في فيلم رالف المدمر يصل الأشرار لنتيجة مفادها: "إننا أشرار، لا يمكننا تغيير من نحن، وكلّما أسرعنا في تقبّل ذلك كانت حياتنا أفضل، علينا أن نحب أنفسنا كما هي، أنا شرير ولن أكون طيّباً أبداً، وهذا ليس سيئاً، لأنني لا أرغب أن أكون أحداً غيري".

جاء كتاب الأشرار، في قراءة لوجهات نظر الإعلام والأدب والسياسة، من خلال ما يراه الرواة والمنتجون عن محاباة الأشرار.

الكتاب عبارة عن عمل مشترك بين كلّ من: كريم طه وعمرو كامل ومحمد الهمشري، يستعرضون فيه الشخصيات الشريرة التي قدَّمتها الأفلام والروايات باعتبار ذلك سلعة رابحة.

مجموعة من الأسئلة تضمنها الكتاب مثل:

  • هل كنتَ تظن أن تقف يوماً في صف جورج كلوني وهو يخطط لسرقة 150مليون دولار مع أصدقائه في فيلم (أوسيان11)؟
  • أو أن تجد نعياً وحزناً بعد مقتل رفاعي الدسوقي تاجر السلاح في مسلسل (الأسطورة)؟ 
  • أو أن يقوم الأمريكيون بانتخاب (دونالد ترامب) الشهير بعنصريته تجاه الأقليات، وتحرشه بالنساء، وتهربه من الضرائب؟.

ما السرُّ الذي يجعل البعض ينجذب للأشرار؟ 

في الفصل الثالث من الكتاب نجد مجموعة من النظريات للفلاسفة وعلماء النفس والاقتصاد والاجتماع عن الشر، في إسهاب حول مجموعة من السلوكيات مثل:

  • خطأ الإسناد الأساسي التي تنطلق من أننا نقوم بإسناد تصرفات وأفعال الأشخاص إلى طباعهم وصفاتهم الشخصية، وليس إلى الموقف الذي تظهر فيه هذه الصفات.

ويطرح الكتاب مثالاً لذلك بأننا لو رأينا شخصًا يقتل آخر بالرصاص، فسنفكر بأننا لو قمنا بذلك فسيكون دفاعاً عن النفس، وقد لا نفعل ذلك مع الغرباء، مما يعني أننا نسند أفعال الأغراب لصفاتهم، ونسند أفعالنا أو أفعال من نحب وفقاً للموقف، وهو ما نفعله مع الأدوار أو الشخصيات التي ننجذب لأصحابها.

  • التنافر المعرفي بعدم الراحة النفسية التي تنتاب الإنسان عندما تتزاحم في عقله فكرتان متناقضتان؛ فيميل إلى ما يؤيّد معتقداته وقناعاته الشخصية، ويتم ذلك غالباً في مواقع التواصل الاجتماعي.
  • الجانب المظلم المبني على أنّ لكلّ شخص جانباً مظلماً يرفض العقل الاعتراف به، ذلك الجانب المظلم لا يحب الالتزام بالشرع والقانون والعادات، لكن العقل الواعي يتجاهل هذا الجانب حفاظًا على المثالية وخوفاً من العقاب.

مَن هو الشرير برأيكم؟ وهل تجذبكم شخصية الشرير في الروايات والأفلام بناء على تصرفاته أو لكونه بطلاً تحبونه أو لكون الكاتب استطاع جعلكم تتعاطفون معه؟

متى يمكننا أن نقول عن الفعل وفاعله بأنه شرير؟ هل تظنون المسألة نسبية؟