تكلفة الفرصة البديلة! ما علاقتها باتخاذ القرارات؟

ما رأيكم في الفرصة البديلة وتكاليفها؟ وهل تقومون بالاعتماد على تحليلها ودراستها قبل اتخاذ قراراتكم اليومية والمصيرية؟

تكلفة الفرصة البديلة من المفاهيم المهمة في عالم الإقتصاد، وفي علم الإقتصاد عادة ما تقترن بمفهوم آخر وهو منحنى إمكانية الإنتاج (production possibility curve) وهو المنحنى الذي يعرض البدائل التي يمكن للمجتمع الحصول عليها من الموارد الاقتصادية المتاحة (باعتبار الاستغلال الأمثل لهذه الموارد)، وبعيداً عن المفاهيم الإقتصادية المركبة، تكلفة الفرصة البديلة أو تقييم الفرص البديلة هي من أهم العمليات التي ينبغي اعتمادها في اتخاذ القرارات أو حل المعضلات التي من الممكن أن تظهر خلال العمل، حتى نصل إلى قرار أكثر دقة وأفضل تأثيراً، وبرأيي في حياتنا اليومية قد يقلل الشعور بالحسرة الذي قد يعقب اتخاذ اي قرار او تفضيل خيار على آخر.

على سبيل المثال هذا ذكرني بحالة التنافر المعرفي (Post-purchase dissonance) التي يمرّ بها أغلب المشترون بعد التسوق بالأخص عندما يقوموا باختيار منتج على حساب منتج آخر، فيبدأ المشتري بالتفكير والندم .. ترى هل كان المنتج الآخر هو الخيار الأفضل؟ ماذا لو أنني قمت بشرائه هو؟

المشكلة في هذه الأفكار أنها تراودنا بعد القرار (الشراء)، ولكن فيما إذا قمنا بتقييم المنتجات بشكل أكثر وعياً قبل الشراء مراعين بذلك تكلفة الفرصة البديلة التي ستواجهنا من الخيار الذي تم التخلي عنه قد يساعدنا ذلك في تخفيف حدة هذه الأفكار.

أما من الناحية الإدارية فأعتقد أن تكلفة الفرصة البديلة تحوز الأهمية الكبرى في اتخاذ القرارات الإدارية في الشركات، لأنها مرتبطة بشكل كبير بآداء الشركة ومواردها ونجاح قراراتها وكفاءتها، لذلك على الرغم من ارتباط المفهوم بالاقتصاد بشكل أساسي إلا أن تطبيقاته تتعدى إلى شتى مجالات الحياة والقرارات الشخصية.

اكثر مثال استخدمه لشرح تكلفة الفرصة البديلة

صديقي مهندس مهتم بافتتاح محل شرقي في الدولة الاوربية التي يقيم بها ... وبعد حسابه للتكاليف والدخل يجد الربح السنوي

٥٠٠٠٠ مثلا وهو جيد بالمقابل مع الرأس مال

هنا اخبره بأنه نسي تكلفة مهمة ( تكلفة الفرصة البديلة ) وهي تخلييه عن الوظيفة أي ٤٥٠٠٠ مثلا.

عندها يكون ربح المشروع ٥٠٠٠ فقط

ملاحظة: هنا نجد ان نفس المشروع قد يكون مغري اكثر لشخص فرصته البديلة ٣٠٠٠٠

أي مربح المشروع ٢٠٠٠٠ وهو ٤ اضعاف المثال الاول.

جميعنا يستخدم مصطلح تكلفة الفرضة البديلة وذلك بشكل لا إرادي لكن للأسف نستخدمه بعد فوات الأوان وهنا يصبح التفكير بالموضوع نوع من الندم وجلد الذات فمثلاً منذ فترة كنت بحيرة أمام أمرين خلال أسبوع من الزمن إما تنفيذ عمل أجني من خلاله مبلغ مالي وإما السفر لأسبوع سعيًأ وراء عمل آخر فاخترت السفر ولكن للأسف كان المشروع فاشلاً وتكبدت تكاليف وعناء السفر وفوق ذلك خسرت ما كنت سأجنيه من العمل الأول لكن هنا لا ينفع الندم بل حاولت عدم التفكير بالأمر ومواساة نفسي.

لذلك الاعتماد على التحليل والدراسة هو الحل الأفضل قبل إجراء تجربة الفرصة البديلة لكن ذلك لا يعني بأن النتائج ستكون إيجابية فربما بعد دراسة وتحليل يقع اختيارنا على الأسوأ ولكن هي من باب "اعقلها وتوكل"

ما رأيكم في الفرصة البديلة وتكاليفها؟

أعتقد أن الأمر مرتبط أكثر بأهداف كل شخص أكثر منها دراسة وتحاليل للتكاليف والقيمة العائدة عنها، ففي حالة المثال الذي أشرت إليه يمكن اعتبار اكمال الدراسات العليا هو الخيار الأفضل لان الشخص يطمح في خوض المجال الاكاديمي وبالتالي عليه أن يتحمل تكاليف عدم دخوله في سوق العمل لانه يطمح في مسار عمل يستلزم منه مواصلة الدراسة، أما إذا كان الشخص يطمح وراء بدء السعي في جني المال وتأمين حياته المادية فالخيار الأفضل له هو بدء البحث عن عمل فور تخرجه، فالأمر برمته مرتبط بما يطمح إليه الشخص لأن في كل خيار تكون له تكلفته.

بالطبع، يمكن أن ننظر إلى التكلفة البديلة بزاوية مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن يعتبر البعض أن الركز على التكلفة البديلة يمكن أن يؤدي إلى التركيز المفرط على الجوانب المالية ويتجاهل الجوانب الشخصية أو المهنية. في بعض الحالات، قد يكون الاستثمار في تجربة تعليمية إضافية يعود بالنفع على المدى الطويل، حتى لو كانت التكلفة البديلة على المدى القصير أكبر.الاعتماد على تحليل التكلفة البديلة يعتمد على السياق الشخصي والمهني، وقد يكون هناك أحيانًا حاجة للتوازن بين الفوائد المالية والتطوير الشخصي أو المهني. لذا هل ترى أن هناك تحديات أو فوائد أخرى تتعلق بالتكلفة البديلة؟

نمر يوميًّا كروّاد أعمال وكمستهلكين ومواطنين في تجارب تختبر قدرتنا على اختبار تكلفة الفرصة البديلة. كروّاد أعمال مثلًا نكون أحيانًا بين فكرتين لمشروع استثماري، فكيف نحدّد ما الأنسب؟ أوّلًا نحدد الخيارات المتاحة. ثمّ نفكر في الفرض التي نحصل عليها في اتخاذ القرار والتضحية التي سنضحي بها مقابل تنفيذ قرار ما. فهل عليّ مثلًأ كصاحب شركة أن أتبع استراتيجية القيادة التحويلية لشركتي الناشئة أن استراتيجية القيادة الأخلاقية؟ المفاضلة ليست سهلة خاصة عندما يكون الخياران جيدين. ولكن يتطلب الأمر تفعيل مهارات التحليل النقدي لاختيار الأفضل .