـ يتم عاطفي وهو أمام الكاميرا طوال