تعاملت مع زميلة لي كانت تعاني من مثل هذه الحالة وكنت متفاجئة في البداية، كيف لا تستجيب لانفعالاتي كرد فعلٍ متوقع؟! كان الموضوع محيراً بالنسبة لي، أكانت تتجاهلني، أم أنه لا يمكنها فعلاً مواساتي و التعاطف معي؟!

بعد فترة من التعامل معها أدركت أنها تعاني من هذه الحالة، حيث يشعر الشخص الذي يعاني من أليكسيثيما بفقدان القدرة على التفكير في مشاعره ووصفها بالكلمات، كما أنه يفتقد التعاطف مع الآخرين نتيجة لعدم قدرته على فهم وإدراك حقيقة شعور ما يشعر به من حوله. أليس غريب؟ الحقيقة أنه يعاني من عجز في إدراك طبيعة كل شعور من مشاعره الإيجابية والسلبية. يبدو هذا الشخص لمن حوله بأنه لا يبالي بمن حوله ومتبلد عاطفياً.

الكارثة أن الأمر لا يقف هنا، بل يزداد ليصل تأثيره وحدته عندما يصاحبه أمراض سيكوسوماتية كالقولون العصبي وارتفاع ضغط الدم، وصعوبات في التنفس، وعسر الهضم والتهاب المعدة والأمعاء، كما يحدث اضطراب في الأداء الجنسي، ووجود آلام أسفل الظهر، والعضلات، ومشاكل الربو والحساسية، والصداع.

كما يرتبط على الجانب النفسي بالتوحد، والتوتر، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطرابات الأكل. ولكم أن تتخيلوا أثر هذه الحالة وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر والبوح منها على العلاقات الاجتماعية بشكل عام، وبالطبع على العلاقات المقربة بشكل خاص.

في أول مرة تم فيها تشخيص حالة الاليكسيثيما عام ١٩٧٠، اعتقد العلماء أن المصاب يدرك المشاعر لكنه يفتقد القدرة على التعبير بها بسبب انقطاع الاتصال بين المراكز العاطفية ومراكز اللغة في نصفي الدماغ.

لكن وفق آخر المستجدات قال دكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى: " أثبتت دراسات حديثة بعد إجراء الرنين المغناطيسى الوظيفى على المخ أن الأشخاص الذين يعانون من تحفظ في المشاعر وبخل عاطفى، لديهم نشاط أقل في المراكز المسئولة عن المشاعر بالمخ مقارنة مع الأشخاص الذين لديهم قدرة على إظهار المشاعر".

هل سبق وتعاملتم مع شخصية تعاني من هذه الحالة؟ وكيف يمكننا التعامل معهم بحكمة؟