القلق من السوشيال ميديا مفهوم لكن المنع ليس حل. المنع قد ينجح مؤقتًا لكنه لا يعلّمه كيف يفكر أو يختار بنفسه. وعندما تزول الرقابة يعود التأثير أقوى. المشكلة ليست في وجود السوشيال ميديا بل في غياب الحوار. كثرة المنع بدون فهم تخلق فضول وعناد والشرح والمناقشة يساعدان على الوعي. الحل ليس إغلاق الأبواب بل تعليمهم كيف يتعاملوا مع هذا العالم بوعي ومسؤولية.
0
لكن ليس كل شيء يقع على عاتق المنصة وحدها. يمكن للطفل أن يتعلم التمييز بين الصواب والخطأ حتى مع وجود محتوى مضلل إذا بدأنا تعليمه منذ الصغر بطريقة بسيطة ومدروسة. الحرية المنظمة أفضل من المنع التام هي تمنحه فرصة تجربة الاختيار وتعلّم اتخاذ القرار بمسؤولية مع إشراف بسيط من الأهل. أيضًا ليس كل سلوك سلبي ينشأ عن الفراغ أو المنصات بل يجب تعليم الطفل مهارات التفكير النقدي والتعامل مع المؤثرات الرقمية ليصبح واعي ومقدّر لاختياراته.
صحيح أفلاطون وأرسطو ليسوا علماء بالمعنى الحديث وبعض أفكارهم قد تبدو اليوم غير دقيقة أو هرطقة. لكن لا يمكن تجاهل أنهم فتحوا آفاق التفكير والفهم للناس ومهدوا الطريق للآخرين لتصحيح وتطوير المعرفة. حتى أخطاؤهم كانت جزء من رحلة البشرية نحو العلم. الأفكار الخاطئة لديهم صارت دروس لمن جاء بعدهم والصواب الذي وصلنا إليه اليوم لم يكن ليظهر بدون تجاربهم وأفكارهم حتى وإن تضمنت ما تعتبره هرطقة.
لا أرى أن غياب الأمان المادي يمنع الإبداع دائمًا. كثيرون بدأوا من ظروف صعبة ومع ذلك لم يتوقفوا بل جعلوا الضغط سبب لتغيير حياتهم. وفي المقابل نجد من يملك الأمان والراحة لكنّه لا ينجز شيء لأنه يعرف أن الفشل لن يكلّفه كثيرًا. الفرق ليس في مقدار الأمان أو سهولة الفشل بل في طريقة نظر الإنسان لظروفه هل يراها قيد يوقفه أم دافع يدفعه إلى الأمام
كشف الكذب ضروري لكن مهم بنفس القدر أن نحافظ على ثقة الناس وكرامتهم. لو واجهته بأسلوب حوار هادئ مثلا كنت تسأله أسئلة تجعله يفكر في تصرفه بنفسه يعطيه فرصة للتغيير بدون إحراج أو عداء وتحافظ على إنتاجيته. القيادة الذكية ليست فقط فرض السلطة وكشف الكذب بل أيضًا بناء الثقة وكسبهم بأنك تصاحبهم مثلا وتشجيعهم على الالتزام والصراحة بطريقة تحفظ علاقتك بهم وتضمن استمرار عطائهم وإنتاجهم.
أحيانًا نظن أنه تغير بالفعل لكنه في الواقع يتصرف هكذا بسبب الخوف أو ضغط الموقف. وعندما تزول غالبا يعود إلى عاداته القديمة. كثير من الناس يشعرون أنهم تغيروا لكن في الحقيقة هذا شعور مؤقت والتغيير الحقيقي في القلب والسلوك ليس دائمًا موجود. وأحيانًا يلتزم بسلوك معين فقط ليحمي نفسه أو يهدئ ضميره وليس لأنه صائب أو أخلاقي فعلاً.
المنصات التعليمية مفيدة لكن للأسف ساهمت في المشكلة بطريقة غير مقصودة. صارت تجعلهم يعتمدون على التقنية وكثير منهم يكتفي بالبحث عن إجابات جاهزة أو مشاهدة فيديوهات سريعة. ويؤثر أيضًا على نفس الطفل وعلى تعامله مع الآخرين. الطفل الذي يقضي وقت طويل أمام الشاشات يجد صعوبة في التواصل. من المهم وجود توازن بين التعلم الرقمي وتطوير مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية بعيدًا عن الشاشات.
أرى حلك بحذف برامج التواصل خطوة رائعة جدًا وأتمنى لو يستطيع الجميع القيام بها لأنها تساعد على استعادة التركيز والصبر لكن الجيل الحالي مستحيل يعيش بدون التكنولوجيا بالكامل هي حياتهم اليوم. برأيي التواصل المكثف والتوعية وحدهما لا يكفيان الجيل الحالي يعيش في عالم رقمي بالكامل والنصائح فقط لا تغيّر كثيرًا من سلوكهم. يجب أن تأتي مع خطوات عملية تعليمهم تنظيم وقتهم وضبط استخدام الأجهزة وتشجيع أنشطة تقوي التركيز والصبر بعيدًا عن الشاشات حتي لا يبقى الكلام مجرد نصائح فقط
الأمر مختلف مع الذكاء الاصطناعي. الآلات في الثورة الصناعية كانت محدودة ووظائفها واضحة لخدمة العمال فقط لكن الذكاء الاصطناعي اليوم هو يتعلم ويحلل ويقدر يتخذ قرارات أحيانًا تتجاوز فهمنا هو يفدنا كثيرًا لكنه خطر فى نفس الوقت. لذلك لا يمكن تشبيهه بالآلات القديمة وأري التحدي في كيف نتعامل معه ونستخدمه بدون أن يؤثر على تفكيرنا.
إذا طال الصبر يتحوّل لاستسلام ويضيع علينا فرص كانت ممكن تغيّر حياتنا. اعرف شخص يعمل في مشروع صغير منذ سنوات يظن أن الصبر وحده سيجعله ناجح لكنه في الواقع كان يمكنه التوسع أو دخول شراكات جديدة ليحقق نمو أكبر لو تحرك في الوقت المناسب لكنه لم يفعل وظل كما هو. مقولة «يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم» هي مريحة لكنها تُبرّر الهروب وعدم المواجهة. بعض المواقف تحتاج أن ندافع عن أنفسنا قبل أن نفقد كل شيء. بالطبع مساعدة
صحيح هذا شيء يقلق فعلاً لأن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا يجعلهم غير مستعدين لمواقف تحتاج تفكير وحل مشاكل بأنفسهم. المشكلة ليست فقط في قلة الجهد الآن بل في فقدان القدرة على التحليل والتفكير النقدي الضروريين للحياة والدراسة. أري مهم جدًا تعليمهم كيف يستخدموا التكنولوجيا كأداة مساعدة لا بديل عن التفكير وربط التعلم دائمًا بالتجربة الواقعية ليكونوا قادرين على الاعتماد على عقولهم مهما تغيّرت الظروف.
وجود الخطة وحده لا يكفي الالتزام بها هو الذي يصنع الفرق. كثير من الناس عندهم خطة جيدة لكنهم يتوقفون عند أول صعوبة أو يؤجلون التنفيذ. المهم أن يضع الشخص عادة يومية صغيرة يتحرك فيها خطوة خطوة فحتى الخطوات البسيطة المستمرة تعطي نتائج مع الوقت وتبعده عن التشتت وضياع الوقت. أري الاهم هو التجربة الشخصية والمحاولة والخطأ هي التي تصنع الخبرة الحقيقية وتساعد على اكتشاف طرق جديدة لم تخطر على باله لو اتبع خطة جاهزة فقط
الفقد يعلمنا قيمة الحب والتقدير في حياتنا اليومية. بعد ما نفقد أحد احبائنا كثير من الناس يصيروا أكثر حرصًا على أهاليهم وأصدقائهم ويعبرون لهم عن محبتهم وتقديرهم أكثر من قبل. بدل ما نغرق في الحزن نقدر ناخذ من الذكريات قوة نصبح أشخاص أفضل ونحب ونعطي ونعيش حياتنا بوعي أكبر متعلمين من الماضي وليس أسرى له
أرى الحل ممكن يبدأ من التعليم نفسه لكن بشكل عملي وبسيط لا في صورة شعارات. أن يتعلّم الطفل منذ الصغر كيف يسأل نفسه لماذا يظهر لي هذا المحتوى؟ ماذا يريد مني؟ وهل يفيدني فعلًا أم يضيع وقتي؟ مثلًا اذا شاهد فديو . أيضًا وجود بدائل جيدة وجذابة على المنصات نفسها أمر مهم لأن الفراغ هو ما يدفع كثيرًا من الشباب إلى المحتوى السطحي. المشكلة ليست في الفرد وحده بل في البيئة المحيطة به. عندما تكون البيئة أذكى يصبح الاختيار الصحيح
فعلًا خالد القراءة من الكتاب تساعد الطفل على ترتيب أفكاره وفهم العلاقات بين المعلومات بدل أن يستقبلها بشكل عشوائي. وتعلمه قيمة الجهد للوصول للمعلومة وتشجعه على التعلم المستمر. التعامل مع الكتاب يجعل الطالب أكثر قدرة على التفكير بنفسه واتخاذ القرارات الصحيحة ويجهزه لمواجهة تحديات الدراسة والحياة بثقة ووعي.