سياسة "اضرب من ضربك"، نهج لاسترداد الحق أم تشويه لسلوكيات الطفل؟

ربما أتفق مع ما ذكرت في مراحل عمرية متقدمة، أغلب الأطفال نخبرهم بذلك في مراحل الروضة والتعليم الإبتدائي، حيث الضارب والمضروب لا يمتلكون غالبا أسبابا منطقية لتصرفهم، وإذا تم الإعتداء على الطفل مرة بعد مرة دون محاولة منه لأخذ حقه بالتأكيد سينهار وتنهار شخصيته ربما لسنوات طوال.

فكرة أن يرد الضرب بالضرب هو أمر منطقي، أعلمه كيف يسترد حقه دون أن يعتدي، ومع نضوج عقله أعلمه كيف يفكر وكيف يحسن تصريف الأمور، هكذا أعتقد.

إذا تعرضت لمثل هذا الموقف سأستمع لابني وأحاول أن أسمع الحلول منه أولاً،

ماذا عليه أن يفعل أو ماذا يفكر أن يفعل حتى لا يتعرض للضرب، سأستمع للحلول الصادرة منه وسأناقشه بكل الحلول، مبدئياً حتى يقتنع ولا يشعر أنه بحاجة لحلول مفروضة عليه، حتى لا يشعر بأنه ضحية..

سأعزز ثقته بنفسه وأعلمه الدفاع عن حقوقه وكيفية المطالبة بها حتى من والديه وألا يتنازل أبدا عن حقه...

لن ألومه على ما حدث معه، ولن أعزز لديه ثقافة العنف، أي لن أقول له اضرب من ضربك..

سنحاول حل الموضوع بالتواصل مع المدرسة أو ولي أمر الطالب ولكن لن أجعل طفلي يشعر بأنه ضعيف بل سأعلمه بأن هذا سلوك سيء والقوي هنا هو من يتصرف بوعي وعقلانية ولا يلجأ للضرب لان الضرب ليس من ثقافة البشر...

وان حدث وحصل وضرب زميل له للدفاع عن نفسه، سأخبره أن هذا ربما يحدث وأخبره عن قصص وتجارب مررت بها أنا ووالديه ولكن لا يجب أن يتكرر هذا السلوك ...

أم يُوجد حل وسطي يُمكن للطفل أن يتعلّم فيه متى يضرب ومتى يلجأ للحوار؟ شاركنا برأيك..

الحقيقة يا سهى ، اعتقد ان الأباء يلجأون لهذه النصيحة لأن أحد الطلاب تغول في حق ابنهم وتنمر عليه بدون سبب وانه غلبان لضعف ما أو لرقة ما عنده جعلته يقف مكتوف اليدين ولا يأخذ حقه.

وليس من المعقول ان اقول لإبني : تناقش معه بعقلانية ولا ايضا اضربه!!

لأن الحديث بعقلانية سيفهمها الطفل الثاني على انها ضعف وربما يكمل ضربه للطفل المستكين ، وطالما ان هذا الطفل المتنمر مستقوي بنفسه فلن يردعه العقل.

وإن طلبت من ابني ان يضربه فسأكون بذلك شيطنته واعطيته جرعات زائدة من الداء في غير ما حاجة لذلك، وأخشى انني بذلك أجعل منه وحش متنمر مثل الطفل الأول.

وانما رسالة إن أحدهم ضرب الأخر هي رسالة تربوية للأباء ، وعليهم الان ما يقومون به تجاه أولادهم ، ولا يصح منهم أن يعيدوا الكرة لأولادهم ويطلبوا منهم إقامة معركة طاحنة كالبلطجية تحت زعم : اللي يضربك اضربه.

والحقيقة الغائبة عن الأباء ان طفلهم لم يضرب لأنه لم يستطع، هو يخاف الضرب وليس به قوة ... ومن وجهة نظري عليّ كأم ومربية أن أعلم ابني السباحة والرماية وركوب الخيل وأي رياضة اخرى تكون متاحة يكتسب منها نموعضلي واستقامة وقوة ترهب اي شخص من محاولة إيذئه لأي سبب، وان اتوجه للمشرف على المكان الذي جرى فيه الصراع، سواء فصل او نادي واطلعه على الأمر ليقوم هو بعمل حوار بين الطفلين في وجوده كطرف محايد محكم وعليه ان يقتص بعدالة من احدهما للاخر ويطالب المعتدي باعتذار.

أظن أن الحل الوسط يجب أن يكون دافع عن نفسك وامنع الاعتداء، وليس الضرب، الضرب على إطلاق الكلمة قد يعني المبالغة في الضرب أو العقاب الزائد

أعتقد أنه من الأفضل تعليم الطفل أن يرد الإساءة بمثلها ، فبهذه الطريقة سيتعلم ألا يبدأ بالإساءة وايضا سيفكر في طرق أخرى غير الضرب لاسترداد حقه

بالنسبة لي، إنّ أكثر ما يتعرض له الأطفال هو التنمر على ضعف شخصيتهم، لذلك أعتقد وإن كانت أكثر الكلمات التي تُقال له من والديه "اضرب من ضربك"، حتى يكوّن لديه الشخصية القوية التي تكون قادرة على الدفاع عن نفسه، ولكن لا تكون تربية الطفل على سياسة الضرب بشكل مستمر بل بالوقت الذي يستوجب على الطفل أو على الشخص استخدام قوته الجسدية ليدافع عن نفسه في حين تعرضه للضرب.

والإجابة على سؤالك بأن "هل تربية أطفالنا على حل مشاكلهم بعقلانية قبل أخذ الحق باليد مجدٍ في هذا الوقت"، أعتقد أنه نعم، مع تقدم العقول، وفهمها للواقع الذي يعيشه الآباء مع أطفالهم، أنه لربما يكون نافعاً، وفي حال قام كل والدين على هذا المبدأ، لانتشر مبدأ المسامحة بين الأطفال في أماكن تجمعاتهم، سواء بالمدرسة أو بالحديقة أو حتى في المنزل.

تلك السياسة والعقلية يا سهى كان يزرعها الكثير من الأباء في أبناءهم في الماضي ولربما في وقتنا الحاضر .

للأسف رد الإساءة بالإساءة ثقافة متجذرة وسائدة لدى الكثير من العائلات .

لكن ماذا لوقمنا برد الإساءة بالإحسان!

أعتقد أن الطفل الذي سيقابل بالإحسان والمسامحة نتيجة إسائته لهؤلاء الأشخاص سيندم على ذلك

في المرات القادمة ولن يعيد الإساءة مرة أخرى .

لِذا هنا تأتي المسؤولية على الوالدين ، فمن المفترض أن يزرعوا في أبناءهم ثقافة التسامح وعدم الإساءة للأخرين .

أظن أن التصرف السليم في هذه المواقف هو تعليم الطفل كيفية ردعه لهذا العنف كالنقاش مع الطفل المعتدي حول أسباب إعتدائه أو الخروج من المكان الذي يتواجد فيه المعتدي أو التوجه إلى المسؤول في المكان التربوي المتواجد فيه والتشكيّ إليه مع إعلام ذوي المعتدي بإعتدائه ،وتعليم الطفل عدم التعامل مع الأطفال العنيفين وتوعيته بخطورة اللعب العنيف والمزاح الذي يؤدي إلى العنف وغيرها من المسببات التي تنجر إليها هذه السلوكيات العنيفة.

أما على مستوى ذوي الطفل المعتدى عليه فمن الهام جدا التواصل مع ولي الطفل المعتدي في حال تكرر الإعتداء حتى يشعر الطفل بالسند وأن عائلته تقف إلى جانبه.هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى فأرى أنه من الضرورة بمكان وفي حال تكرر العنف على الطفل وجب تعليمه فنون القتال الدفاعية وتوعيته طبعا باستعمالها في حال الضرورة حتى لا ينشأ الطفل خنوعا ضعيفا متسلطا عليه ويتمتع بالثقة عند ممارسة الرياضة.

قبل التفكير في حل المشكلة يا سُهى لابد أن نفكر في أسبابها، وكيفية تربية الطفل على رفض العنف من الأساس، غالبًا ما يتم ضرب الاطفال الذين يبدو ضعفاء وثقتهم مهزوزة، لذلك لابد أولًا ان يتم تربية الطفل على الثقة بالنفس وعدم الخوف من الأخرين، وكذلك لابد ان يتم اشراكه في انشطة جماعية مع أطفال من عمره حتى تنمو لديه مهارات التواصل ويتعرض لمواقف مختلفة مع الاطفال يتعلم من خلالها كيفية التعامل.

اما في حال تعرض الطفل للضرب فالحوار هو الأساس في التعامل مع الموقف، ويمكن ان يحل المشكلة، لابد ان يعرف سبب ضرب الطفل الاخر له، وفي حال تكرر الأمر فلابد ان يأخذ الطفل موقف تجاه الطفل الأخر كالتوقف عن اللعب معه مثلًا.

مسألة تربية الطفل على رد الاساءة بالإساءة ليست جيدة، بل تجعله يكبر على التفكير برد العنف كحل أولي في اي موقف يمر به، وهو ما لا يتناسب مع طبيعة الحياة مستقبليًا.

في مثل هذه المواضيع هي تعود علا تربيه الآباء لي ابناهم انا عشت وتربيت في المجتمع العربي. وماريته ان هناك اطفال تكون تربيتهم ذات سلوك جيده والابعض الاخر للاسف علا العكس تمامآ مما يجعل الطفل ذات السلوك السيئه يرا الطفل الاخر ضعيف شخصيه ويبدا بالاتنمر عليه هذا واقع انا عشته.. هذه مشكله في المجتمع العربي وصعب حلها. حاليآ اعيش في اورباء والاطفال هنا في مستوا واحد وكا انهم ابنا اسره واحده من حيث السلوك والأدب.