إنه التحيز prejudice.
البشر مرتبطون بالبيولوجيا كأي حيوان آخر, يتحيزون لما يشبههم ويحترمون من يفوقهم قوة, وهكذا هو حال باقي المخلوقات التي تعيش في تجمعات.
فلأن الأعراق ذات البشرة الفاتحة متفوقة فالتحيز يكون ضد أصحاب البشرة الأغمق, والعكس صحيح.
لو قرأت كتاب الجواري ستجدين أن العرب كانوا قديما يفضلون الجواري الحنطية ويعتبرون الجواري الشقراوات معيبات, فكان بعض النخاسين يغشون بطلاء جسد الجارية ذات اللون الأبيض الشاحب لجعلها تبدو بمظهر عربي أكثر, وكذا يحاولون تغيير لون عينيها حيث كانت العيون الزرقاء والخضراء عيبا بالنسبة لهم, وكذا الشعر الأشقر...
هذا لأن العرب في العصر العباسي كانوا متفوقين حضاريا فكانت معاييرهم الخاصة بالجمال هي الطاغية آنذاك.
في حين كان التمييز ضد الشكل الآسيوي أشد منه ضد الافريقي, ولكن حدث أن تفوقت بعض الدول الآسيوية وفرضت نفسها وعرقها فصار الشكل الآسيوي مقبولا نوعا ما أكثر من الشكل الافريقي الغير متفوق, لو تفوقت افريقيا حضاريا فإن الشكل الافريقي هو الذي سيصير محببا للجميع وسيسعى الجميع للتشبه بالأفارقة...ولكن هذا لم يحصل بعد.
المسألة حضارية لا غير, لو نظرنا للقبائل التي يصطلح عليها بالبدائية سواء في آسيا أو أمريكا اللاتينية أو افريقيا سنجدها بمعايير خاصة للشكل كالأنف الضخم أو الرقبة الطويلة أو الشفة المتدلية وغير ذلك بالنسبة لهم عيب وبشاعة ويتحيزون لعرقهم وشكلهم ولونهم لأنهم منغلقون على أنفسهم لم يخالطوا بقية الحضارات, لو خالطوا الحضارات الأقوى سيتبعون الأقوى بكل تأكيد.
المسألة لا تتعدى مسألة القوي يسود, قانون الطبيعة.. فالبشر ليسوا أبدا بتلك المنطقية التي قد يتصورها البعض.
البشر كائنات بيولوجية أولا ثم مفكرة ثانيا.
التعليقات