منذ أن كنت صغيرا وانا لا استطيع الاستمرار في أي شيء مثلا عندما افكر في فكره ما و ابدا في تنفيذها لا استطيع الاستمرار لمدة كافية والان أصبح الوضع اسوء حاولت ازالة المشتتات لكن لم ينفع الأمر الي أن توصلت إلى أن ما أحتاجه هو الانضباط الذي يجعلني القيام بما هو واجب على و و اتخطى حاجز الملل من دون انتظار مكافآت لا اعرف كيف اقوم ببناء انضباط ذاتي اتمنى أن تشاركوني خبراتكم
كيف يمكنني بناء انضباط ذاتي
طالما الامر لايتعلق بمسؤولية انت مجبر عليها فلن تتمكن من الانضباط بنسبة كبيرة جداً واذا كانت لديك مسؤوليات كبيرة فان موضوع الانضباط اقرب للخيال، واذا كان هذا الانضباط سيؤثر على نتاج مسؤولياتك (مثلا دراستك او اهتمامك بعائلتك) فهذا اسوء بكثير.
لكن بالنهاية، ما هو الشيء الذي تسعى للانضباط فيه بالتحديد؟
هناك حل واحد صغير وهو ان تجعل هدفك الكبير مقسم لاهداف صغيرة
والاهداف الصغيرة مقسمة لاهداف متناهية الصغر
والاهداف متناهية الصغر مقسمة الى مهام يمكن انجازها اما في نصف يوم او يوم او يومين. واذا كانت اكثر من ذلك تقوم بتقسيمها اكثر
الاهداف متناهية الصغر تنتهي في اسبوع الى شهر
الاهداف الصغيرة تنتهي في خلال شهرين الى ثلاثة
يجب ان تكون انجازاتك في الاهداف المتناهية الصغر قابلة للاستهلاك او الاستخدام او النشر (حسب نوعية الشيء الذي تريده)
طالما الامر لايتعلق بمسؤولية انت مجبر عليها فلن تتمكن من الانضباط بنسبة كبيرة جداً واذا كانت لديك مسؤوليات كبيرة فان موضوع الانضباط اقرب للخيال
أحيانا المسؤولية تكون أكبر عائق لعدم الانضباط، فأحيانًا ينبثق منها إحساس الخوف وتكون ضغطًا على الشخص وبالتالي يفشل في تحقيق الانضباط في السعي وراء أهدافه.
المسؤولية هي دافع للالتزام إلى حد معين. بعد هذا الحد قد تسبب الشلل ويصبح الإنسان غير قادر على التحرك للأمام خطوة واحدة.
من المهم أن تعلم لماذا لم تنضبط بالهدف، هل المشكلة في حجم المهمة، يعني توكل نفسك بمهمة كبيرة فتبدأ بحماس ثم ينخفض أم لأن الوقت الذي تحدده ليس مناسبا ويمثل ضغط لك فتثبط همتك، أو المهمة من البداية غير قابلة للتحقق، مهم جدا قبل أن تضع المهم أن تكون SMART goal محدد وقابل للقياس، ويمكن تحقيقه ويكون ذو صلة بما تريد تحقيقه بحياتك المهنية أو الشخصية، ومحدد بوقت، وبذلك ستتمكن من الالتزام به مع الوقت
من المهم أن تعلم لماذا لم تنضبط بالهدف، هل المشكلة في حجم المهمة
أحيانًا يكون التسويف وعدم الانضباط إما بسبب أن المهمة سهلة جدًا فنسوفها اعتقادًا أننا يمكن أن ننجزها في أي وقت فهي سهلة في ظاهرها، أو إما لأن المهمة نراها صعبة جدًا فنؤجلها أو نبدأ وننقطع عنها بعد أن اكتشفنا تعقيدها. وقد حدث هذا معي في إحدى الدورات التي اشتركت فيها، كنت متحمسة جدًا للبدء وبعد البدء اكتشفت أن الأمر يبدو معقدًا فعلًا وليس بالسهولة التي توقعتها، فبدأت أتقطع في الحضور، وأسوف المتابعة، وأخيرًا انقطعت تمامًا عن الدورة. وبعد فترة توقفت مع نفسي لأحاول حصر الأسباب التي وجهتني نحو التسويف والانقطاع، فوجدت أولًا: المهمة صعبة فعلًا، ثانيًا: أدواتي كانت غير مكتملة تمامًا وهو ما يزيد المهمة صعوبة في المتابعة، ثالثًا: مقدم الدورة كان أسلوبه غير تفاعلي، بعدها اشتركت في نفس الدورة مع مقدمة أخرى ذات أسلوب تفاعلي رائع، واستكملت أدواتي ومصادري، وجزأّت تلك المهمة الصعبة إلى مهام صغيرة جدًا وركزت على كل محاضرة بعيدًا عن النظر لما سيأتي بعدها، لأن هذا كان يعطلني ويحبطني. والحمد لله أنا مستمرة حاليًا بحافز أكبر.
يجب أن تخلق دافع وتحفيز، هنا لا أتحدث عن مصطلحات عشوائية بل تقريباً مصطلحات كل ناجح تكلّم عنها، الدافع هو ما يدفعك للأمام وهذا يجب أن يكون شيئاً في الماضي تريد التخلّص منه، لا بد وأنك تعيش نقائص كثيرة في حياتك وأمور صعبة أنت لست برضى عنها، سجّل هذه الأمور على ورقة وقلم، سجّل الأهم منها واطبع الصورة وعلّقها بغرفتك، هذا ما يجب أن تهرب منه، الآن يبقى الحافز والتحفيز، بالتحفيز تضع هدف محدد قابل للقياس في المستقبل القريب، إذا حددته جيداً بشكل قابل للقياس مادياً وزمنياً فهذا ممتاز، الآن مع دافع وحافز ينقصك الإيمان بنفسك، أنا أحب أن يكون إيمانك عالي بالله وهذا الإيمان هو ما سيجعلك فعلاً تقول: لمَ لا - قد تكون خلطة تقليدية ولكنّها مجرّبة، بالمناسبة سمعت حتى رونالدو أنه ينفّذها قبل أيام بمقابلة قديمة مع بيرس مورجان.
افكر في فكره ما و ابدا في تنفيذها لا استطيع الاستمرار لمدة كافية
لا يكفي فقط أن تمتلك فكرة بل أن تحولها لهدف واضح ومن الأفضل أن تكتبه، بعدها حاول البحث في كل المصادر عن كيفية تنفيذ هذا الهدف واختر أكثر الطرق والخطوات الملائمة لك وتناسب قدراتك (وإن كانت تنقصك مهارة فلا مانع من محاولة تعلمها)، دون تلك الخطوات في صورة مهام وضع ملاحظات عن كيفية القيام بها، وحاول تنفيذ كل منها بالترتيب حتى تصل لهدفك. قد تبدو تلك الطريق نظرية لكن إن اتخذتها كتمارين تتدرب بها على أهداف صغيرة اسبوعية أو شهرية فستصبح عادة لديك، لا يهم حجم الهدف فقط بالممارسة ستعتاد هذا النهج مع الاهداف الكبيرة.
كانت تواجهني نفس المشكلة، يمكنك أن تربط النتيجة بالهدف، بمعنى أنني مثلا حاليا أربط الحصول على دورة معينة متخصصة في الجانب المالي وتقييم الشركات بأنني سوف أطبق ما تعلمته في الدورة وهو النتيجة على بعض المشاريع خلال 6 أشهر ثم أجمع الأموال التي حصلت عليها في هذه المشاريع وأسافر مع أسرتي للقيام بالعمرة.
لقد ربطت نتيجة للوصول إليها بهدف أريد تحقيقه بعد إنجاز هذه النتيجة وبذلك خلقت حافز شخصي لنفسي يجعلني أستمر في هذه الدورة وأحولها من شيء اختياري من المحتمل تركه إلى فرصة يجب استغلالها.
التعليقات