ما نراه ليس فقط تضليلًا للرأي العام، بل تشييئ للعلم نفسه، وكأن كل ما تنتجه المختبرات يجب أن يُسَوَّق ويُباع سريعًا قبل أن يُفهم أو يُختبر. هذا النمط يدفعنا للتساؤل إذا ما زال هناك مكان للبحث الحقيقي في بيئة تحكمها العوائد السريعة والأسهم الصاعدة؟
0
تحليل دقيق ومثير للتساؤل، خصوصًا حين نرى أن بعض شركات الذكاء الاصطناعي بدأت تتصرف وكأنها وكالات دعاية أكثر من كونها مؤسسات علمية. المشكلة تتعدى مسألة "التضليل"، لتصل إلى بناء صورة ذهنية مغلوطة عند الجمهور العادي، الذي يتوهم أن هذه النماذج قادرة على التفكير الواعي أو الاستقلال العقلي، بينما الواقع لا يزال بعيدًا عن ذلك. من وجهة نظرك هل يجب على هذه الشركات أن تُحاسب كما تُحاسب المؤسسات الطبية عند ترويجها لأدوية غير مثبتة؟
لقد أصبحنا للأسف أمام شكل جديد من الانحراف العلمي، حيث تتوارى المبادئ الأكاديمية خلف ستار العلاقات العامة، وتُستخدم لغة البيانات كحيلة لإثبات شيء لم يُختبر أصلًا. هل يكفي أن نشكو من ضبابية الأرقام، أم يجب أن نطالب بسياسات نشر واضحة، وبأن تخضع نتائج الشركات لمراجعة اكاديمية خالية من التحيزات كما هو الحال في الأبحاث الجامعية؟
ما طرحته في غاية الأهمية، ففعلاً، لا يمكن لأي تقنية أن تستمر دون بناء جسر صلب من الثقة مع جمهورها. لكن الإشكالية هنا لا تكمن فقط في مسألة المبالغة أو الكذب، بل في غياب آليات رقابية حقيقية لمحاسبة هذه الشركات عند تلاعبها بالأرقام أو التوقعات. فهل من المنطقي أن تعتمد تقييمات هذه النماذج على تصريحات الشركات نفسها دون وجود جهات محايدة لتدقيق الأداء إلا عندما يطلق المنتج للعلن
الذنب الأكبر اليوم لا يقع على التقنية ذاتها، بل على من يستعجل استغلالها دون أن يفهمها. الشركات التي تبالغ في تسويق منتجاتها وكأنها تحمل حلولاً سحرية تقودنا فعلاً إلى أزمة توقعات غير واقعية. وهذا التهويل قد يؤدي إلى إحباط المستخدم العادي، بل وربما إلى حالة نفور تقني حيث يرفض المستخدمين تجربة أي منتجات جديدة خوفا من الخداع
في عالم تُثقل فيه التجارب السيئة كاهل ثقة الجمهور، تصبح التفاصيل الصغيرة هي أرض المعركة الحقيقية. أعتقد ان الخطوة الأولى لبناء ثقة لا تهتز في أي مشروع ناشئ خاصة في منطقتنا ليست حملة تسويقية ضخمة، ولا حتى منتجًا مذهلًا، بل هي الوفاء المتكرر بالتفاصيل الصغيرة. أن تُسلّم في الوقت المحدد. أن تردّ على استفسار بسيط باحترام. أن تعترف بخطأ، وتصححه دون أعذار. أن تجعل العميل يشعر بأنه يُرى ويُقدّر، لا يُستغل.
في الواقع وإن كانت حياتك فعلا ليست ملكا للمجتمع ومن السهل أن أخبرك بأن تتجاهل الجميع وألا تكترث، لكنني أفهم ان هذا الضغط يجعلك تعيد التفكير مرارا وتشعر بحمل ثقيل لست مضطرا لحمله، خصوصا إذا كان الضغط من الأهل والأقارب، لذلك أعتقد أن أفضل نصيحة قد أعطيها لك هي أن تكون حاسما مع أي شخص يفتح معك هذا الموضوع وأن تخبره أن الأمر ليس من شأنه وأنك لا تقبل التدخل فيه إذا أردت أن تحظى بالسلام النفسي
أعتقد أننا جميعا قد مررنا بما طرحته بشكل أو بآخر، ولكن أليس من الممكن أن اللغة ليست عاجزة بحد ذاتها، بل إننا نحن من لم نتعلم بعد كيف نستخدمها بما يكفي؟ اللغة، في جوهرها، كائن حي يتسع بخيالنا، ويتعمق بتجاربنا، ويتطور كلما أعدنا تشكيل علاقتنا بها. ربما المشكلة ليست في فقر المفردات، بل في فقر تجربتنا معها. نحن نطلب منها أن تعبّر عن مشاعر لم نمنحها وقتًا كافيًا للفهم، ونحاكمها على فشلها في الترجمة، بينما عجزنا نحن عن الغوص في
رغم أنني أتفق مع الطرح القائل بأن التنقل أصبح شائعًا ومطلوبًا، إلا أنني أرى أن هذه الظاهرة أحيانًا لا تعبّر عن وعي مهني، بل عن حالة من التشتت وفقدان البوصلة. البعض يتنقل من وظيفة لأخرى ليس بدافع النمو، بل بدافع الضجر أو ضعف الصبر على التحديات. فهل نحن نُشجع على التنقل المهني لأننا نمتلك رؤية واضحة للتطور، أم لأننا نفتقد الالتزام والإصرار؟ وظيفة العمر ليست هي المشكلة، بل كيف نتعامل معها. فإن كانت ساحة تطور ونمو، فلم لا؟
ما لا يدركه كثير من أصحاب الأعمال أن بيئة العمل ليست مجرد مكان لإنجاز المهام، بل هي نسيج اجتماعي يؤثر على نفسية الموظف وسلامه الداخلي. الشعور بالأمان، والاحترام، والعدالة، هو ما يحفز الإبداع والانتماء، لا الراتب وحده. بالتالي، حين يُهمل الجانب النفسي، وتُترك السلوكيات المؤذية بلا رد، فنحن لا نخسر موظفًا فقط، بل نخسر مناخًا كاملًا كان يمكن أن ينتج ويزدهر. الإفصاح لا يُطلب من الموظف وحده، بل يُبنى له جسر من الثقة يبدأ من القمة
أوافقك في أن أدوات الكشف تعتمد على احتمالات لا على فهم حقيقي، لكن ما يغيب عن كثير من النقاشات هو أثر هذه الأدوات على بيئة التعليم نفسها. حين تُستخدم كأداة حكم نهائية في الجامعات مثلًا، فإنها تدفع الطلبة إلى التركيز على تجنب الإدانة لا على تطوير أسلوبهم. وهنا مكمن الخطر، فيصبح الطالب كاتبًا يخشى الشبهة ولا يطلب الإتقان.
تعليقك يطرح نقطة مهمة جدا تستحق الوقوف عندها، وهي ماذا لو أصبحت أدوات الكشف تعاقب الكُتاب المبدعين الذين يمتلكون أسلوب رصين ومنظم؟ إذ يبدو أن بعض أدوات الكشف تضع معيار "البشرية" في العشوائية والتشتت، وتعتبر الكتابة المنظمة والمترابطة مشبوهة! هذا بحد ذاته خلل في فلسفة هذه الأدوات. هل أصبحنا مضطرين أن نكتب بطريقة ركيكة لنثبت أننا بشر؟
إن ما يثير القلق فعلاً ليس فقط استخدام هذه الأدوات، بل تسليم العقل لها بالكامل، وكأنها مرجعية لا تقبل الطعن. ما يحدث اليوم أن بعض المؤسسات بسبب ضغط الوقت أو محدودية الكادر البشري تلجأ إلى هذه الأدوات لفحص النزاهة الأكاديمية، وتكتفي بنتائجها دون تحقق بشري، متجاهلة أنها تعمل وفق خوارزميات تحكمها قواعد احتمالية وليست أكيدة على الاطلاق
أعتقد أنه هناك العديد من المخارج والطرق بدلا من أدوات كشف محتوى الذكاء الاصطناعي، فمن الممكن أن يتم سؤال الطلاب عن تفاصيل دقيقة في المشروع مثلا أو كما ذكرتي أن يكون لديهم خبرة في القراءة النقدية، لكنهم للأسف يختارون الحل الأسهل وهو أن يخضعوها لاختبار لا يتجاوز بضع ثواني ويعطي نتيجة تبدو دقيقة جدا بالنسبة المئوية للمحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي
للأسف ثقافة عصرنا جعلت أذهاننا تعمل كأنها صفحات إنترنت، كل ثانية تظهر نافذة جديدة، وفكرة، وموضوع. عقلنا لم يعد يتعامل مع فكرة واحدة، بل مع رابط لفكرة، ثم رابط لفكرة أخرى حتى ننسى الفكرة الأولى تمامًا. التشتت الفكري قد لا يكون ضعفًا منك بل نتيجة طبيعية لبيئة محفوفة بالمؤثرات. ولذلك، فإن الحل ليس فقط في تنظيم الأفكار، بل في خلق بيئة ذهنية نظيفة، أنصحك بالكتابة بعيدًا عن الإنترنت أو أي مشتتات بشكل عام. ممكن أن تكتبي على مكتب خالي قدر
الخطأ جزء من أي مشروع، لكن أثره يتضخم في العمل الحر لأن المسؤولية فردية بالكامل، والعميل يتعامل معك مباشرة دون وسطاء. ما أراه مهمًا في إدارة الأخطاء هو تأسيس ثقافة داخلية تقوم على الاعتراف الفوري بالخطأ، لا إنكاره أو تأجيل مواجهته. كثير من المستقلين يقعون في فخ تبرير الخطأ أو تمييعه، في حين أن الاعتراف المبكر غالبًا ما يجعل العميل أكثر تفهمًا. لأن الخطأ حين يُدار بالشفافية يفقد جزء كبير من ضرره النفسي والمادي. لكن مع ذلك، فيجب أن يرى
بصراحة من واقع تجربتي أعتقد أن المحادثة ليست الحل الأمثل للتواصل بين المستقل وصاحب المشروع. فمن الطبيعي أنني لن أكون متاح 24 ساعة امام المحادثة لأجيب على صاحب المشروع فورا في اي وقت. الأفضل أن يكون هناك اجتماع دوري مثلا تناقش فيه آخر التطورات في المشروع، بحيث يكون المعاد محدد ومريح لصاحب المشروع كي يبقى على اطلاع دائم ومريح أيضا للمستقل لكي لا يجبره على تفقد المحادثة بشكل دائم
أعتقد أن الأهم من ذلك هو جعل الموظفين يؤمنون بأنهم يقومون بمهام ذات قيمة وأن كل فرد منهم ذو أهمية كبيرة وأن غياب أي فرد منهم سيعطل سير العملية بأكملها (حتى إذا لم تكن تلك حقيقة الأمر). فعندما يصدق كل موظف أن دوره محوري في الشركة ستتحسن انتاجيته بشكل كبير والحاجة للمراقبة الصارمة ستنخفض بشكل كبير وبالتالي الثقة ستزداد والشركة بشكل عام ستزدهر
هذه النماذج أصبحت منتشرة في المجتمع بشكل مرعب في الحقيقة وأعتقد انه لا يوجد سبب مطلق لجميع الحالات، لكن هناك جانب معين أود ان أطرحه بالذات وهو كون بعض النساء يفضلن العيش في دور الضحية لبقية حياتهن، فتتبنى أي سبب سواء كان أن هذا هو اختيارها أو أنها لا تريد تفكيك الأسرة أو غيره وتتحمل حياة لا تطاق لكي تشعر أنها البطلة المضحية بكل شيء، وهذا سلوك يؤدي إلى عائلة قد تبدو من الخارج متماسكة ومترابطة إلا أنها في غاية
من وجهة نظري فالأمر ليس معضلا تماما، طالما الطفل عاش وتربى معي طيلة حياته وتشبع بأفكاري وأخلاقي فما علاقته بأصوله التي لا يعلم عنها شيء؟ وبالرغم من كون هذا المثال الذي تطرحه غير واقعي إلى حد كبير إلا أن المثال المعاكس له موجود على ارض الواقع وهناك أمثلة حية عليه، وهو أن يتربى طفل عربي وينشأ في "اسرائيل" ويتشبع بمفاهيم وأفكار مسمومة فينتهي به الأمر لا يختلف أي شيء عنهم. وبالتالي فالمعتقدات والأفكار المغروسة في كل شخص هي الأساس بغض
ما تصفه بلوم الذات المفرط تجاوز مرحلة جلد الذات، ووصل إلى مرحلة خطرة وهي تحويل الخطأ إلى هوية، وكأنك لا ترى نفسك إلا مخطئًا مهما كانت الحقيقة. وهنا محور خطير لأن كثيرًا ممن يعانون من جلد الذات المزمن، لا يلومون أنفسهم فقط، بل يعتقدون أن الرحمة لا تليق بهم. إن لم تكن قادرًا على مسامحة نفسك، فستظل رهينًا لكل تفصيلة وكل عثرة، كأنك تسجن نفسك داخل ذنب لا نهاية له. النفس تحتاج عدالة لا قسوة.
بعض الأشخاص لا يخشون البداية بل يخافون من الاستمرارية. يعني هو مقتنع بفكرته وبموهبته، لكن يسأل نفسه إلى متى يمكنني الاستمرار في ذلك؟ هل سأحافظ على الحماس؟ هل سأُستمر عندما تواجهني عقبات صعبة؟ هذا الخوف ينبع من قلة الثقة بالقدرة على الصمود أمام التحديات اليومية. الريادة لا تعني فقط الانطلاق، بل القدرة على الجري لمسافات طويلة، وهذا ما يُقلق الكثيرين.