Hiba Nouis

كاتبة أشارك العالم مشاعري وأفكاري بأسلوب حصري راقٍ لا يشبه أحدًا. أؤمن بأن الكلمات قادرة على رسم طرق لم تُرسم، وأن للقلم سحر يفتح نوافذ على ما يخفى في النفوس. https://t.me/+Hty5rHKe6V43NzU0

http://lamsatroh80.blogspot.com

21 نقاط السمعة
343 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
4

الحنان صمت يُقرأ بلا كلمات

حين تمرض الأم لا يكون الوجع في جسدها وحده بل تتمدد الحرارة في القلوب من حولها لا لأنهم عاجزون بل لأنهم أمام مرآة لا ترحم تعكس ما تبقى من الرحمة فيهم الأم حين تضعف تسقط معها أقنعة كثيرة وتظهر المعادن كما هي بلا طلاء الابنة لا تنتظر تعليمات تعرف لغة الوجع قبل أن يُنطق به تتفقد الوسادة وتعد الأنفاس وتخفي دموعها خلف ابتسامة حنونة هي لا تخدم بل تعود إلى مكانها الطبيعي بين يدي من كانت لها وطنًا زوجة الابن
4

الامل الذي يولد من رماد

-----الأمل الذي يولد من الرماد------- في كل رمادٍ يظنه الناس نهاية، يختبئ جمرٌ صغير يتنفس في صمت، ينتظر أن تمتد إليه نسمة حياة. ذلك الجمر هو الأمل، لا يُرى بسهولة، لكنه حاضرٌ، عنيد، يرفض أن يموت. وكأن في قلب الإنسان قوة خفية تتحدى العدم، وتصرّ على أن تبعث المعنى من قلب الخراب. لطالما اعتقدنا أن الانكسار ختام الطريق، وأن السقوط فصلٌ أخير، لكن الحقيقة أن الرماد ليس سوى بداية أخرى، تتهيأ لتكتب فصلاً جديدًا. فمن قلب العتمة يُولد النور، ومن
3

بين النجوم والروح

حين يرفع القلب نظره إلى السماء، يجد أن الحب ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو لوحة مرسومة بين النجوم، خيوطها من ضوء وبراءة، وألوانها من صمت الأرواح ودفء الذكريات. هناك، في صمت الليل، تكتشف الروح الصغيرة أنها قادرة على الحلم الكبير، وأن البراءة ترى ما يعجز عنه الكبار، وأن كل نظرة، مهما كانت عابرة، تحمل وعدًا بأن الحياة جميلة، مهما طال الليل وظلّت الظلال. وفي قلب هذا الصمت، تنبض مشاعر لم تعرف طريقها للكلمات بعد، لكنها واضحة لمن يصدق النظر
2

دروب الحياة

تتبدل دروب العمر لكن جذوة الروح لا تخفت نحن نمشي وفي قلبنا نوافذ تفتح على ضوء لا يراه سوانا كلما ضاقت الدنيا اتسع فينا صوت خفي يقول إن ما نبحث عنه يتقدم نحونا بخطوات أبطأ من صبرنا وأصدق من خوفنا وليس في الخيبة سقوط بل حكمة تدلنا على الطريق الذي لم نلتفت إليه فننهض كأن الريح تحملنا بعلمها القديم ونمضي كأننا خُلقنا لنثبت أن القلب يعرف وجهته حتى لو تعثر العالم كله من حوله ذلك هو سرنا الذي لا يفهمه
0

يتيم الوجع

لَيْلٌ يَتِيمٌ طَوِيلٌ أَشْبَهُ بِعُمْرٍ بِلَا نُورٍ يَمْشِي عَلَى جُرْحٍ صَامِتٍ لَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ، يَدُورُ يَصْحُو عَلَى صَرْخِ قَلْبٍ يُنَادِي مِنْ بِلَا صَدْرٍ وَيَرْقُدُ فَوْقَ فِرَاشٍ بَارِدٍ كَحَجَرٍ فِي بُحُورٍ كَانَ إِذَا نَامَ عَلَى كَفِّ أُمِّهِ يَهْدَأُ وَالْيَوْمَ يَسْهَرُ فَوْقَ كَفِّ خَوْفِهِ وَيَذْبُلُ لَا ظِلَّ فَوْقَ الرَّأْسِ يَحْمِي وَلَا حَضْنٌ يَضُمُّ كَأَنَّهُ وَرِيثُ حُزْنِ الأَرْضِ مِنَ المَهْدِ لِلْحُلُولِ يَبْحَثُ عَنْ وَجْهِ أُمٍّ فِي وُجُوهِ العَابِرِينَ يَلْتَقِطُ مِنْ مَلَامِحِهِم بَقَايَا حَضْنٍ حَنِينٍ يَجْلِسُ عَلَى عَتَبَةِ بَابٍ قَدِيمٍ مُهْجُورٍ يَنْتَظِرُ خَيَالًا يَعُودُ
0

همسات الليل

جلس في زاوية الغرفة، يراقب الساعة وهي تتقدم ببطء. كان الليل ثقيلاً، لكنه ليس مظلماً بالكامل. ضوء المصباح الخافت يرسم ظلوله على الجدران كما لو كانت تهمس له بأسرار لم يسمعها أحد من قبل. تذكر كل اللحظات التي اعتقد فيها أن حياته انتهت، كل الأبواب المغلقة، وكل الوجوه التي ابتسمت بينما قلبه يئن في صمت. لكنه كان يعلم شيئًا داخليًا، شيئًا لم يفقده رغم كل الفقد: وجوده كان دائمًا أكثر من مجرد صمت اللحظة. ثم قام، أخذ نفسًا عميقًا، وخرج