انتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل في مشاجرة سير أساء فيه إلى محافظة المنوفية واستخدم كلمة "فلاح" كإهانة المشهد أعاد طرح سؤال أعمق لماذا ما زالت كلمة "فلاح" مرتبطة بالجهل والتخلف رغم أن الفلاح هو من يحمل عبء الأرض والغذاء
الريف لم يكن يومًا مجرد مكان للسكن بل هو ذاكرة المجتمع وجذوره الأولى ومع ذلك تحول في خطابنا اليومي إلى مرادف للتأخر كثير من أبناء المدن يتفاخرون برقيهم وينظرون بازدراء إلى أهل الريف مع أنهم الأساس في تأمين الغذاء والاقتصاد
هذه النظرة نتاج عقود من التفاوت الطبقي والهجرة للمدن حيث ترسخت صورة مشوهة تجعل العمل اليدوي موضع سخرية والمظاهر البراقة معيارًا للتفوق لكن التناقض الصارخ يظهر حين ندرك أن نفس المجتمع الذي يستهين بالفلاح يعتمد يوميًا على جهده في طعامه وشرابه وملبسه
القضية أعمق من مجرد فيديو متداول هي انعكاس لثقافة راسخة ما زالت تقلل من قيمة الكادحين فهل نحن بحاجة إلى ثورة فكرية تعيد للفلاح مكانته ورمزيته ليصبح وصف "فلاح" علامة فخر لا وصمة عار؟
التعليقات