أوهام الكسالى وأحلام العاجزين يستيقظ الفقير من غيبوبته الفكرية، متكئًا على أضغاث أحلام نسجها من خيوط الأماني الكسيرة، متوهمًا أن الأقدار تدين له بميراث من ذهب، دون أن يبذل في سبيله قطرة جهد أو ذرّة عناء. يقبع في زوايا الكسل، مستلقيًا على أرائك التمني، مرددًا في أعماق عقله المتيبس: سأسافر إلى بلادٍ باذخة الثراء، حيث الفرص تنبت كالأشجار، وهناك، سألتقي بامرأة مترفة، غنية حد الفحش، تنظر إليّ بعينٍ لا تبصر إلا وجودي، فتغدق عليّ بحبٍّ لا مبرر له سوى أني
عدنان الورشي
عدنان الورشي، كاتب يمني شغوف بالأدب والفكر، أكتب مقالات وقصصًا وتأملات، وأسعى لجعل الكلمة جسرًا يصل بين الفكرة والقارئ، وبين المعاناة والأمل.
33 نقاط السمعة
2.23 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
رواية مأساة واق الواق...
رواية مأساة واق الواق... حين تتحول الأرض إلى صرخة شعرية في سفرٍ أدبي مدهش، ينهض محمد محمود الزبيري رحمه الله من بين رماد المأساة اليمنية، ليخطّ ملحمة فكرية وإنسانية قلّ نظيرها، عنوانها: "مأساة واق الواق". روايةٌ تُصنف في ظاهرها كعمل سردي، لكنها في جوهرها بيان ثوري، ومرآة عاكسة لوجع وطنٍ يُدعى بـ"اليمن السعيد"، ذلك الاسم الذي بدا، في نظر الزبيري، مفارقة موجعة. نُشرت الرواية عن وزارة الثقافة والفنون والتراث – دولة قطر، وامتدت على مدى 324 صفحة، كتبت ما بين
دخل رجل بسيط إلى البنك...
"دخل رجل بسيط إلى البنك، وطلب قرضًا بقيمة خمس دولارات فقط! تفاجأ الموظف من الطلب، ونظر إليه مستغربًا قرض بخمسة دولارات؟ ولمدة أسبوع فقط؟ لكن الرجل بدا واثقًا، وأكمل بهدوء: “نعم، وسأقدّم ضمانًا.” ناول الموظف مفاتيح سيارة فارهة كانت مركونة أمام البنك. سيارة ميرسيدس جديدة، لامعة، لا يملكها إلا الأثرياء. أُنجزت المعاملة، وحُجزت السيارة في مرآب البنك تحت الحراسة. وبعد أسبوع، عاد الرجل، سلّم المبلغ مع الفوائد — عشر دولارات فقط واستعاد مفاتيحه بابتسامة. لم يستطع الموظف كتم فضوله، فسأله:
حكمة...
سئل حكيم ما أكثر ما يدهشك في الكون؟ فأجاب: الانسان! لأنه يضحي بصحته من أجل المال.. ثم يضحي بالمال من أجل استعادة صحته. وهو قلق جدا على مستقبله لدرجة أنه لا يستمتع بحاضره، فيعيش كأنه لن يموت أبدا، ولكنه يموت وكأنه لم يعش أبدا. اللهم ارزقنا الرضا بما قسمت لنا وبارك لنا فيه...🤍
رُبما بعد غيوم التعب...
رُبما بعد غيوم التعب، سيظهر الأفق مشرقًا أكثر مما نتخيل. تلك الأخطاء الثقيلة قد تكون دروسًا لنا، تحمل في طياتها حكمة جديدة وفهمًا أعمق. الطريق الذي يبدو مليئًا بالفوضى الآن، قد يحوي في نهايته سلام ونور...🤍
قلم مكسور، وعزيمة لا تهزم...
قلم مكسور، وعزيمة لا تهزم على حواف الحلم، يمشي النور ما بين ضلوعه تضجّ رغبةٌ لا تهدأ، وفي طيّات عينيه تختبئُ قاراتٌ من الطموح لا يُحدّها يقين. ذاك الذي لا يلفتُ الأنظار، ولا يُشيع حوله ضجيجًا، لكنه إن خطا، يترك وراءه أثرًا لا يُمحى، كأن خطواته قد حُفرت في مسارات الزمن. طالب العلم... ليس كائنًا عابرًا في دفاتر الأيام، بل هو النص غير المقروء من كتاب الحضارات، السطر الذي إن فهمته الأمم، ارتقت، وإن أغفلته، هوت. يقال — وقد نُقِشت
حين يُستخدم الدين غطاءً للموت
حين يُستخدم الدين غطاءً للموت، يصبح الخطر مضاعفًا... لأن القاتل لا يكتفي بجريمته، بل يظنها طاعة... عدنان الورشي
من هو الكاتب؟!
من هو الكاتب؟! الكاتب، في جوهره، ليس مجرد صانع كلمات، ولا تاجر حروف يرصّها على السطور كما تُرصّ الحجارة في بناءٍ خاوٍ من الروح. بل هو روح متوهجة بالحس، عقل يغوص في أعماق الحياة، وقلب يلتقط ارتعاشات الوجود الخفية ليترجمها إلى نبض مكتوب. الكاتب هو مرآة الإنسانية حين تغشى وجهها الضبابات، وهو البوصلة حين تضيع الطرق، وهو الجرح النازف بالحقيقة حين تتواطأ الكلمات على التزييف. ليس كل من خطَّ جملة يُدعى كاتبًا، كما أنّ كل من حمل معولاً لا يُدعى
اللغة التي لا تموت...
اللغة التي لا تموت ثمة نمطٌ غريب أخذ يتكرر في مجتمعاتنا، حيث يخرج علينا من يكتفي بقراءة سطر، ثم يعلن موت الكتاب. من يخطئ في نطق الجملة، ثم يعلن فساد اللغة. من يعجز عن التعبير، ثم يجلد اللسان الذي عجز به. صار من المألوف أن نسمع من يُنظّر بأن اللغة العربية عاجزة، مترهلة، قديمة، لا تسع العصر، لا تطاوع الإحساس، ولا تعبّر عن الحنين أو الشوق كما تفعل لغةٌ أجنبية. يُقال هذا لا عن دراسة، ولا عن تمكُّن، بل يُقال
في حضرة اللغة...
في حضرة اللغة: تأملات في فجر النطق الإنساني في ركنٍ من أركان عزلتي، حيث السكون سيد اللحظة، وحيث يلتقي الخيال بالدهشة، كثيرًا ما يطرق ذهني سؤال قديم متجدد، كأنه يسكنني منذ الأزل: كيف بدأ الإنسان يهمس بالعالم؟ كيف تفتّحت زهرة اللغة الأولى على لسانه، وانبجس من صمته صوتٌ صار فيما بعد نهرًا من كلمات لا ينضب؟ اللغة... هذا الإعجاز الإنساني العصيّ على التفسير التام، ذلك الجسر الذي عبرت عليه الحضارات من غياهب البدائية إلى مجد التمدّن، كيف بدأت؟ ومن أين