"على الرغم من المسافات الجغرافية، يمكن للوحدة أن تجمع فريقًا من الغرباء وتجعلهم يعملون معًا بتناغم وتعاون." - كارين سيف.

إن سألتموني عن أعظم التحديات التي تواجه العاملين في مجال العمل الحر، سأخبركم بأنّها الوحدة وهو أمر أتحدّث عنه من منطلق تجربة.

فتخيّل أنّك موظّف في إحدى الشركات العاملة عن بعد والتي تتمركز في بلد مختلف عن بلدك. أنت تعمل عن بعد لثمانية ساعات متواصلة وتبقى أمام حاسوبك بدون حراك. وتخيّل أنّك تتعامل مع فريق مكّون من عدد من الأفراد ومدير وعملاء ولا تواصل بينك وبينهم سوى بضعة كلمات مُرسَلة عبر الإيميل أو الواتساب. النتيجة؟ الشعور بالوحدة بعد حين.

على سبيل المثال، فقد عملت عن بعد في إحدى الشركات مع فريق عمل مكوّن من 5 أفراد آخرين. بسبب طبيعة العمل البعيدة وعدم تواجدنا في مكاتب ومكان عمل فعلي، فقد كان بعضنا يشعر بالوحدة والانعزال وضمنًا أنا وهو الأمر الذي أثّر على مزاجنا وإنتاجيتنا.

عندما لاحظ المدير هذه المشكلة، اتخذ القرار بإنشاء منصّة افتراضيّة للتواصل بين الموظّفين تعمل على تقريب المسافات بينهم. تتضمن هذه المنصة مجموعات دردشة ومنتديات لمناقشة المواضيع غير العملية وتبادل الاهتمامات والأخبار الشخصية. كما تم تخصيص أوقات للمحادثات الغير رسمية والتعارف بين الزملاء.

برأيي فقد كانت هذه الخطوة ناجحة كونها كسرت الجليد بين زملاء العمل وبدّدت شعور الوحدة الذي كنّا نشعر به دائمًا.

برأيكم أنتم، هل هذه الخطوة (إنشاء منصّة افتراضية) كفيلة بإحداث نقلة نوعيّة في أداء الموظّفين العاملين عن بعد؟ وما هي الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها؟