يؤمن الناس في مجتمعي أنّ من بين المرأة والرجل من نفس السن تكون المرأة هي الأذكى والأكثر نضجًا. ولكن هل يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟ تُرى ما رأي العلم؟
تُعد مسألة ما إذا كان الرجال أو النساء أكثر ذكاء محل جدل حتى الآن، حيث تراوحت الآراء من أولئك الذين يجادلون بعدم وجود فرق كبير إلى الآخرين الذين يجادلون فيما يتعلق بوجود تفاوت كبير. فما هو الذكاء أصلًا؟
الذكاء عبارة عن بناء معقد ومتعدد الأوجه لا يمكن تحديده بناءً على مقياس أو عامل واحد. ويشمل مجموعة من القدرات المعرفية مثل حل المشكلات والتفكير والذاكرة والمهارات اللفظية وأخيرًا ظهر أيضًا الذكاء العاطفي. مقياس الذكاء الأكثر استخدامًا هو IQ، والذي يوفر درجة من المفترض أن تعكس القدرة المعرفية العامة للشخص. ومع ذلك من المهم ملاحظة أن اختبارات معدل الذكاء قد لا تكون مثالية جدًا أو تعبر عن ذكاء الشخص على كافة النواحي.
أسفرت الدراسات التي حاولت تحديد متوسط درجات معدل الذكاء للرجال والنساء عن نتائج مختلطة؛ حيث أفادت بعض الدراسات أن متوسط درجات الذكاء لدى الرجال أعلى مما لدى النساء، بينما لم يجد البعض الآخر فرقًا كبيرًا. يرى الباحثون أن كلًا من الرجال والنساء يتفوقون في مجالات معينة. على سبيل المثال، يميل الرجال إلى الأداء بشكل أفضل في المجالات التي تتعلق بالتفكير الرياضي، بينما تميل النساء إلى أداء أفضل فيما يتعلق بالقدرة اللفظية والذاكرة. ومع ذلك فإن هذه النتائج ليست متسقة في جميع الدراسات وتخضع للاختلافات الفردية والتأثيرات الثقافية أيضًا.
جزء من الذكاء يتأثر بالعوامل الجينية والبيئية، فالعوامل الوراثية لها دور في تحديد القدرات المعرفية للفرد، وكذلك العوامل البيئية مثل التعليم والتجارب الثقافية يمكن أن تؤثر كذلك بشكل كبير.
وكمثال على العوامل الثقافية، أظهرت الأبحاث أن الفتيات في بعض المجتمعات لا يتم تشجيعهن على الدخول إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ وبالتالي يؤدي هذا إلى تمثيل أقل للمرأة في تلك المجالات، ومن ثَمَ حصولهن على درجات منخفضة في الاختبارات التي تقيس القدرات في هذه المجالات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر التوقعات الثقافية والقيود والإطارات المجتمعية على الطرق التي تتعامل بها النساء مع الاختبارات والمهام التي تتطلب حل المشكلات، مما يؤدي إلى نتائج تنم عن ذكاء منخفض.
لا يوجد دليل يدعم فكرة أن أحد الجنسين بطبيعته أكثر ذكاءً من الآخر. يتمتع كل من الرجال والنساء بنقاط قوة وضعف في المجالات المعرفية المختلفة، وتتأثر هذه الاختلافات بتدخل العوامل الوراثية والبيئية على الناحية الأخرى؛ لذلك يجب أن يكون الهدف هو الاعتراف بالمواهب والقدرات الفريدة لكل شخص وتقدير ذلك وتشجيعه بغض النظر عن النوع.
ماذا عنكم؟ أجيبوا بكل شفافية.. من خلال تجاربكم من الأذكى، المرأة أم الرجل؟ وعلى أي أساس يمكن الحكم في هذا الموضوع؟
التعليقات