الناجح أسريا و إجتماعيا غير ناجح في الأعمال النظامية التي تتطلب الصلابة و العقلانية ، و العكس كذلك فالناجح عمليا و وظيفيا يعتبر فاشلا على الصعيد الأسري و العاطفي و على صعيد العلاقات الإجتماعية ، هل هذا صحيح في رأيكم ؟ و هل يصلح لكي يكون قاعدة ثابتة نصنف على ضوئها الأشخاص و نوجههم إلى مجالاتهم التي يقتدرون عليها بعد عرض سلسلة اختبارات عليهم لفهم طبيعة مهاراتهم ، و بالتالي تقليدهم الوظيفة التي تتناسب معهم .. ؟ فماذا تعتقدون و ترون ؟
هل تعتقد أن هذا صحيح و لو نسبيا ؟
نسبيا يعتبر هذا صحيحا ولكن يجب أن نأخذ بالنا لأن بعضنا يتأثر بهذه النسبة ويعتبرها قاعدة يسير بها في حياته بل ويبرر أنه غير جيد على المستوى الأسري بحجة أنه ناجح عمليا ولكن عن أي نجاح نتحدث هنا فالنجاح العلمي كما العباقرة مثل اينشتاين أو تسلا مثلا فلم يوفقوا في حياتهم الأسرية، وهنالك من العباقرة مثل نجيب محفوظ وازن ما بين النجاح العملي والحياة الأسرية البسيطة.
أما بخصوص الاختبارات التي توجه الشخص ليخوض المسار المناسب له فأنا لا أفضله فهو مثل نظم التعليم التي تظلم العديد من المجتهدين والمختلفين أصحاب المواهب في أشياء عديدة ولكن بسبب النظم وسلاسل الاختبارات المحددة والثابتة يتم توجيههم لمجالات وأنماط حياة يتمردون عليها بعد فترة. والفكرة التي تطرحها تم معالجتها في بعض القصص والأفلام وكانت سيئة لأن الإنسان يتمرد كعادته على الأشياء التي يتم وضعها له في اطار ثابت.
فأنا لا أفضله فهو مثل نظم التعليم التي تظلم العديد من المجتهدين والمختلفين أصحاب المواهب في أشياء عديدة ولكن بسبب النظم وسلاسل الاختبارات المحددة والثابتة يتم توجيههم لمجالات وأنماط حياة يتمردون عليها بعد فترة.
ولكن النظام لن يكون اجباري بحيث يفرض بنتيجته ما يجب على الأفراد أن يقوموا به، سيكون كنموذج استرشادي مبني على دراسة عميقة، لكي يساعد الناس حقا على اكتشاف مهاراتهم ونقاط قوتهم، وما هي المجالات التي يمكن أن ينجح بها لأنها تناسب قدراته، وستترك الخيار النهائي له، وأنا أؤيد وجوده وبقوة، عن نفسي كان ليوفر لي عناء فترات كبيرة من التشتت والحيرة، هناك أجيال كثيرة عانت من ضيق الخيارات، بسبب حصر النجاح على الانضمام للكليات الطبية أو الهندسية، فأصبح وكأن لا فرص ولا مجالات أخرى يمكن للإنسان أن يلتحق بها ويتفوق فيها، فضلا عن أن هناك من يلتحق بها، ولكن لا تكون قدراته حقا مناسبة لها، فيصاب بالاحباط والاكتئاب ولا يعرف كيف يتعامل، لهذا فكرة النظام الاسترشادي لتحديد القدرات ضروريا حقا للمساعدة على إيجاد الطريق المناسب.
@rana_512 و أنا مثلك أؤيده فهو يساعد التلميذ المتعلم على إختبار شخصيته بنفسه و توجيه ذاته إلى التخصصات التي يشعر بأن لديه كفاءة فيها و ليست تلك التخصصات التي فرضت عليه بالإكراه و هو لا يرغب بها و تضيع له وقته و جهده ..
نسبيا يعتبر هذا صحيحا ولكن يجب أن نأخذ بالنا لأن بعضنا يتأثر بهذه النسبة
كيف نسبيا يعتبر صحيحا، يعني على أي أساس افترضت ذلك، على الحالات من حولك، أم استنتاج بما أنه ناجح فهو مشغول ولا يعطي لأسرته حقها؟ هذه العلاقات لا تؤخذ ولا تحسب هكذا، فهذه علاقة بين متغيرات صاحب المساهمة توقع أن هناك علاقة عكسية بين النجاح بالعمل والسعادة مع الأسرة، هذه العلاقة بحاجة لدراسة لثبات صحتها من دحضها، كأن يأخذ عينات من المجتمع بشكل يسمح بتعميم النتائج، ودراسة العوامل وفقا لذلك، وبعد ذلك يتم تجميع البيانات وتحليلها ووفقا لذلك يتم إما إثبات الفرضية الخاصة به أو دحضها، مع العلم أنه يجب أن يكون هناك دليل علمي يثبت فرضيته وليس مجرد ملاحظة اجتماعية
في تقديرات و اختبارات معينة للشخصية تم اكتشاف أن ذوي التفكير العقلاني لا ينجحون على الصعيد العاطفي الإجتماعي إلا بعد سنوات متأخرة في ما بعد الأربعين فما فوق بخلاف و عكس ذوي الذكاء الإجتماعي الذين يمتلكون العاطفية بالفطرة .. هناك دراسات أجريت بالفعل و لكنني اعتمدت على ملاحظتي لعينات من مجتمعنا و اكتشفت أن ذلك صحيح وفق الرؤية العميقة لمعنى النجاح العاطفي و العملي و ليس وفق الرؤية المعتادة ، فعندما نقول النجاح العاطفي مثلا فإننا نقصد أن الشخص يستطيع أن يساير و يفهم جميع المشاعر التي تجري حوله في اللحظة الفعلية و يكون محبا للمناسبات الإجتماعية و قادر على التعامل مع الناس بشكل سهل جدا ..
في البداية يجب ان اوضح ان مفهوم النجاح يختلف من شخص لآخر ولذلك ما دام الشخص يري أنه ناجح فهو ناجح، وبالطبع يجب ان يستمع لنقد الآخرين بقلب مفتوح لكي لا يعيش في فقاعة؛ وما دام الشخص اعترف بفشله في شيء فهو اول اسباب النجاح لأن الخطوة القادمة هي أن يقوم باتخاذ خطوات فعلية للتحسين من نفسه.
وشخصياً لا اري ان ليس من الضروري ان يكون الانسان اما ناجح في علاقات العمل او العلاقات الشخصية، فمثلا انا لا احب ان اتداخل شخصيا في الناس الا بحدود، ومن الممكن ان يري غيري ذلك ويراها فشل، وانا اري ذلك نجاح لأن في رأيي الشخصي لن اجد من الناس الا كل شر، وقس علي ذلك في كل الأمور، ولذلك قلت في البداية ان مفهوم النجاح يختلف من شخص لآخر.
أعتقد لا. لا فيما يخص متوسط الناس و الناس العاديون أمثالنا. لأننا نرى من ينجح في عمله الوظيفي وفي تكوين أسرة سعيدة ويكون إجتماعياً ( هذا نسبي بالطبع) بقدر ما. ليس من المستحيل على أوساط الناس أن ينجزوا في كل ذلك. أما لو نظرنا إلى العظماء أو العباقرة فنعم رأيك صحيح. لن تجد عبقرياً فذاً في مجال من المجالات إلا وكان ينقصه الإجتماعية أو النجاح في الحياة الأسرية. ذلك لأن الملكات تأخذ نصيب بعضها بعضا ولكن سيد العباقرة أو أعظم العظماء فاق كل هؤلاء! أقصد نبينا محمد عليه السلام! فقد كان ناجحاً في كافة العلاقات وقدوة للبشرية لتحذو حذوه.
القاعدة صحيحة لحداً كبير ولكن هذا لا ينفي من وجود بعض الشذوذ الذي يؤكد القاعدة ولا ينفيها فلا يوجد في الحقيقة أنسان يحصل على كل شيء .
نعم هي أمر نسبي ، مع أنني لا أزال أعتقد أن عباقرة المنطق و الرياضيات و الحساب على سبيل المثال يسجلون إخفاقا واضحا في مجال العلاقات العاطفية و حتى لو استطاعوا تكوين أسرة ناجحة فإن نجاحها يقتصر بشكل بارز على الجانب المالي المادي أما التعامل مع العواطف و التقاط مشاعر الزوجة و الأبناء فهم غير ناجحين و قد يكونون قساة و غير مبالين و هذا ما قصدته في طرحي و الذي أعتبره فشل من الناحية العاطفية ..
لا طبعًا. فلننسَ موضوع القاعدة والتعميم هذا مبدئيًا. أعرف أنك تبحث عن طريقة لتحل بها شفرات الناس وتفهمهم أكثر ولكن بالطبع ليس بتصنيفهم بشكل عمياني لأننا نرى أن الغالبية العظمى ينطبق عليهم المثال.
أنا شخصيًا أرى أن تعريف النجاح أصلًا في الحياة هو أن يكون الشخص متوازنًا على جميع أصعدة حياته. كل منا تتكون حياته من 6 أو 7 جوانب أو أكثر:
- الديني والروحاني.
- الدراسي أو العملي (المهني).
- الصحي.
- العقلي.
- الأسري والعلاقات بشكل عام.
- الترفيهي.
وفقًا لحسبتي الخاصة، أن تتحاول إيجاد التوازن في كل ذلك وألا تنجح في واحدة على حساب الأخرى فهذا هو النجاح بحد ذاته. انظر إلى الناس في أواخر حياتهم، وستجدهم نادمين على عدم إعطاء الوقت الكافي لعنصر من هذه العناصر، والذي غالبًا يكون الأسري والترفيهي لأنهم انشغلوا بالعملي مثلًا وأعطوه كل الوقت.
لأن بعض الأشخاص يدركون أن الحياة ليست عبارة عن مُكوّن واحد فقط، وإنما مكونات كثيرة، وهم يحاولون النجاح فيها كلها حتى يتحقق لهم مفهوم النجاح العام.
نعم كلامك سليم آنسة رغد و هذا هو أسلوب حياة كل شخص يعطي اعتبارات لجميع الجوانب الهامة من الحياة الإنسانية ، و لكن ما قصدته و هو نفس ما عقبت به على ردود بعض الأفاضل المشاركين و هو [ مسألة القدرات ] و قد ذكر الإخوة أن العباقرة مثلا ينجحون ناجحا باهرا عميقا في مجالات معينة تتطلب العقلانية كعباقرة الرياضيات و الفيزياء ( كأنشتاين مثلا ) ، و لكن هل يستطيع أنشتاين مثلا أو غيره ممن يحذون حذوه و يجدون ميولا نحو العقلانية و المعادلات الرياضية أن يحققوا نفس النجاح الباهر في الغناء الحماسي و تحريك مشاعر الجماهير كما يفعل الفنانون الناجحون ؟ قصدي لا يتعلق بالرؤية الظاهرية للنجاح العاطفي بل بالرؤية العميقة الجوهرية ، هل تستطيع الفنانة نانسي عجرم مثلا أن تحقق نفس الإكتشاف و النجاح الباهر في استخراج معادلة النسبية العامة التي نجح في استخراجها عبقري الرياضيات أنشتاين ؟ ( و ما الذي دفع نانسي لاختيار الغناء و النجاح الباهر فيه ؟ و كذلك ما الذي دفع أنشتاين لاختيار الفيزياء الشعاعية و تحقيق النجاح المبهر فيها ؟ ) ، تطور علم النفس قد أجاب على مثل هذه الأسئلة المحيرة و لم يترك هذه الحيرة لكي تؤرق عقول السائلين و قد طرحت نظريات و إختبارات شخصية نالت إعترافا و شهرة و إعتمادا واسعا و أصبحت مؤسسات و شركات كبرى عالمية تعتمد عليها في تصنيف مواهب و ذكاءات الناس ، ففي حالة نانسي نقول أن الذكاء العاطفي الموسيقي الصوتي هو موهبتها و الغالب عليها و لذلك هي لا تحرز ذكاء منطقي عالي إذا ما قيست بعلماء و عباقرة فيزيائيين ، و في حالة أنشتاين نقول أن الغالب عليه هو الذكاء المنطقي الرياضي التحليلي العقلاني و حتى لو امتلك هواية جانبية كالغناء فإنه لن يحرز الاحترافية التي يمتلكها ذوي الموهبة الفنية الغنائية ..
هل هذا صحيح في رأيكم ؟ و هل يصلح لكي يكون قاعدة ثابتة نصنف على ضوئها الأشخاص و نوجههم إلى مجالاتهم
بالتأكيد لا، لا أعتقد أن هذا معيار يمكن التعويل عليه لتحديد المهام الوظيفية، أولًا: ليست قاعدة وليست ثابتة في أكثر الأحوال، ثانيًا: من غير المنصف ومن غير المنطقي تطبيقها، ثالثا: سينتج عنها الكثير من التحايل، رابعًا: هناك من معايير التوظيف ما هو أفضل وأدق مثل اكتشاف المهارات الفنية والتقنية والمهارات الناعمة والسلوكيات الإيجابية وردود الأفعال وغيرها.
شكرا آنسة منار ، حبذا لو كان هناك مزيد من الشرح حول ما اقتبسته لك من ردك في الأسفل و أيضا أتمنى أن تطالعي ردي على مشاركة الآنسة رغدة لأنني طرحت توضيحا بدا لي أنه يقرب الصورة و المعنى الذي رغبت في إيصاله لكم ..
ثانيًا: من غير المنصف ومن غير المنطقي تطبيقها، ثالثا: سينتج عنها الكثير من التحايل، رابعًا: هناك من معايير التوظيف ما هو أفضل وأدق مثل اكتشاف المهارات الفنية والتقنية والمهارات الناعمة والسلوكيات الإيجابية وردود الأفعال وغيرها.
أجل قرأت ردك السابق، وأعتقد أن أفهم وجهة نظرك التي بنيت عليها هذا القياس، لكن الشخصيات التي ذكرتها سَهُل قياس ذلك عليها لأنه معروفة بالفعل ومهاراتها معروفة وواضحة ولا يختلف اثنان على ذلك، بينما عملية التوظيف تنطوي على مرشحين غير واضحي المهارات إلى الحد الذي يمكن الفصل فيه بالوضوح والشفافية التي حدثت مع الشخصيات المشهورة. كما أنه من غير المنصف تصنيفهم على أساس علاقاتهم الاجتماعية، فنتجاهل مهاراتهم الفنية وغيرها، وسيؤدي هذا للتحايل من جهة المرشحين لعدم الكشف عن إخفاقاتهم في الجانب غير المهني، والذي في رأيي لا يخص الجهة التي أتقدم إليها للتوظيف. أكثر من 90% من مديري التوظيف يرشحون التوظيف وفقًا للمهارات الناعمة مثل القدرة على التفاوض والإقناع والتواصل الفعال وحل المشكلات، أين؟ في بيئة العمل وليس في حياتهم الشخصية.
جميع الذكاءات و المهارات لها نصيب من التوظيف ، و الوظائف في حد ذاتها لديها متطلباتها أيضا ، فمثلا لا يعقل أن نقوم بتعيين فتاة رقيقة تمتلك الموهبة و الحس الفني الجمالي في وظائف تتطلب عنصر الصلابة الذهنية و العضلية و القدرة على الحركة و المناورة كجندي في الجيش مثلا أو سائق طائرة حربية ، و لا يعقل كذلك أن توظف شخصا يمتلك موهبة العلاج الطبي في قطاع الميكانيك فلا يصلح الميكانيكي لكي يكون طبيبا لأن الميكانيكي يرتاح في التعامل مع الآلات المعدنية و لا يبرع في فهم جسد الكائن الحي ، و لذلك لا يجوز الخلط و اعتبار أن جميع الناس يصلحون لجميع الحرف و الوظائف لأن هذا شيء غير دقيق بالمرة ، لأن كل وظيفة و كل عمل لهما متطلبات ينبغي أن تتوفر في الموظف و العامل ، قديما و في أزمان خلت كان التوظيف و التوجيه يتم عشوائيا دون أي مراعاة للمواهب و الملكات التي يمتلكها الشخص ، و تجد من لا موهبة لديهم في الإدارة و الرئاسة يتقلدون ذلك المنصب ، و تجد العسكري يتولى منصبا حساسا كالتعليم و الإرشاد الديني و يخفق فيه بنهاية المطاف ، و تجد المرأة الناعمة صاحبة الصوت الجميل مجبرة على العمل الشاق كميكانيكي للسيارة .. الخ ، و لذلك ظهرت اختبارات الشخصية كأدوات تساعد الشركات و تساعد الأفراد تلاميذ كانوا أو طالبي عمل على تشخيص أنفسهم و تشخيص مواهبهم و قدراتهم ، و بالتالي يقومون بتوجيه أنفسهم إلى التخصصات الدراسية و مجالات العمل التي تتناسب مع شخصياتهم و يكونون راضين على الأعمال التي يختارونها و التي لم تفرض عليهم ، و كذلك نفس الشيء تقريبا مع العلاقات العاطفية التي تكلل بالزواج قديما كانت تتم عشوائيا عن طريق الزواج التقليدي الذي سلبياته تفوق محاسنه و كانت تحصل مشاكل و خلافات تضر الأطفال بسبب عدم توافق الزوجين في الرأي و الشخصية و الإهتمامات أما الآن فقد ظهرت اختبارات كذلك و قد أثبتت أنها مفيدة جدا في اكتشاف مواصفات شريك أو شريكة الحياة الذي يحلم به الراغب في تأسيس علاقة زوجية ، رغم أن هناك بعض المعارضين لطريقة التعارف الحديثة و الاعتماد على توافقات الشخصية إلا أنها طرق مساعدة جدا و تقلل نسبة حدوث أي اضطرابات سببها نقص التوافق و التفاهم تنتهي بالطلاق و تشرد الأبناء ، لأن الهدف منها هو البحث عن أزواج و حتى عن أصدقاء ينسجمون مع بعضهم البعض و بعد الإنسجام تقل نسبة المشاحنات و الخلافات التي تؤثر سلبيا و تسبب صدمات للطفل ..
التعليقات