كانت هناك فرصة للترقية في قسم المبيعات وأنا حاليا أحد المرشحين لها، ربما أحصل آخيرا على عليها نظيرا لما قدمته للمؤسسة. كنت أنا وطارق نقوم بدردشة ودية ليطرح علي فكرة كانت تحوم داخل رأسه ويريد أن يحولها إلى أرض الواقع حول إنشاء مؤشر أداء يساعد على فهم سلوك العميل والوقت المناسب لطرح المنتجات فقد كان ذلك المؤشر ذو جدوى لطارق في مهامه ويريد تعميمه على كافة المؤسسة، وعند بدأنا النقاش حول هذه الفكرة وطرق تطبيقها، مر علينا منصف وحشر أنفه بيننا، أردت جعل طارق يتوقف عن متابعة النقاش بطريقة غير مباشرة لأنني قد لاحظت بأن منصف بدأ يكثر الأسئلة حول موضوع الفكرة وقد أثار شكي حول أسئلته، لكن طارق واصل الحديث معه، وتركتهما وتوجهت لمكتبى لأسلم بعض التقارير للإدارة، عندنا عرف في المؤسسة بأن نفوض أحدهم ليقوم بجمع التقارير وتسليمها للإدارة لكن أردت هذه المرة أن أذهب شخصيا لتقديم بعض التقارير المطلوبة وكنت أريد أن أبدي رأيي في بعض النقاط للتحسين ، لأتفاجأ بأن المدير بدأ بسؤالي عن سبب التأخير فقد كان العجز بنسبة 25 بالمائة وقد عرض علي ملف تقدمي، بدا السؤال مخادعا بالنسبة لي ، لا اتذكر أنني متأخر عن البرنامج، فحاولت أن أبين له أنه ربما يكون هناك خطأ في البيانات وسأتوجه وأجري مراجعة أخرى للتأكد. ولم اجد فرصة حتى لإيضاح سبب قدومي له.
إلقيت بعدها بخالد ليخبرني هو الآخر بما نسب إليه هو أيضا حول تراجع مبيعات بعض المنتجات بالإضافة إلى آخرين نسب إليهم بعض التقصيرات . لاحظت أن الإدارة تغير تصرفها تجاهنا بطريقة غريبة وتنسب إلينا أخطاء لا نعرف عنها شيأ، بالرغم من تلك الإتهامات والأخطاء التي تبدو ملفقة وغير صحيحة فقد أثرت في تلك اللحظة سلبًا على صورتنا المهنية وأظهرتنا بمظهر غير كفء وغير موثوق.
مازلت لم أعطي للمدير ردا موضوعيا ولأنني أحب أن أترك أثرا مكتوبا عند تسليم العمل تجدني دائما ما أحتفظ بنسخة من التقارير التي أقدمها، وخلال مقارنتي للبيانات التي في تقريري وجدتها مختلفة تماما عما هي عليه عند المدير. بدأت أسترجع الأفكار لأفهم ما حدث، اردت جمع الكمية الكافية من المعلومات قبل ردي على المدير كي لا أظهره بمظهر الكاذب ، أما الآن لدي إجتماع.
حضرت ذلك الإجتماع وعندما وصل دور منصف بدأ بطرح فكرته الجديدة على الإدارة على شكل عرض تقديمي، لاحظت شيأ غريبا أليست هذه نفسها فكرة طارق. حتى طارق تبدلت تعاببر وجهه.
ومازال إختلاف البيانات بين ما عندي وعند المدير يبحث عن حل داخل أفكاري ، تذكرت حينها أن في آخر مرة قام منصف بجمع التقارير واعطاها للإدارة، بدأت الشكوك تتزايد من ناحيتي حوله، هل يمكن أنه تجاوز الحدود بدءا من سرقة أفكار زملائه وصولا إلى إجراء تعديلات على بيانات مهمة في تقريري قبل تسليمه. وربما في تقارير زملائنا الآخرين.
والشيء الغريب أنني لم أكن الوحيد فقد لاحظت أنا والزملاء في الآونة الأخيرة شيأ مثيرا للشك، حول منصف فدائمًا ما يكون في موقع متميز ويبدو أنه يعرف الكثير عن خططنا وأعمالنا، كما لاحظنا أنه يقوم بالتقرب من الادارة وإظهار نفسه على أنه الموظف المثالي، فقررت أنا وبعض الزملاء إجراء تحقيق وجمع الأدلة اللازمة لفهم الأمر بدون أن نخطء في حق زميلنا، ربما تكون مجرد تكهنات. قدمنا تقاريرنا لمنصف ليوصلها للإدارة كما فعلنا المرة الفائتة لكن كل واحد منا احتفظ بنسخة، لنكتشف لاحقا الأفعال غير الأخلاقية التي كان يقوم بها, هل تدمير صمعة زملائه المهنية مبرر كاف لتسلق السلم الوظيفي. فهل يمكن للطرق غير الأخلاقية أن توفر النجاح، بالرغم من العار الذي يكتسي صاحبها؟
السؤال الأكثر جدية
كيف نتعامل مع موقف كهذا بأسلوب مهني؟
التعليقات