لقد تساءلت كثيرًا عن معنى الحكمة التي يتوفر عليها الكبار أو الكهول، أم هي القدرة على التنبؤ بمساق أمور الحياة، أم كثرة التجارب أم أنها قلة ارتكاب الأخطاء، أم أنها العقلانية، أم أنها الحذر كما يصفها الروائي الأمريكي أرنست همنغواي حيث يقول: "إن من أكبر المُغالطات إدعاء امتلاك الكهول للحكمة، فهُم عندما يشيخون لا يتحولون لحُكماء ، إنما أكثر حذرًا" فإن الشخص من وجهة نظره كلما تقدم في العمر ومر بتجارب أكثر، يصبح أكثر حذرًا ليتجنب التجارب السيئة التي مرت عليه، ولكنني وك شخص يفضّل دائمًا الخروج من دائرة راحته، لا أعتقد أن الحذر قد يجلب أي حكمة مرجوة في الحياة، فهو إنما يقلص عدد التجارب، ولعلي دائمة الاطلاع على قصص المؤثرين في التاريخ والعلماء والمفكرين والأشخاص الناجحين، ودائمًا أجد قاسمًا مشتركًا بينهم وهو القدرة على التحدي والمغامرة وهو ما يعني تخليهم عن الحذر في سبيل الإنجاز أو الفضول أو الحقيقة، وهذا أعاد تشكيل مفهوم الحكمة لدي، وأعاد بناء نموذج الشخص الذي يحتذى به، والذي يمكن أن نأخذ منه حكمة تنفعنا في رحلة وجودنا الإنساني، أود أن أعرف رأيكم بهذا الطرح، وهل تتفقون معه؟؟
هل الأكبر عمرًا أكثر حكمة حقًا؟؟؟
أولاً قد يجب أولاً أن نضع معنى أو تعريفاً للحكمة، فقد يراها كلّ بطريقة تختلف عن ما يراها ويظنها الآخر.
أما بخصوص الحذر، فلا يمكنني اعتباره نقطة ضعف.. ولا يمكن للحذر أن لا يكون مغامراً متحدياً..
فالحذر يجنبّنا تكرار الأخطاء السابقة لكن لا يمنعنا الوقوع فيها، إضافة إلى أنه لا يغيّر من خطوات الإقدام والمغامرة -لمن يملكها بالأصل-.
ربما تكون الحكمة صفة الكبار بالعادة، لكن هذا لا يمنع أن يمتلكها الصغار إن أدركوا قيمة الحياة حولهم، وعرفوا بأنّ قراراتهم لا تمسّهم وحدهم وإنما سيكون هنالك مَن يتأثر بها.
بإمكانك القفز من قمة جبلٍ عالٍ، ولكنك تحملين خلف ظهرك الأدوات اللازمة لضمان أن تكون القفزة ناجحة، أو للخروج من المأزق حال فشلت القفزة.
بإمكانك تجربة مغامرة السفر، لكنك تكونين حذرة في الأشخاص الذين سيصاحبونك فلا ترافقي الغرباء (مثلاً)، أو لا تحملي نقودك في جيبك وتسيرين في مكان لا تعرفين الأمان فيه.
يعني بإمكاننا القيام بأمور كثيرة ونغامر فيها ونجربها، ولكن نأخذ الاحتياطات اللازمة التي إن لم تضمن نجاح المغامرة، فهي تخفف من الآثار السلبية المحتملة.
أما ما هي الحكمة من وجهة نظري يا زينا؟
الأمر ليس سهلاً لنضع قالباً نعرّف الحكمة فيه، لكننا ندركها في سلوكياتنا، وأقوالنا، وردود أفعالنا مع الآخرين.
بالتأكيد، ويسعدني أيضًا أن أشارك هنا مقولة رائعة وردت في رواية هاري بوتر والأمير هجين الدم، التي تعد إحدى روايات سلسلة هاري بوتر للكاتبة الرائعة جي كي رولينج، فقد ورد على لسان ألبوس دامبلدور في الفيلم والرواية جملة تعبر عن المعنى نفسه عندما عرض هاري بوتر أن يجرح هو يده لفك لعنة مكانٍ ما، فرفض دامبلدور قائلًا:
لأنني الأكبر سنًا، الأكثر ذكاءً والأقل نفعًا.
وعلى الرغم من أن الجملة تبدو مفتعلة وساخرة، فإنها تعبر عن وجهة نظر أكثر عقلانية، تتمثل في معادلة الطاقة والشباب أمام الحكمة والكبر في السن.
الحكمة توازن بين الإدراك والعاطفة. إنه توازن بين الأنانية والسلوك الاجتماعي الإيجابي. إنه توازن بين الأشياء المفيدة لك والأشياء التي يجب عليك فعلها لأنها أشياء جيدة يجب القيام بها. فيعض الأشياء تتحسن مع تقدم العمر ، مثل القدرة على اتخاذ القرارات والتحكم في العواطف والتعاطف مع الآخرين - بمعنى آخر ، نصبح أكثر حكمة مع تقدم العمر.
وبرأي أن كبار السن أفضل من الأصغر سناً من حيث الأشياء التي تمثل مكونات الحكمة:
- التحكم في المشاعر
- معرفة أنفسهم بشكل أفضل
- اتخاذ قرارات أفضل تتطلب الخبرة
أجريت دراسة تتراوح أعمارهم بين 21 و 100 عامًا. نحن ننظر إلى صحتهم الجسدية ، والوظيفة المعرفية ، والأداء النفسي والاجتماعي.
وجدت الدراسة أن:
- الصحة الجسدية تتدهور بعد منتصف على حوالي 2000 شخص العمر
- الأداء النفسي والاجتماعي ، بما في ذلك الرضا والسعادة والحكمة ونوعية الحياة والسعادة يتحسن تدريجياً مع تقدم العمر.
- كبار السن يتعاملون مع الضغوط بشكل أفضل من الأشخاص في العشرينات والثلاثينيات من العمر.
أظن أن الحكمة تكمن في الإحتكاك بالتجارب المختلفة وعلي مر الأيام، التجارب هي من تكون الحكمة هي من تقول لك متي تكون حذر اً ومتي تكون شجاعاً في إتخاذ القرار، ويظهر ذلك كثيراً في طريقة تفكيرك وتصرفاتك العقلانية.
" التصرف الذي لا ينفعك لا تفعله" فقط أقول هذا لنفسي كلما خطرت في بالي فكرة بلهاء أو طائشة أنها تعطيني وقت من التفكير يجعلني أتراجع عن ما كنت أفعله وهذه مناظرة تماماً "لنظرية الفسدق" هل تعرفين نظرية الفسدق؟!
أنا أُلاحظ بمرور الأيام أنني أكون أكثر حذراً في إتخاذ قراراتي، ليس قريبة من الحكمة حتي ولكن بمستوي أفضل نسبياً من أقراني. وهذا بسبب التجارب والمواقف التي مررت بها، وكثرة تعاملاتي مع الناس وشخصياتهم المختلفة. ومازلت أجرب أشياء جديدة.
وإسقاطاً لذلك في حياتي وحيات غيري عليك أن تُجرب كل شئ لا يضرك سواء كان في صحتك أو تعليمك أو يلحق الأذي بإسرتك غير ذلك أفعل ما تريد لتكتسب الخبرة وتستخرج الدروس المستفادة منها.
ليس شرطا، ارى بأن الحكمة ترتبط اكثر بكمية التجارب والخبرات التي اكتسبها الشخص في حياته الواقعية من جهة، ومن جهة اخرى اتساع معرفته واطلاعه على المواضيع الانسانية والاجتماعية خصوصا.
قد نجد اشخاصا بعمر الزهور ويمتلكون من الحكمة قد لا نجدها في شخص اكل الشيب رأسه.
لا أعتقد أن الحذر قد يجلب أي حكمة مرجوة في الحياة، فهو إنما يقلص عدد التجارب
ليس هذا فقط، بل اعتقد بأن الحكمة عند هؤلاء ترتبط بكيفية نظرتهم للحياة وما تعريفهم لها، والحذر قد لا يقلص التجارب فقط، قد يوقع صاحبه في حفرة كان يخاف ان يقع فيها، بمعنى الحذر لابد منه ولكن لابد ان يكون مستند ومحكم وليس مجرد استدلال بحكمة السابقين من الناس، فهناك من الحكمة من تصلح مع حالته، وهناك من لا تعمل معه.
بل اعتقد بأن الحكمة عند هؤلاء ترتبط بكيفية نظرتهم للحياة وما تعريفهم لها، والحذر قد لا يقلص التجارب فقط، قد يوقع صاحبه في حفرة كان يخاف ان يقع فيها،
أعتقد أيضًا أن الحذر مع الوقت يجذب الأمور التي نحاول تفاديها، وإذا كانت مثل هذه الحكمة لا تنفع أعتقد أن على الشخص أن يتخلى عنها ، في سبيل المزيد من التجارب الثرية في الحياة وروح الشباب
"إن من أكبر المُغالطات إدعاء امتلاك الكهول للحكمة، فهُم عندما يشيخون لا يتحولون لحُكماء ، إنما أكثر حذرًا
لنكن منطقيين زينة، هل عقلك الآن مثل عقلكِ عندما كنت في عمر 18 سنة مثلًا؟ّ! ألا ترين بأنكِ تمتلكين القدرة على اتخاذ القرارات أفضل من عمر 18 سنة، تخيلي الآن بلغتِ من العمر الخمسين والستين، فهل ستنعدم الحكمة عندما تبلغين هذا العمر وستكونين حذرة مثلما قال همنغواي أم بالعكس تمامًا ستصبحين شخصية حكيمة تتخذ القرار الصحيح وهذا بناءً على التجارب والاخطاء التي ترتكبينها في حياتكِ ولكن كنت بمثابة دروس تعلّمت منها!
أؤمن تمامًا أنه كلّما تقدمنا في العمر، كلما تحكمنا في عوطفنا أثناء اتخذنا قرار ما، و كلما خضنا تجارب في حياتنا وتعلمنا من أخطاءنا. الشخص الحكيم هو من يتعلم من أخطاءه.
ربما ستخبريني بأنّ هناك كبار في السن ولكنهم ليسوا بحكماء، معكِ حق في ذلك، لأن هؤلاء لم يخوضوا تجارب في حياتهم، لأنهم لم يتعلموا من أخطاءهم.
لا أعلم لماذا قال همنغواي مقولته، لكنني أرى أن الحكمة تأتي مع تقدمنا في العمر في خضنا تجارب كثير وتعلمنا من أخطاءنا.
بالتأكيد إن تقدمنا في العمر يجعل تفكيرنا أكثر نضجًا، ولكن المقصد أن معظم الحكمة التي نراها متمثلة في الكبار بالسن التقليديين إنما هي حذر زائد.
أؤمن تمامًا أنه كلّما تقدمنا في العمر، كلما تحكمنا في عوطفنا أثناء اتخذنا قرار ما،
هل تعرفين الحكمة بأنها التحكم بالعواطف والقدرة على اتخاذ قرارات عقلانية؟ هل تعد العاطفية أمرًا يتسم بالطيش مثلًا؟
سبحان الله زينة، هذا الصباح فقط كان لدي فرض في اللغة الفرنسية و كان السؤال: هل تتفق في أن الكبار يفكرون أفضل من الصغار؟ و معنى ذلك إن كانوا أكثر حكمة. و كان المطلوب الإجابة بنص حجاجي. ليتك كتبت المساهة البارحة لأستفيد من رأي الزملاء الذي بالمناسبة عبروا عن البموضوع من شتى الجوانب.
كان رأيي الشخصي أن السن ليس شرطا للحكمة، لكن عندما بدأت بعرض حجج الطرف الآخر أقنعتني صراحة و لم أجد أي حجة منطقية أدافع فيها عن رأيي، فوجدتني أتبنى الرأي الآخر. أي أن الكبار فعلا أكثر حكمة. فبتجاربهم العديدة يملكون خبرة في الحياة تؤهلهم لوزن التصرفات و تحليل المواقف أفضل و ما الحكمة إلا اتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب. لذا أرى أن الكبار أكثر قدرة على ذلك لمعايشتهم ظروف كثيرة و خوضهم تجارب. وعن موضوع الحذر فأنا أتفق تماما مع ما قالته إيناس من أن الحذر لا يمنع من خوض المغامرة، لأنه يا عزيزتي هنالك مغامرة و هنالك تهور و الفرق بينهما كالفرق بين السماء و الأرض.
لكن هذا لا يمنع من بعض الاستثناءات، حيث يكون الشخص رغم كبره أقل حكمة بكثير من شاب، لكنها تبقى استثناءات.
لدينا مثل أراه رائعا جدا:
لّي فَاتْكْ بْلِيلَة فَاتْكْ بْحِيلَة
ترجمته للعربية: من تجاوزك بلَيلة تجاوزك بحِيلة.
أتمنى لك التوفيق في دراستك.
لقد ذكرت إناس أيضًا العديد من الأمثلة التي تترافق فيها الحكمة مع المغامرة يمكنك متابعة التعليقات.
من تجاوزك بلَيلة تجاوزك بحِيلة.
يوجد وجهة نظر قوية في هذا المثل، لكننا في بلادنا نقوله بشكل مختلف.. نقول: أكبر من بيوم أعلم منك بسنة. وأعتقد أنه يتفق مع فكرة أن العمر يحتم الحكمة رغم وجود استثناءات، فهناك بعض الشباب الذين يتمتعون بصفات الحكمة وهناك بعض كبار السن الذين لا يتوفرون على شيء من الحكمة.
التعليقات