في لحظة يظنها الإنسان نهايته، يقف وحيدًا بين ظلال صمت لم يعهده من قبل. يحيط به الفراغ من كل جانب، والأفكار تتشابك كأنها خيوط ضبابية تمنعه من رؤية الطريق.
يغمض عينيه، يحاول أن يسمع صدى قلبه، ويجد أن في صمته دفء صغير، يهمس له بأن النور لم يختف بعد. كل خطوة إلى الوراء كانت درسًا، وكل تعثر كان درسًا آخر، لكنها لم تكن النهاية… لم تكن النهاية أبدًا.
وفي أعمق الأعماق، حيث لا يصل أحد، يولد شعور غريب؛ شعور بأن القوة الحقيقية ليست في تجاوز الآخرين، بل في تجاوز الذات، في إعادة اكتشاف القدرة على النهوض بعد السقوط، على الحب بعد الجرح، على الثقة بعد الخذلان.
الإنسان الذي ينجو من ظلامه لا يصبح كما كان، بل يصبح أكثر وضوحًا، أكثر صبرًا، وأكثر معرفة بأن الحياة ليست مجرد أحداث، بل لحظات تعلّمنا كيف نرسمها بأنفسنا، وكيف نزرع فيها الأمل أينما حلّت الظلال.
ففي كل صباح، عندما تشرق أول خيوط الفجر، يدرك أن الظلام كان مجرد فصل قصير، وأن الحياة لم تتوقف، وأن قلبه يعرف طريقه حتى لو تعثّر العالم كله حوله.
سؤالي هو
هل ستسمح لنفسك أن ترى النور في قلب الظلام قبل أن يفرضه عليك العالم؟
التعليقات