قد تشعر المرأة بألم الانفصال في نفس اللحظة، ولكن الرجل يشعر به بعد فترة

هذا أكيد مئة بالمئة، أستطيع المصادقة على الأمر لإنني أمتلك سبب رئيسي ومهم يدعوني إلى ذلك وهو أنّ سيكولوجيا العلاقة وفهمها بين الرجال والنساء مختلفة تماماً من حين البدأ وهذا ما ندركه جميعاً في عقلنا الباطن أو بشكل غير مباشر دون أن نصرّح به وما يجعل هذه النتائج التي تكلمتِ عنها حضرتك منطقية، بل ومنطقية جداً. ما الذي أقصده هنا بسيكولوجيا العلاقة حين البدأ؟

المرأة تبني حبّها دائماً على فرط كبير من المشاعر الذي يتولّد في البداية وتبقى مُتعلّقة بهذه المشاعر دائماً، ما يعني أنّ الأنثى تبني ما تبني من العلاقة بالحُب، بالمشاعر، بالعاطفة، لذلك تبدو أحنّ وأكثر عطفاً وحساسية دائماً من الرجل، هي تحكم وتبني وتفكّر طوال الوقت بالحب وكيف يمكن أن تُغذّيه وتحافظ عليه دائماً، لإنّ بنظرها أنّ الحُب هو ما يبقى أعمدة العلاقة مرتفعة، حين تنهدم العلاقة، تتفجّر هذه العاطفة وتصبح على الشكل الذي ذكرتيه حضرتك:

المرأة تتأثر بشدة وتحزن وقت الانفصال وتبدي كل المشاعر السلبية دفعةً واحدة مباشرةً عقب الانفصال.

أما الرجل سيكولوجيته برأيي مختلفة تماماً، أستطيع الحكم على هذا الأمر من واقع أنني هذا الرجل وأعرف تماماً كيف أفكر وكيف يفكّر محيطي أيضاً من الأصدقاء، بمعظمهم نبني العلاقات على العادات، العلاقة تصبح لدينا عادة تتطور ومن ثمّ شبكة عادات تتداخل ومن ثمّ شرَك حقيقي لا يمكن الفكاك منه، شبكات معقّدة جداً من العادات واعتياد العادات وكل ذلك مرتبط بالشريك، فمسألة ترك الشريك لا تعني لنا كثيراً من الأيام الأولى لإنّ هذا الأمر لا تظهر نتائجه إلّا بعد أن تظهر حاجتنا لممارسة هذه العادات التي تصير مستحيلة بذهاب الشريك ومن هنا تبدأ المعاناة.

هذا رأيناه بمسلسلات كثيرة بالمناسبة، أهمّها مسلسل أحلام كبيرة بين الممثلين سمر سامي وبسام كوسا، حين تذهب شخصية أم عمر سياحة ويكون قبل ذلك في سخط دائم أبو عمر عليها، لكن ما أن تذهب حتى تبدأ المعاناة تدريجياً بالتطوّر، على عكسها التي استطاعت اكمال رحلتها بهناءة، والأمر يتكرر بمسلسل الفصول الأربعة من اخراج حاتم علي، حين يجلس نجيب لوحده في البيت بانتظار عودة مَجدة وحيداً من غير عاداته التي طوّرها بوجودها فقط.

لا يوجد حالة نفسية يمكن تعميمها على جميع البشر, لا تتصرف كل النساء على نحو معين ولا كل الرجال, مثل هذه الدراسات لا تسرد الاختلافات بين الجنسين لأنه في واقع الأمر لا وجود للاختلافات من الناحية النفسية بين الرجل والمرأة ولكن الاختلاف يكون إحصائيا بين جماعة من الرجال وجماعة من النساء, بمعنى أن مثلا ندرس سلوكا محددا لنسمه (السلوك أ) ل100 رجل و100 امرأة فتكون النتائج هي ما نسبته 40 بالمائة من النساء يتصرفن (سلوك أ) في حين 60 بالمائة من الرجال يتصرفون (سلوك أ), هكذا تكون الدراسات النفسية التي ترصد الاختلاف بين الجنسين, هي فقط إحصائية وبالتالي يخرجون بنتيجة أن النساء أقل ميلا لكذا والرجال أكثر ميلا, فقط إحصائيا ولا يقصد أن كل رجل وكل امرأة يحمل هذه الخصائص النفسية موضوع الدراسة.

المرأة تتأثر بشدة وتحزن وقت الانفصال

وهناك نساء مقتنعات تمام الاقتناع بصنيعهن وربما يقمن حفلة بعد الإنفصال...

يعتقد أن هذا هو القرار الأصح، يسلم عقله دفة القيادة لحظة وقوع الأمر، ولكنه تدريجيًا قد يفكر فيما خسر،

وهناك رجال يحمد الله كلما تذكر شريكة حياتك وأن قرار الانفصال كان أسعد قرار في حياته...

لذا السؤال هو في هذه الدراسة التي قرأت عنها ما هي النسب التي تطرقت لها الدراسة وكم عدد العينة؟

لا نعلم مدى صدق هذه الدراسة،

بشكل عام فإن الدراسات النفسية ولأنها تعتمد على الإحصاءات والمقابلات والاستبيانات, فإنها لا تكون دقيقة دائما, ويمكن بسهولة إيجاد العديد من الدراسات المتناقضة النتائج فيما بينها, لذا لا يمكن أخذ أي دراسة نفسية بنفس الجدية التي يمكن أن نأخذ بها دراسة عصبية مثلا بيولوجية.

أستطيع القول من ملاحظاتي الشخصية أن نتائج هذه الدراسة فعلا صحيحة. فالمرأة بطبيعتها ذات العنفوان العاطفي تستلم لحظة الإنفصال لعاطفتها التي تتحكم في ردة فعلها. فتصبح فريسة للبكاء والمزاجات العاطفية المتقلبة وفي بعض الأحيان قد تنمتنع عن الطعام وقد تصاب بالإكتئاب. ولكنني في نفس الوقت أجزم أنها تتخطى هذه الحالة خلال شهر واحد كحد أقصى. فالله قد أودع فينا هذه القدرة على ما أسميه "الشفاء العاطفي" أو ما يسمى بالإنكليزي Emotional Healing.إلا أن الرجل دائما ما يرى أن قراراته لا تخطئ فيعيش حياته بكل سكينة بعد الإنفصال. ولكنه سرعان ما يكتشف أن القرار الذي اتخذه لم يكن حكيما. ويحدث هذا عندما يلمس "بالشكل المادي" الفارق الشاسع بين حياته قبل هذا الإنسان وما بعده. بنظري فإن المرأة هي الطرف الأقوى إذ أنها تعرف كيفية التعامل مع مشاعرها السلبية بطريقة أكثر حكمة من الرجل عن طريق البكاء والفضفضة. وأما الرجل فيحاول أن ينسى عاطفته ويتعامل مع أزمته العاطفية عن طريق"التطنيش" أو الإدمان على الدخان; على سبيل المثال لا الحصر, فيعيش حالة من الإنكار والكبت التي لا تعيشها المرأة بشكل عام.

لا أعرف سبب منطقي فيما يخص العلاقات، ولكن خلال مرحلة الانفصال سواء رجل أو مرأة كلاهما يحتاجان وقت للحزن واستيعاب انتهاء العلاقة لكي يستطيع الشخص استكمال حياته بدون ندم أو شعور بالنقص.

يمكن لأن الفتاة اتخذت مدتها الكافية للتخطي والحزن على فراق شريكها ساعدها ذلك في التخطي أسرع وهذا بالأساس صحي للفرد نفسه. أما بالنسبة للرجال غالبًا يغلب عليهم المكابرة بأنهم ليسوا مهتمين ويمكنهم متابعة حياتهم دون الشعور باختلاف أو نقص، لا يوجد فترة حزن ولا تأقلم ولا تخطي ولا غيره، وفي مرحلة من حياته أقصد الرجل يستشعر هذا النقص والفجوة التي حصلت في حياته ولأنه لم يتعامل معها جيدًا توسعت وأصبح أصعب في أن يتخطاها.

لا أقول أنه قاعدة، ممكن المرأة تتصرف بمكابرة ويحصل لها نفس النتيجة، وممكن بعض الرجال يأخذون وقتهم بالحزن أو حتى يستوعبون الفراق والفجوة في حياتهم، كلا الطرفين ينبغي أن يحزنوا ويأخذوا وقتهم للتخطي قبل اسئناف حياتهم من بعض النواحي أهمهم الناحية العاطفية، وتختلف هذه الفترة من شخص لآخر، قد تكون أسبوع، شهر، سنة كل شخص يتخلف عن غيره.

في نفس الوقت لا أرى أن تكون هذه الفترة طويلة سنة أو أكثر أمر صحي، ولكن لا أحكم فطبيعة النفوس تختلف.

بالفعل ذلك نشهده كثيرا، الرجل لا يشعر بالم الفراق الا بعد مدة، هذا يمكن أن يرجع إلى اختلافات في الطريقة التي يتعامل بها الرجال والنساء مع الانفصال، وأيضًا قد يرتبط بالأدوار الاجتماعية التي يفرضها المجتمع على الرجال والنساء. بعض الرجال يفضلون عدم البوح بمشاعرهم والتظاهر بالقوة، وقد يؤخرون الشعور بالألم حتى يتمكنوا من التعامل معه بطريقة أكثر فعالية. ولكن هذه الاختلافات لا تنطبق على جميع الرجال والنساء على حد سواء، ارى بأنه يمكن أن يتفاوت الأداء النفسي والعاطفي من شخص لآخر.

دراسة فيها مغالطات .. ولاأعرف مصدرها لأتمكن من التحقق بها

هي بلا شك موضوعة .. لأجل تطييب خاطر النساء اللواتي دخلن في علاقات فاشلة .. سواء هم من قاموا بإفشالها أو الطرف الآخر .. ولأجل المكابرة والغرور وعدم الإعتراف بالخطأ

كصاحب تجارب .. أستطيع التأكيد بأن هذه القاعدة خاطئة

فالكل يستطيع تخطي أي تجربة سيئة وإنفصال .. مع الزمن وتأثير النسيان .. وقد تمكنت شخصيا من نسيان وتجاوز أشخاص كنت أعتقد أن ذلك مستحيل ..

الأصح هو أن بداية الإنفصال تكون مؤلمة للجميع بأقصى قدر ،، ثم مع الزمن يصبح كأن شيئا لم يكن