أعتقد أننا جميعًا قد عانينا من الوحدة في فترات من فترات حياتنا، حتى ونحن في وسط دائرة من الأشخاص أو مجموعة من المقربين، فالوحدة لا تعني أن يكون الإنسان بمفرده فقط، ولكن الأسوأ أن يكون وسط الجموع ولا يجد لنفسه مكانًا بينهم، وربما كان بطل دواعي السفر هنا محظوظًا حين منحه القدر فجأة صديق غير متوقع كان يعاني مثله من الوحدة، فأنس كل منهما وحدة الآخر، وأخرجه منها، فأعطى معنى، وأضاف البهجة لحياته، ولكن هذا لا يعني في أرض الواقع أننا علينا أن ننتظر منقذنا حتى يأتي ويخرجنا من هذا الفراغ الموحش بل نحاول أن نخرج أنفسنا بأنفسنا، ما نصائحكم لشخص يعاني من الوحدة، كيف يمكن أن يخرج نفسه منها أو يصبر نفسه عليها؟
مسلسل دواعي السفر: ما نصائحكم لشخص يعاني من الوحدة؟
ولكن الأسوأ أن يكون وسط الجموع ولا يجد لنفسه مكانًا بينهم
فلماذا إذا يطيل البقاء؟
هل تنمو النبتة في غير تربتها؟ وإذا ما علم المزارع أنها ليست تربتها وأن هذه البيئة ضارة لها، أفلا يكون جانياً إذا ما تركها؟
برأيي قد يكون الإنسان هو الجاني على نفسه، وقد هو أكبر سببٍ في وحدته، لماذا يترك نفسه وسط هذه البيئة المؤذية حتى ينطفئ نور بهجته، ويخفت بريق عينيه؟
ثم في النهاية ينزوي بين زوايا غفته في الظلام وحيداً.
ألم يكن من السهل عليه تغيير بيئته فوراً؟
فلماذا إذا يطيل البقاء؟
قد يبدو متناقضا ولكن السبب هو الخوف من الوحدة، تخيل مثلا أنك انتقلت للتو لمدرسة جديدة وزملاء فصلك جميعهم لديهم اهتمامات مشتركة حول أشياء معينة أنت لا تهتم بها أبدا ولكن في نفس الوقت لا تريد أن تكون الشخص المنبوذ غريب الأطوار الذي يجلس بمفرده وليس لديه أصدقاء، إذا ماذا سيفعل؟ سيضطر للإندماج فقط ليشعر أنه ينتمي إلى أحد أو إلى مجموعة ما، ولكن أثناء فعله لذلك سيخسر نفسه وسيجد أنه لم يحقق ما أراده من البداية لأنه مازال وحيدا وسبب وحدته هي تلك المجموعة التي اختارها.
التعليقات