كلنا مررنا بهذه التجربة، كلنا لدينا أخ أو صديق أو زميل أو ربما أنت يا من تقرأ مساهمتي.

الظروف الراهنة أجبرت الجميع على إلغاء العديد من المراسم المعتادة للزفاف، مثل تأجير القاعات الفاخرة ودفع المبالغ الباهظة للمطربين وغيرهم.

ربما نَدُر من كان يفعل ذلك من تلقاء نفسه قبل هذه الظروف، لكن في هذه الأيام أصبح هذا المشهد هو المشهد المعتاد، وأصبح من الطبيعي أن تتم مراسم الزفاف ببساطة وهدوء وفي حضور الأهل وأقرب المقربين ليكونوا شاهدين على الإرتباط وليتم بهم الإشهار.

في القرى المجاورة وجدنا أن حفل الزفاف أصبح معتمدا على الوليمة التي تقام في بيت الرجل ويتم فيها أيضا دعوة الجميع لتناول الطعام وفي نفس الوقت يكون إعلاما بإتمام الزفاف.

في المدن كان التركيز الأكبر على إستعمال منصات (السوشيال ميديا) على عامل الإشهار، واقتصر الزفاف على عقد القران على يد المأذون الشرعي بحضور الأهل والشهود وفقط.

وبسبب الحالة المادية التي تأثرت بسبب الجائحة، فقد بدأ الكثيرين يقللون من نفقات الزواج المعتادة، وأصبح العروسان يهملان الأمور الفرعية ويركزان على الضروريات اللازمة لإقامة بيت الزوجية.

وبدلا من شراء كل ما تقع أعينهم عليه أثناء التسوق، أصبح التسوق والتحضير للزفاف أمر محدد جدا من حيث الوقت والميزانية المطروحة.

ولإيماني بأن المنح تولد من رحم المِحَن

فأنا على يقين تام بأن هذه المحنة قد جعلتنا نفكر في مراسم الزفاف والتحضير له بشكل أكثر عقلانية بعيدا عن الأهواء والمقارنات الزائفة.

وسعيد جدا بقدرتنا على التخلي وتوفير نفقات قاعات الزفاف المبالغ فيها والنفقات الغير ضرورية والإستفادة منها فيما هو أكثر قيمة في حياة العروسين.

في إعتقادك هل يمكن أن يستمر ذلك بعد نهاية الجائحة؟ وهل يمكن أن تساهم تلك التجربة في ترسيخ هذا المبدأ في عقولنا وثقافتنا أم أنه مجرد أمر عارض؟