يعرّف الأخصائي النفسي برايان روبنسون إدمان العمل بأنه: "أكثر الاضطرابات النفسية أناقة" في إشارة إلى أنه يُنظر للمصطلح عادة بنظرة إيجابية لا سيّما من قبل أرباب العمل. 

وفي اطلاعي على العديد من المقالات التي تناقش أسباب نجاح ريادة الأعمال لفت نظري أحد سلبيات ريادة الأعمال والتي تتضمن:

" العمل لساعات طويلة لأنّ المجتمع أو الجهة المانحة تتوقع التغيير وردّ الفعل السريع مما يجبر رياديّ الأعمال للعمل لساعات طويلة من أجل الإنجاز وإثبات النتائج".

بحثت في الموضوع، هل ساعات العمل الطويلة تعتبر متطلب لنجاح المشروع، أم عبء عليه؟ وهل قضاء الموظف ساعات عمل طويلة يعني إنجاز المطلوب منه بشكل أسرع؟ 

لو كنت صاحب مشروع وأعلنت عن وظيفة معدل العمل فيها 5أيام بمعدل 8ساعات يومياً، وتقدم للوظيفة شخصان، أحدهما أخبرك بأنه مستعد للعمل 16ساعة يومياً بمعدل 6أيام، في المقابل أخبرك الثاني باستعداده للعمل 8ساعات يومياً ولمدة 5أيام، وبنفس الأجر، فمَن تختار؟

بالنسبة لأرباب العمل الباحثين عن الربح السريع، سيجدون من الخيار الأول تشجيعاً، فموظف عن اثنين، بنفس الشروط والأجر أمر يعني أرباحاً أسرع، لكنّ أرباب العمل ذوي النظرة البعيدة يرون الأمر من زاوية أخرى، فحين يعتقد المتقدم الأول أنه الخيار الأمثل، يرى ربّ العمل ذي الباع الطويل في مجال المشاريع بأنّ ذلك المتقدم ليس مقنعاً، أولاً لأن الإعلان عن الوظيفة كان حسب متطلبات العمل واحتياجاته، وعلى الرغم من استعداد المتقدم للعمل لساعات طويلة إلا أنّ هذا يشكل خطراً محتملاً.. فأن يكون المتقدم من مدمني العمل سيعني مستقبلاً قيامه بالمهام المطلوبة منه تحت غطاء الشعور بالذنب والمسؤولية، وليس بدافع الرغبة بالقيام بالمهمة، إضافة لما يحتمله الموضوع من زيادة عدد الأخطاء في تنفيذ المهمة فتأخير في الإنجاز وتأخير في تسليم المطلوب، مما يعني زيادة في الإنفاق وخسارة ثقة الزبائن، عدا عن الأضرار الجسدية والنفسية التي قد تصيب العامل بسبب ساعات العمل الطويلة.

يمكن لأيّ مشروع تقديم الخدمة الأفضل في الوقت الأمثل، بوضع نظام عادل ومرن لساعات الدوام، ففي النهاية هنالك نتيجة مطلوب الوصول إليه، وتحقيقها بالوقت الأقل سيكون خياراً أفضل.

وأنتم ما رأيكم؟؟