نعم، وهذه هي المشكلة أصلاً، أن الجميع يتحدث وحسب، ولا أحد يرغب في أخذ زمام المبادرة ولو على صعيده الشخصي. وحتى إن فعل قد يبدأ هو نفسه بإحباط نفسه، فماذا سيفعل - من وجهة نظره - وهو فرد وسط مجتمع يأبى التحرك؟
0
أحسنتِ القول. لكننا بالفعل نرى البعض ممن يأخذون بزمام المبادرة فتنهال عليهم عبارات الإحباط والتثبيط، كمثلا (ماذا ستفعل مبادرتك هذه، أو هل تظن أن أحداً سيستجيب لك؟) وينسى كل قائل لهذه العبارات أنه أحد من يتحدث عنهم، فلو وضع يده في يد المبادر لما ماتت مبادرته. وهنا قد نرى أن المشكلة الكبرى ليس في الأخذ بزمام المبادرة، وإنما بالاستجابة لهذه المبادرة.
البيئة التي عشنا بها تعاملنا بشكل مجموعي ولذلك برأيي من الطبيعي جداً أننا حين نريد أن نغيّر ونتغيّر أن نتعامل مع المسألة بصفتها حركة جماعية وننظر للأمور نظرة مجموعية ولكن هذا لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً، فليس لأن المجتمع اعتاد شيئاً أن يصبح هذا هو الصحيح، فهنا مثلاً طغت تلك النظرة المجتمعية التي نشأنا عليها على الصحيح فجعلت منه بعيداً عن المتناول، وأصبحنا نرى أنه علينا التعامل من هذا المنطلق ليس لشيء سوى أنه الواقع. فكيف يمكننا أن نقنع
لحظة! ربما لم أفهم ما قصدته في كلامك بداية. هل اقتصر الوصف عند هذا الحد ولم يضف عليها شيئاً؟ أم أنه عبر بهذه الجملة ليصف فقط هول الموقف موحياً بذلك أن ما سيقوله بعد ذلك لن يصف الموقف كما حدث؟ إذا كان الأمر الثاني فإنني أراه أبلغ في الوصف. أما إذا كان الأول فهذه طامة، إذ كيف للقارئ أن يعرف الأحداث، هل "ينجم"؟ وإذاً ما دور الكاتب حينها، وإلا فلماذا لا يكتب رواية من جملة واحدة يقول فيها: لا تستطيع
ولكن الأسوأ أن يكون وسط الجموع ولا يجد لنفسه مكانًا بينهم فلماذا إذا يطيل البقاء؟ هل تنمو النبتة في غير تربتها؟ وإذا ما علم المزارع أنها ليست تربتها وأن هذه البيئة ضارة لها، أفلا يكون جانياً إذا ما تركها؟ برأيي قد يكون الإنسان هو الجاني على نفسه، وقد هو أكبر سببٍ في وحدته، لماذا يترك نفسه وسط هذه البيئة المؤذية حتى ينطفئ نور بهجته، ويخفت بريق عينيه؟ ثم في النهاية ينزوي بين زوايا غفته في الظلام وحيداً. ألم يكن من
الفكرة الآن قد تكمن في صعوبة تحقيق ذلك التوازن في حياتنا اليومية. عندما قرأت هذه الجوانب سألت نفسي كم جانباً منها أضعه في خطتي، وكانت الإجابة جلهم، ولكن عندما سألت نفسي كم من هذه الجوانب أطبقها حقاً وجدت أنني أهتم فقط بالضرورات الأساسية (الدين، المهنة، الموازنة الشخصية) فأجد أنني أهمل جزءًا كبيراً من هذه الجوانب لكثرة الانشغال بجوانب أخرى. فكيف أصلاً يمكنني تحقيق هذا التوازن في ظل انشغالي؟
ماذا عن تيمة (هذا ما أخاف منه)؟ وهي أن يكون الرعب مسلطاً على تلك المخاوف التي يخشى الشخص من حدوثها، بل ويرعبه محرد التفكير فيها. تخشى الشخصية مثلاً من الفقد فتفقد عزيزاً بطريقة مرعبة، تخاف من الظلام فينقطع النور، تخاف من الوحدة فتحبس في مكان مهجور موحش وحدها، تخاف من التيه فتضل طريقها وسط غابة ليلاً. هذه الأمور قد لا تبدوا في ظاهرها مرعبة من حيث الأحداث، ولكن رعبها يكمن في مشاعر الشخصية. قد يكون الأمر متعلقاً بالرعب النفسي، ولكنه
بعد أن حددت فكرة المشروع عبر إجراء بحث سوقي مفصل لتحديد الحاجة السوقية والفرص المتاحة والتأكد من إمكانية تنفيذ الفكرة هل كان من الأفضل اختيار مشروعك حسب حاجة السوق والذي قد يحتمل أن يكون السوق بحاجة لمشروع ليست لديك خبرة كافية فيه، أم أن الأفضل هو تحديد مشروعك أولاً ثم تحديد كيف ستطوعه مع حاجة السوق؟ هذه معضلة بالنسبة لي.
ربما لدي هذا الأمر ولكن بطريقة مختلفة، فأنا لا أخاف مشاهد الدماء إطلاقاً، ولا تقلقني مشاهد الذبح إطلاقاً، وليس الأمر متعلقاً بالذبائح وحسب، بل وربما لو كان بشرياً، فلا تقلقني مشاهد الإصابات أو الجروح الفظيعة التي قد تسبب هبوطاً في الدورة الدموية لدى البعض. ولكنني في الحقيقة عندما أذهب إلى مشفى مثلاً مع أحد المشاغبين الذي يجرح نفسه ويحتاج إلى خياطة وأدخل معه غرفة العمليات أصاب بهبوط حاد، وأيضاً عندما أقوم بعمل الحجامة فإنني يصيبني الهبوط فقط لمجرد تخيل التشريط،
عدم النظر إلى الأجر بقدر ما أنظر إلى العمل. فكثيراً ما كنتُ أقييم المشروع من إطار الجهد المبذول وربما طلبت مبلغاً مناسباً ولكنني كنت أتناسى أن الذي سيوافق بمثل هذا المبلغ سيختار أصحاب الخبرة الذين ربما يطلبون أجراً أقل. ثم هداني الله لأن لا أهتم في البداية لأمر الأجر بقدر ما أهتم بإنجاز بعض المشاريع حتى أستطيع بناء ملف مميز أولاً.