كنت في كل مشروع أبدأه أنهال بطرح الاستفسارات على صاحبه، فأقوم بالسؤال عن رأيه في تنفيذ الأمر بالطريقة الفلانية، وتقديم الخيارات ليختار من بينها ما يناسبه. كنت أظن أن هذه الطريقة لا غبار عليها، مثالية. كان هذا حتى جاء الرد في مرة بأن أفعل ما يحلو لي وما أراه مناسبًا! حينها لم ألتفت واستمريت في العمل بالطريقة نفسها حتى تكرر الأمر مع عميل آخر!

حينها واجهت نفسي قائلة، لأعترف، هناك خطأ ما أفعله وعليّ إصلاحه. هل هي طريقتي في السؤال؟ لا بالطبع، لأنه حتى لو كانت الطريقة هي المشكلة فإن العميل لن يترك الحبل على الغارب للمستقل ليفعل ما يحلو له بمشروعه في كل الأحوال. ولكنها بلا شك نوعية الأسئلة التي أطرحها وأهميتها.

لو فرضت على العميل الإجابة على هذا الكم من الأسئلة لكان من الأولى أن ينجز المشروع بنفسه. ما دوري أنا؟ لماذا سيدفع لي سوى ليزيح عن نفسه عبء تنفيذه أو ليحصل على عمل متقن عالي الجودة من مستقل ذي خبرة!

بالنهاية توصلت إلى أنه بدلًا من سؤال العميل عن كل صغيرة وكبيرة بالمشروع، سأخبره عند التسليم بأني فعلت كذا وكذا، وإذا كان لديه تعليق أو تعديل فأنا أرحب به. أصبحت أكتفي فقط بالأسئلة المهمة، وأترك الباقي لخبرتي ونظرتي الشخصية ما لم يحدد العميل نقاطًا معينة لأسير وفقًا لها.

في الواقع وجدت أن الطريقة الحالية أكثر احترافية من ذي قبل.

كيف تتعاملون مع الأسئلة التي تشغل عقولكم أثناء إنجاز المشروع؟ متى يكون سؤال صاحب المشروع ضروريًا ومتى يكون لا داعي له؟