يقول الروائي أناتول فرانس: "ابحث انت عن المعرفة ، فالمعرفة لا تبحث عن أحد"، فالمعرفة اليوم أصبحت شيء أساسي في حياتنا، لِذا اردت التعرف على ماهية هذا المصطلح وما هو مصدره وما أساسه؟
المعرفة، ما هي وما أساسها ومصدرها؟
المعرفة هي مصطلح يدل على إدراك صور الأشياء وصفاتها ومعانيها سواء كانت ذات وجود موضوعي أو ذهنية فقط.
للأسف لم يتم تدريسنا ولا في أي طور دراسي عن المعرفة واهميتها فكيف بمصادرها وغيرها، لكن هذا لا يعني أن لا نبحث بأنفسنا.
تتمثل مصادر المعرفة في خمس مصادر وهي:
- الحدس والالهام: الإلهام هو ما يلقيه الإله في روع الإنسان ويظهر ذلك بكثرة عند طوائف الصوفية المختلفة الذين يؤمنون بالالهام والحدس. ويرى بعض الفلاسفة أن الحدس هو أشبه بالغريزة عند الحيوان.
- العقل: لا يمكن اعتبار العقل المصدر الوحيد للمعرفة لكن هناك فلاسفة عقلانيين يعتمدون ذلك .
- الحس والتجربة: وهناك أيضا من يرى أن الحس والتجربة هو مصدر من مصادر المعرفة وهناك من اعتمدها وحدها وأنكر غيرها، مثل المذهب الحسي في الفلسفة الذي يعتمد فقط على الحواس الخمسة.
- الاجماع: لايعتبر الإجماع مصدرا أساسيا للمعرفة لكن هناك من يدرجه من المصادر المهمة للمعرفة. ذلك لأن المجتمع يتحكم في بعض الأمور والأفكار...
- الوحي: وهو كل ما أوحى به الله إلى أنبيائه ويختلف حسب الديانات والمدينين بها. يأخذ بالوحي أغلب المتدينين لكن الفلاسفة تباينت مواقفهم منه .
المعرفة هي من أهم ما يُعنى به الانسان ولشدة أهميتها أطلق مصطلح نظرية المعرفة من طرف جيمس فريدريك. التي تدرس مصادر ووسائل أنتاج المعرفة.
ويمكن أن نستقي المعرفة من خلال التجارب والتواصل وحتى الطبيعة وكل كا يمر به الانسان خلال رحلته في الحياة.
المعرفة هي معرفة أو إدراك أو فهم لشخص أو شيء ما ، مثل الحقائق أو المعلومات أو الأوصاف أو المهارات ، والتي يتم اكتسابها من خلال الخبرة أو التعليم من خلال الإدراك أو الاكتشاف أو التعلم.
يمكن أن تشير المعرفة إلى فهم نظري أو عملي للموضوع. يمكن أن يكون ضمنيًا (كما هو الحال مع المهارة أو الخبرة العملية) أو صريحًا (كما هو الحال مع الفهم النظري للموضوع) ؛ يمكن أن تكون أكثر أو أقل رسمية أو منهجية. في الفلسفة ، تسمى دراسة المعرفة نظرية المعرفة.اشتهر الفيلسوف أفلاطون بتعريف المعرفة على أنها "اعتقاد صحيح مبرر".
ومصادر المعرفة تتمثل في :
- الخبرة
الخبرة مصدر معرفة مألوف وجيد الاستخدام.
من خلال التجربة الشخصية ، يمكنك العثور على إجابات للعديد من الأسئلة التي تواجهها. الكثير من الحكمة التي تنتقل من جيل إلى جيل هي نتيجة التجربة. إذا لم يكن الناس قادرين على الاستفادة من الخبرة ، فسيكون التقدم متخلفًا بشدة. في الواقع ، هذه القدرة على التعلم من التجربة هي سمة أساسية للسلوك الذكي.
- السلطة
بالنسبة للأشياء التي يصعب أو يستحيل معرفتها من خلال التجربة الشخصية ، يلجأ الناس كثيرًا إلى سلطة ؛ أي أنهم يسعون للحصول على المعرفة من شخص لديه خبرة في المشكلة أو لديه مصدر آخر للخبرة. يقبل الناس كلمة السلطات المعترف بها كحقيقة.
- المنطق الاستنتاجي
ربما قدم الفلاسفة اليونانيون القدماء أول مساهمة مهمة في تطوير نهج منهجي لاكتساب المعرفة. قدم أرسطو وأتباعه استخدام التفكير الاستنتاجي ، والذي يمكن وصفه بأنه عملية تفكير ينتقل فيها المرء من المعرفة العامة إلى المعرفة المحددة من خلال الحجة المنطقية. تتكون الحجة من عدد من العبارات التي تقف فيما يتعلق ببعضها البعض. البيان النهائي هو الاستنتاج ، والباقي ، المسماة المباني ، يقدم أدلة داعمة. القياس المنطقي هو نوع رئيسي من التفكير الاستنتاجي. يتكون القياس المنطقي من فرضية رئيسية وفرضية ثانوية تليها نتيجة.
- التفكير الاستقرائي
لاحظ أنه في التفكير الاستنتاجي ، يجب أن تعرف المبنى قبل أن تتمكن من الوصول إلى نتيجة ، ولكن في الاستدلال الاستقرائي ، تصل إلى نتيجة من خلال ملاحظة الأمثلة والتعميم من الأمثلة على الفصل أو الفئة بأكملها.
لا يوجد تعريف واضح ومتبع للمعرفة لكن يمكننا أن نقول أنها كل ما يقلل دائرة جهلنا بشيء ما وهو يدل أيضًا على إدراك صور الأشياء أو صفاتها أو إدراك المعاني المجردة خلفها. سواء كان لتلك الأشياء التي نعرف عنها وجود موضوعي أو في العقل فقط.
ومصادر المعرفة كثيرة ولكن في أغلب أنواع المعرفة من الأفضل أن نتحرى وسيلة ومصدرًا موثوقًا يتبع سبيلًا واضحًا وهذا ما سأوضحه الآن.
بعض الفلاسفة يقسمون مصادر المعرفة لثلاثة وهو العقل والتجربة والحدس ولكن يوجد تقسيمة أخرى أحدث تقسمهم لخمس أنواع هم الحدس/الخبرة والتجربة /الاجماع والسلطة/ العقل والاستنتاج/المنهج العلمي
- العقل والاستنتاج: واحدة من أهم طرق اكتساب المعرفة هي تفعيل العقل عن طريق الملاحظة وتجميع البيانات واستخدام المنطق في الاستقراء والاستنتاج. وكذلك تحليل الواقع أمامنا وما نقرأه أو نشاهده ونجمعه من ملاحظات وتأملات عن العالم.
- الخبرةوالتجربة: والخبرة تأتي من التجربة حيث أن ما ينتجه العقل يكون في البدء مجرد نظريات لكن عن طريق خوض المواقف الحقيقية والتنفيذ والوقوع في الأخطاء ومن ثم تصحيحها نكتسب الخبرة ونتعلم الكثير من الأشياء التي لا يمكن وصف بعضها بالكلمات.
- الحدس: من كثرة التجارب تنشئ غريزتنا الإنسانية الحدس وهو شعور ينتابنا ناحية أمر ما دون الحاجة إلى تحليله بشكل منطقي وكلما زادت خبرتنا وتجاربنا كلما أصبح حدسنا مصقولًا أكثر ويمكنه وحده أن يحمينا من الكثير من المصاعب ويفتح الطريق أمامنا لمعرفة جديدة.
- المنهج العلمي: المنهج العلمي أو الطريقة العلمية هو تبلور اجتماع النقاط السابقة. حيث لإثبات أو اكتشاف شيء جديد بطريقة علمية نبدأ بتجميع البيانات ثم وضع الفرضيات ومحاولة إثباتها وهكذا حتى نصل لفرضية لا يمكن دحضها وقد ناقشنا من قبل في حسوب الطريقة العلمية في التفكير واستخدامها في حياتنا.
- السلطة والاجماع: لأننا لسنا في هذا الكون وحدنا ولا يمكننا جمع كل معارفه بأنفسنا ففي هذا الوقت نحتاج لتصديق العلماء ممن خاضوا كل هذه الرحلة بأنفسهم ثم خرجوا بمعلومات موثقة ووضعوها في الكتب والمجلات العلمية لنطلع عليها ونصدقها. فلا يمكن لكل إنسان أن يبني المنزل من أول حجر فيه ولكننا نكمل على ما بناه من سبقنا ومن أفنى عمره في هذا البناء.
وفي إطار ما ذكره الأصدقاء حول مصادر المعرفة وأهميتها، فأنا أفضّل أن أتطرّق إلى واحد من أهم البنود التي تميّز مفهوم المعرفة بشكل عام، وهو صفات المعرفة. إذا كنّا نستطيع الاستقرار على تعريف معيّن للمعرفة، فإن هذا التعريف بالتأكيد له مجموعة من الخصائص، التي يمكننا من خلالها التعرّف على المعرفة أو مصدرها. وأهم صفات المعرفة ومميّزاتها ما يلي:
- هنالك تشابه كبير بين المعرفة والثروة فيما يخص شعور الإنسان تجاه كلٍّ منهما، حيث أن العكش نحو المعرفة يمثّل العطش نحو الثروة، فكلاهما لا يكفي أبدًا مهما امتلك منهما الإنسان قدرًا كبيرًا، حيث يشعر من شرب في المرة الأولى من مصدر المعرفة بأنه يرغب في تناول المزيد إلى الأبد.
- المعرفة لا تضمحل أو تتضاءل أبدًا.
- تتمثّل المعرفة في ثلاثة محاور رئيسية لا بد لها أن تكون محصورة في أحدهم على الأقل: الحقيقة، والبرهان، الإقناع المنطقي.
- القيم الواقعية والحقائق تعتبر العماد الأساسي للمعرفة.
- المعرفة غير محدودة.
- قيمة المعرفة في نقلها ونشرها.
توجد العديد من الأنواع من المعرفة وتختلف هذه الأنواع حسب الأساليب والطرق التي وصلت لنا منها، وقت اكتسابها والنتائج منها، ومن بين هذه الأنواع نجد:
المعرفة الواضحة الصريحة
المعرفة الصريحة هي المعرفة التي تغطي الموضوعات التي يسهل توثيقها بشكل منهجي (كتابيًا) ومشاركتها على نطاق واسع: ما نفكر فيه على أنه معلومات منظمة. في مجال العمل عندما تتم إدارة المعرفة الواضحة بشكل جيد ، يمكن أن تساعد الشركة على اتخاذ قرارات أفضل وتوفير الوقت والحفاظ على زيادة في الأداء.
يمكن للشركات مشاركة المعرفة الواضحة من خلال الحفاظ على معلومات موثقة جيدًا في قاعدة معرفة الشركة. تتضمن أمثلة المعرفة الواضحة أشياء مثل الأسئلة الشائعة والتعليمات والبيانات الأولية والتقارير ذات الصلة والمخططات والورقة الواحدة ومجموعات الشرائح الإستراتيجية.
المعرفة الضمنية
المعرفة الضمنية هي في الأساس المهارات المكتسبة أو المعرفة. يتم اكتسابها من خلال أخذ المعرفة الصريحة وتطبيقها على موقف معين. إذا كانت المعرفة الصريحة عبارة عن كتاب عن ميكانيكا الطيران ومخطط تخطيطي لقمرة القيادة بالطائرة، فإن المعرفة الضمنية هي ما يحدث عندما تقوم بتطبيق هذه المعلومات من أجل الطيران بالطائرة،
قد يكون توثيق المعرفة الضمنية أكثر صعوبة من المعرفة الواضحة.
المعرفة الإجرائية
تركز المعرفة الإجرائية على "كيفية" عمل الأشياء ، ويتم إظهارها من خلال قدرة الفرد على فعل شيء ما. حيث تركز المعرفة التوضيحية بشكل أكبر على "من وماذا وأين ومتى" ، تكون المعرفة الإجرائية أقل وضوحًا وتظهر من خلال العمل أو موثقة من خلال الكتيبات.
المعرفة الأولوية
المعرفة المسبقة ويتم اكتسابها بشكل مستقل عن الخبرة أو الأدلة. غالبًا ما يتم مشاركة هذا النوع من المعرفة من خلال التفكير المنطقي أو قدرة الفرد على التفكير بشكل مجرد. على الرغم من أن المعرفة المسبقة ليست بالضرورة موثقة ، إلا أنها تظهر غالبًا في شكل قدرة الفريق على الفهم والاستدلال عند مواجهة المواقف.
يمكن أن تتضمن أمثلة المعرفة المسبقة قدرة الفرد على التفوق في الرياضيات ، أو التفكير المنطقي نظرًا لقدرته الطبيعية على فهم المعلومات وتفسيرها دون الحاجة إلى مزيد من التوضيح.
لا يوجد تعريف موحد للمعرفة، ولكن يمكن أن نقول بكل بساطة أنها فهم واكتشاف يخرجنا من دائرة الجهل بخصوص موضوع معين. أما بخصوص مصادر المعرفة، فهي كالتالي:
١-الخبرة: فمن خلال تجاربنا وخبراتنا، نكتشف بأنفسنا إجابات عن الكثير من الأسئلة دون أن يتم تلقيننا إياها. والكثير من الحكمة يتم تناقلها من جيل إلى الآخر بفعل الخبرة، فنحن نستفيد من خبرة الآخرين أيضا. وتختلف القدرة على التعلم من الخبرة والتجارب بين الإنسان والآخر، فالتعلم من الخبرة هو دليل مهم على الذكاء.
٢-أصحاب العلم: عندما يتعثر علينا تعلم أو معرفة شيئ من خلال خبرتنا وتجاربنا، نلجأ إلى أهل العلم أو الجهات المختصة في موضوع معين. فعلى سبيل المثال، لمعرفة الكثافة السكانية في بلد معين، نلجأ إلى الاستطلاعات والدراسات التي قامت بها الجهات المختصة في مجال التعداد السكاني.
فهذه الجهات والأشخاص توصلنا إلى المعلومة التي نريد في وقت مختصر دون أن نتعب أنفسنا بالتجربة، ولكن يجب أن نلتقي المصادر الموثوق للمعلومات ونترك احتمالا أن حتى هؤلاء الأشخاص قد يخطؤون ويختلفون فيما بينهم حيال نفس الموضوع.
٣- التفكير الاستنتاجي: هو أسلوب كان أرسطو وأتباعه أول من لفت الأنظار إليه. فيمكن أن نصفه على أنه نهج في التفكير ينطلق من ما هو عام إلى ما هو أكثر تخصصا في موضوع معين من خلال الحجج المنطقية التي يتم التوصل إليها بعد المقارنة بيد عدة فرضيات واحتمالات. والقياس المنطقي هو أحد أنواع التفكير الاستنتاجي. فعلى سبيل المثال، بعد الكثير من التأمل والتفكير، استنتج دالتون أن المادة يجب أن تتكون من جزئيات أصغر تدعى ذرات. ففرضيته أصبحت هي أساس النظرية الذرية.
4-الاستدلال الستقرائي: هو عملية التفكير الاستنتاجي ولمن معكوسة. فهنا يبدأ التفكير من العام إلى الخاص.
فمثلا، في الاستنتاج المنطقي نبدأ من فكرة أن كل الثديات تمتلك رئتين، وكون كل الأرانب من الثديات، نستنتج أن كل أرنب يمتلك رئتين.
أما في الاستدلال الاستقرائي، نبدأ من حقيقة أن كل أرنب تمت دراسته يمتلك رئتين، ولذلك نجزم أن كل فصيلة الأرانب تمتلك رئتين.
المعرفة هي معلومات الحقائق والمهارات التي يكتسبها الشخص من خلال الخبرة أو التعليم، فيتكون لديه الفهم النظري أو العملي للموضوع والوعي أو الألفة المكتسبة من خلال تجربة حقيقة أو موقف.
وقد عرف الفيلسوف أفلاطون المعرفة بطريقة مختلفة فقال بأنها هي الإيمان الحقيقي المبرر
وإذا اردنا ان نقارن المعرفة بالحكمة. فيمكننا القول بأن المعرفة هي تراكم الحقائق والمعلومات.
أما الحكمة فهي توليف من المعرفة والخبرات حول موضوع ما فتتكون لدى المرء رؤية حول هذا الموضوع .
وفي الحقيقة فإن الحكمة تعمق علاقات المرء وتعمق معنى الحياة.
وسيلتنا لتكوين المعرفة هي التعليم فمن خلاله يمكننا اكتشاف أشياء جديدة لا نعرفها وبالتالي نزيد من معرفتنا.
ولذا ، فإن المعرفة هي بنية ذات مغزى للحقائق في بعض العلاقات. وكما هو معروف فإن هناك ارتباط قوي بين كل من: المعرفة والمعلومات والحكمة، حتىى ان المتخصصين قالوا بأن المعرفة هي إيمان أكيد ومعلومة وتنوير ومجموعة من المهارات العملية والمعارف.
ومن وجهة نظر المعلمين يشير مصطلح "مفهوم المعرفة" إلى المعلومات التي يقوم المعلم بتدريسها ومن المتوقع أن يتعلمها الطلاب في موضوع معين ، وفي هذه الحالة فان المعرفة ترتبط بالحقائق والمفاهيم والنظريات والمبادئ التي يتم تدريسها.
و لا تتعلق بالمهارات مثل القراءة أو الكتابة أو البحث التي يتعلمها الطلاب في الدورات الأكاديمية.
يقول الروائي أناتول فرانس: "ابحث انت عن المعرفة ، فالمعرفة لا تبحث عن أحد"
لقد أصاب "أناتول" في مقولته لك، لأن المعرفة تستحق ان نبحث عنها ونكرس لها حياتنا، لأنها جزء قوي ومهم من الحياة.
تقول إحدى الأيات السنسكريتية الشهيرة أن "الشخص المتعلم يكرم في كل مكان". والسنسكريتية هي لغة الطقوس القديمة للديانات الهندوسية، والبوذية، واليانية.
لقد زودت المعرفة الإنسان بقوة لا حدود لها. فبالمعرفة ، يمكن للإنسان أن يسيطر على الكائنات التي هي أقوى منه في القوة.
وبالمعرفة تقدمت حضارتنا. وبها نقيس نجاح شخص عن شخص اكثر اذا كان يعرف اكثر، أي أنه كلما زادت معرفتك ، زادت ميزتك على الآخرين. ومن المؤسف أن البعض يستخدم قوة المعرفة لغرض مدمر.
والمعرفة لها خصائص معترف بها من قبل الخبراء الذين تناولوها بالبحث والتعريف، فالمعرفة مثل الثروة ، وكلما حصل المرء على المزيد ، كلما اشتهى منها أكثر. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: طالبان لا يشبعان طالب العلم وطالب المال.
ايضا المعرفة لا تتحلل أبدا. والمعرفة المكتسبة مرة واحدة تلقي الضوء خارج حدودها المباشرة.
ومن أجمل ما قرأت في هذا الموضوع ان المعرفة تعني ثلاثة أشياء هي: الحقيقة ، البرهان ، الاقتناع، والحقائق والقيم هي أساس هياكل المعرفة التي لا حدود لها.
والمعرفة عدة أنواع ، هناك نوع مختص ببناء المهارات وهناك المعرفة المسبقة وهي المعنى الحرفي للبداهة التي يتم الحصول عليها بشكل مستقل عن الخبرة. وهذا يعني أن هناك بعض الافتراضات التي يمكن للمرء أن يأخذها كأمر مسلم به.
وهذا النوع من المعرفة يعد غير تجريبي ويأتي نتيجة التفكير النظري بدلاً من الملاحظة الفعلية أو التجربة الشخصية.
وتتعلق البداهة بما يمكن معرفته من خلال فهم كيفية عمل أشياء معينة ، بدلاً من الملاحظة أو الخبرة. كأن نفترض مثلا بأن جميع العزاب غير متزوجين هذا هو الافتراض الأولي. ومثال أخر على المعرفة البديهية عندما نقول لا يمكن أن يكون أي اقتراح صحيحًا أو خاطئًا في نفس الوقت. وأقصر مسافة بين نقطتين هي خط مستقيم.
وهناك المعرفة اللاحقة، وهي نوع من المعرفة التي يتم اكتسابها من خلال التجربة. وتعتمد على التجريبية، اي دليل أو أمر. ومثال عليها حقائق الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا جميعها أمثلة على المعرفة اللاحقة.
ويتم اكتساب هذا النوع من المعرفة من خلال اكتساب الخبرة أولاً ثم استخدام المنطق والتفكير لاستخلاص الفهم منها.
ويعتقد الخبراء أن المعرفة المسبقة أكثر موثوقية من المعرفة اللاحقة.
ولا شك أنه من المهم أن نعرف أكثر عن المعرفة لأن هناك الكثير من الجدل والاختلاف حول القائمة الدقيقة لأنواع المعرفة المختلفة ، لأن مفهوم المعرفة فلسفي بحت ولكل شخص رأي مختلف حول ماهيته وأنواعه وكيف يمكن الوصول اليه.
بالإضافة إلي ما ذكرة الاصدقاء فالمعرفة بكل بساطة هي قدرة الفرد على استيعاب وإدراك ما يدور حوله من حقائق، والوعي في الحصول على المعلومات واكتسابها من خلال القيام بالتجارب أو بالملاحظة والتأمل وكما يمكن التوصل للمعرفة والوعي بواسطة مراقبة ما قام به الآخرين والاطلاع عليه والتمعن في ما توصلوا إليه من استنتاجات، ويرتبط مقدار المعرفة بسرعة البديهة والسعي الدؤوب في البحث عن الأشياء المجهولة واكتشافها وكشف أسرارها، وتنمية القدرات الفردية بالاعتماد على الاستنتاج.
اما عن مصادر المعرفة فهناك في ذلك اتجاهين
الاتجاه الأول: يقول أن المصدر الوحيد لمعارف الإنسان هي التجربة والملاحظة، فالإنسان عندما يلاحظ الظواهر في الطبيعة يستخلص منها معارفه الأولية.
الاتجاه الثاني: يؤيد الاتجاه الأول، في أن التجربة والملاحظة تمثلان مصدرا مهما من مصادر المعرفة للإنسان. ولكن التجربة وحدها- حسب أصحاب هذا الاتجاه، تعجز لوحدها عن الوصول إلى جميع المعارف، بل هناك معارف أولية أو لنقل قبلية، أي إنها معارف سابقة للتجربة والملاحظة بالمرتبة، أو مستقلة عنها، سواء سبقتها بالفعل في كل حالة، أو لم تسبقها، وهذه المعارف هي المعارف العقلية.
فمن ميادين المعرفة ما هو مختص بالتجربة، ومنها ما هو مختص بالعقل، ومنها ما يكون فيها العقل والتجربة متعاضدين متكاملين في الوصول إلى المعرفة.
والتجربة لوحدها فقيرة، أي محتاجة إلى القوانين والقواعد العقلية الأولية في أكثر معارفها.
يمكننا تعريف "المعرفة بأنها" :
ذلك الوعي الذي يجعلنا نلم من خلاله بالمعلومات والأفكار والمهارات والأحداث المختلفة، إذن أساس المعرفه هو الإدراك أو الوعي الذي نعرف من خلاله ماهية الأشياء وطبيعتها وكيفية القيام بالأعمال المختلفة، سواء المهارات اليدوية أو الإبداعية. ولأننا مختلفون عن بعضنا، فلكل شخص الحريقة الخاصة التي يدرك من خلالها الأشياء وبالتالي تتكون في عقله المعرفة الخاصة بهذه الأشياء.
وقد قسم الفلاسفة المعرفة إلى ثلاثة أجزاء:
المعرفة الشخصية: وهي تعتمد على تجارب الفرد وخبراته
المعرفة الإجرائية: وهذه تعني معرفة القيام بشئ ما مثل صناعة أكلة مثلاً
المعرفة الإفتراضية : وهي تتناول مزاعم الحقيقة العامة حول العالم.
وثمة شئ هام بإمكاني توضيحة من خلال تلك الأنواع، وخو أن تلك الأنواع تذكرنا بفرق هام بين علم النفس والفلسفة،
فقد كان الفلاسفة مهتمين عمومًا بالمعرفة الافتراضية وهو النوع الثالث، أما علماء النفس عمومًا فقد اهتموا بكيفية اكتساب الناس للمعرفة الشخصية والإجرائية وهما النوعين الأول والثاني.
طرق المعرفة:
أما عن طرق المعرفة فتنقسم إلى طريقتين مشهورتين الطريقة التجريبية و الطريقة العقلانية.
الطريقة التجريبية:
- تشير بأن المعرفة تأتي من حواسنا، وهي تقول بأن التحربة هي أساس العلم وأساس المعرفة، وقد كان من أشهر التجريبيين
جون لوك - ديڤيد هيوم
الطريقة العقلانية:
- تقول هذه الجريقة بأن العقل هو أساس المعرفة فنحن نستخدمه للوصول إلى الإستنتاجات المختلفة، فينيل العقلانيون إلى المنطق واستخدام أساليبه مثل الإستدلال والإستنباط، وقد كان من أشهر العقلانيين"ديكارت- كانط"
.
المعرفة هي طريق واسع لكسب العلم وفروعها، ويقال أيضا بأن إنّ المعرفةَ هي الجزء مما نعرفه عن مجال معين، والعلم إدراك الكلّ، ويمكن أن يكون كل علمٍ معرفةٌ؛ لكن ليست كلُّ معرفة علم، لكون بعض المعارف لا يتم بناءها على أساس مراجع علمية ودراسات عملية، لذلك ببساطة المعرفة هي مزيج بين المهارات التي تعلمها والخبرات التي إكتسبها والمعلومات التي درسها.
للمعرفة أنواع منها:
- المعرفة الشخصية : يتم إكتسابها عن طريق التعلم الذاتي والتجارب الشخصية نظرا لظروف التي يمر بها الشخص في حياته.
- المعرفة العلمية: تتشكل هذه المعرفة نتيجة دراسات علمية ومعارف ومكتسبات يتلقاها الفرد من الوسط المدرسي أو خلال تصفحه للمقالات والمدونات على الأنترنت.
- المعرفة الإجرائية: هي تلك المعرفة التي يتم إكتساب معارفها نظريا ولكن تحتاج الى التطبيق على ارض الواقع، مثلا تعلم أساسيات التصميم وقواعده نظريا، لكن حتى تكتمل هذه المعرفة لابد من الممارسة والتجربة.
- المعرفة الإفتراضية: يعتمد نوع من المعارف الى وضع إفتراضات للوصول لحقائق علمية يمكن إعتبارها معرفة وهذا النوع من المعارف يحتاج الى التركيز والتعمق أثناء إكتسابها.
أما عن طرق إكتساب المعرفة فهي متعددة، فيمكن أن يتم إكتساب المعرفة عن طريق التجربةويمكن لبعض المعارف التي يتم إكتسابها عن الحواس طريق التلقين والحفظ والقراءة المتعمقة.
لكن سواء كانت معرفة حسية أو تجريبية في تحتاج الى:
- التغذية البصرية: القراءة، المشاهدة، الإستماع
- الصبر أثناء إكتساب المعرفة.
- الإستمرارية في التعلم.
المعرفة هي عملية من الوعي وإدراك الحقائق والإلمام بها ، وعيٌ منطقيّ أو معلومةٌ مُكتَسبةٌ من خلال التجربة والاطلاع والبحث لاكتشاف المجهول والسعي في تطوير الذات.
وهي تأتي لتصف حالةً أو جانب من الجوانب الحياتية بالنسبة للأشخاص أو المجموعات.
مثلا إذا علمتَ أني سأتواجد في مكان قارس البرودة سأستعد وأهيأ ملابس ثقيلة.
ومن هنا تتضح المعرفة في كونها نقطة اتصال مع الذات.
وهناك سبعة مصادر للمعرفة وهي ؟
١) الخرافة.
٢). الحدس.
٣) السلطة.
٤). المثابرة.
٥) العقلانية.
٦) التجريبية.
٧) العلم.
أمّا عن اكتساب المعرفة ، فتُكتسب من :-
_ ذوي المصداقية والذين يُنظر إليهم على أنهم شخصيات موثوقة.
_ الأفكار المتكررة التي يتم التشبث بها بعناد على الرغم من الأدلة على عكس ذلك.
_ الملاحظات الموضوعية للكائنات الحية والأحداث في العالم الحقيقي / تجارب حواسك.
وتكون تجريبية و ليس بالضرورة منطقيًا أو منهجيًا.
_ المعرفة التي تستند إلى المشاعر الخاضعة ، أو تفسير الأحداث العشوائية على أنها أحداث غير عشوائية ، أو الإيمان بأحداث سحرية قائمة على الخوف والجهل .
مفهوم المعرفة يظهر بوضوح بعد خروج البشر من إطار الدراسة والبدء في شق طريقهم بأنفسهم، هنا فقط نستطيع وصف المعرفة، وإذا أردت تطوير مهاراتك ومعرفتك لتنافس الآخرين في سوق العمل اتبع الخطوات التالية:
1- المعرفة من خلال تعلم شيء جديد
وهنا أفضل طرق المعرفة تنحصر في الدورات التدريبية أو الحصول على شهادة معتمدة من خلال المؤسسات التعليمية ومنصات الدورات التعليمية عبر الانترنت
2- الاستفادة من وسائل التعلم عبر الانترنت
في النقطة السابقة تكلمنا عن المعرفة المرتبط بالدرجات العلمية والدورات التدريبية، وهنا نتحدث عن المعرفة المرتبطة المحتوى المعرفي الموجود في المواقع المرتبطة بمجالك أو المدونات، ومن الممكن أن تستغل جوجل هنا وتقوم بعمل تنبيهات Google للحصول على تنبيهات أخبار مجالك على الإيميل الخاص بك.
3- المعرفة من خلال حضور ورش العمل
أغلب الشركات الآن تقوم بعمل ورش عمل، وندوات وحتى المؤتمرات ستساعدك على زيادة مهاراتك ومعرفتك بكل شيء عن مجال عملك.
4- استغل لينكد إن
استخدم LinkedIn للتواصل مع كبار الشخصيات في الشركات التي تهتم بالعمل معها، وتابع مقالاتها المتنوعة سواء كانت متعلقة بمجال عملك أو تتحدث عن موضوعات مهنية مختلفة.
5- أحصل على شهادات مختلفة وتعلم باستمرار
أكبر مصدر للمعرفة هو طلب العلم بشكل مستمر فالعقل يستعيد شبابه كلما طورت مهارات التعلم والاستذكار لديك.
6- تعلم من الآخرين
الخبرة هي المرحلة التالية بعد حصول المرء على المعرفة لذا حاول أن تبحث عن المعرفة من خلال خبرات الآخرين لأن الخبرات لا تحتوي على المعرفة فحسب بل تحتوي على النجاح والفشل والعمل الدؤوب معًا.
7- أعرف اتجاهات الصناعة
ولنفترض مثلًا أنك كاتب محتوى أليس أكبر مصدر للمعرفة هو إطلاعك على كل الدراسات والتطورات التي تطرأ على مجال كتابة المحتوى من الشركات التي سبقت شركتك في هذا المجال... لاحظ أن الشركات تقوم بعرض تلك الدراسات وتقوم بتحميلها على الانترنت بشكل مجاني ولا تحتفظ بالمعرفة لها وحدها بشكل حصري.
8- أبحث عما تفتقد إليه وتعلمه
أبحث عن المهارات الأساسية والمهارات التي تفتقدها وحاول أن تبحث عن طرق لتعلم وتطوير تلك المهارات، اول خطوة نحو المعرفة هو معرفتك أنك بحاجة إليها.
طرح شيق يثير الذهن من تساءلات عميقة، المعرفة هي نتيجة لعملية الوعي والأدارك لنفسك من أمور نفسية وعواطف وشعور وسلوكيات وأفعال التي تم الأدارك لها لجهازك الحسي أولًا، وأدراكك للعالم الخارجي من مواقف وأفعال وسلوكيات أقرب الأقربين وأيضًا من أفعال جديدة لم تجربها بشكل شخصي، معرفة الحقائق هو البقاء على قيد الحياة، وعدم المعرفة أو تقييم بيئة الفرد بشكل خاطئ هو خسارة كبيرة للكفاح من أجل البقاء.
مصادر المعرفة كثيرة ومتنوعة منها مصدرها داخلي ومنها الخارجي، المعرفة الداخلية تتكون من "معرفة حواسنا" وهى معرفة خاصة من أداركك لحواسك بشكل صحيح وتسمي بالمعرفة التجريبية ويعتقد أصحاب مدرسة "المعرفة التجريبية" أن المعرفة التجريبية هى مصدر الأساسي لكل المعرفة.
والحدس هو ثاني نوع من معرفة الداخلية للفرد، وهي معرفة فجائية التى تجعل الفرد مدركًا للعلاقات أو الأشياء أو المعرفة دون القدرة منه على الأستدلال أو دليل، وقال عالم النفس "كارل يونع" أنه شكل من أشكال التفكير اللاواعي حيث يلتقط عقلك الباطن علامات الكذب فى شخص يكذب أمامك مما يؤدي إلى "شعور فجائي" بأن هذا الشخص يكذب أو غير جدير بالثقة.
اما المعرفة الخارجية تتكون من "معرفة السلطة" هي معرفة ثانونية تأتي من احتكاك الفرد مع أصحاب المعارف التخصصية مثل الدكتور الجامعة أو القاضي أو الدكتور أو مكتية الجامعية لكن هذا نوع من المعارف يجب أن نثق فى المتخصصين وعدم التقبل للمعرفة بشكل أعمي.
ويوجد معرفة أخيرة وهي "معرفة السبب" وهى معرفة استدلالية خاصة أن لكل نتيجة لها سبب ومسبب، وبهذه الطريقة يساعدنا العقل إلى وصول الوصول لحقائق الجديدة أو المعرفة الجديدة طالمًا عملية جمع المعلومات والحقائق الأصلية التى وضعناها فى العملية صحيحة.
التعليقات