"لقد كرهت هذه الوظيفة، لم أخرج منها سوى بعاهة جسدية، لماذا تريدون مني الإستمرار؟ "

كان هذا رد أحد أفراد عائلتي عندما كان يريد ترك العمل، وكان الجميع ينصحه بالعدول عن ذلك القرار، لأن لديه أطفال ومسئوليات تحتم عليه التحمل من أجلهم. 

لقد كان يعمل بجد وإجتهاد رغم أن الوظيفة متعبة، ولكن مع الوقت أصبح اجتهاده لا يُرى من مرؤسيه وأصبحوا يتحاملون عليه و يطلبون المزيد حتى تعرض لإصابة قدمه بالرباط الصليبي وقام بإجراء عمليات جراحية وكان السببا لمجهود الزائد، ونصحه الطبيب بتغيير نشاط عمله حتى لا يخسر قدمه مستقبلاً.

بالنهاية اتخذ قراره وترك العمل فعلا ومر بفترة عصيبة حتى وجد وظيفة أخرى ووضعه مستقر الآن بفضل الله. 

في الحقيقة كنت مع الذين ينصحون بعدم ترك العمل حتى لا يتعرض للديون والضغوط من متطلبات الحياة، ولكني راجعت نفسي بعدها بفترة، هل كان ذلك القرار سليم وبالوقت المناسب أم أنه كان يجب عليه التحمل حتى يجد البديل؟

واحترت متى يجب فعلا أن نترك العمل بصورة حتمية حتى مع عدم وجود بديل؟ ألا تظنون أنها مخاطرة؟