تمضي الأيام كأنها سباقٌ لا نهاية له.
دوامٌ يلتهم الساعات، وضغوط تتناسل من بعضها، حتى نكاد ننسى أن للحياة وجهًا آخر، أكثر نعومة، أكثر صدقًا، أكثر إنسانية.
ثم يأتي يوم العطلة... ذاك اليوم المنتظر الذي يشبه فسحة الضوء في آخر نفقٍ طويل من التعب.
في يوم العطلة لا يطلب الجسد أكثر من قليلٍ من الراحة،
ولا يطلب القلب أكثر من أن يُترك وشأنه ليتنفس، ليعيد ترتيب فوضاه،
ليستعيد طاقته من جديد استعدادًا لأسبوعٍ جديد من الركض.
إنها هدنة الإنسان مع العالم،
يُرمم فيها ذاته، ويستعيد فيها معناه.
لكن... كيف نرتاح حقًّا؟
هل الراحة أن نغفو ساعاتٍ إضافية نُطفئ بها صخب الأفكار؟
أم أن الراحة في نزهةٍ إلى القرية حيث يهمس النسيم وتغني الحقول وتتعطر الروح بتراب الأرض الأولى؟
أم ربما يجد البعض متعته في التسوّق وشراء الحاجيات، يفرغ توتره بين رفوف المتاجر فيغادرها أخفَّ وأهدأ؟
وهناك من يرى أن الراحة في لقاء الأصدقاء، أو فنجان قهوةٍ في شرفةٍ هادئة، أو مجرد صمتٍ طويلٍ لا يعكّره سوى تغريدة عصفورٍ كسول...
الراحة ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية.
إنها الوقود الذي يُبقي الإنسان قادرًا على العطاء، على الصبر،
على أن يبقى جميلًا رغم ازدحام الأيام.
فمن لا يعرف كيف يستريح، لا يعرف كيف يعيش.
سؤال للقراء:
بعد أسبوعٍ من التعب، كيف تختار أنت راحتك؟
هل تفضل النوم ساعاتٍ أطول؟
أم تخرج في رحلةٍ قصيرة؟
أم تكتفي بصمتٍ يمنحك صفاءك الداخلي؟
شاركنا طريقتك الخاصة في شحن طاقتك واستعادة هدوئك قبل أن يبدأ سباق الأسبوع من جديد .
---
التعليقات