كثيرون يختصرون النقاش في جملة جاهزة: "الفقر سبب الجريمة"
لكن لو كان ذلك صحيحًا لكانت أفقر الدول أكثرها جريمة وهذا غير دقيق هناك دول فقيرة بمعدلات جريمة منخفضة وأخرى غنية تعاني من معدلات مرتفعة إذًا القصة أعقد بكثير من مجرد نقص المال
الفقر قد يكون أرضًا خصبة للجريمة لكنه ليس البذرة...البذرة الحقيقية قد تكون:
- غياب العدالة الاجتماعية
- انهيار الثقة في القانون
- ثقافة تمجّد التحايل والفساد
مثلاً: في بعض المجتمعات الفقير يسرق ليأكل لكن في مجتمعات أخرى نفس الفقير يختار الصبر أو الهجرة أو العمل بأي أجر الفرق ليس في الجيب… بل في المنظومة التي حوله
كيف يؤثر الفقر على الجريمة؟
- الضغط الاقتصادي: يخلق الفقر ضغوطًا نفسية واجتماعية تدفع البعض للبحث عن حلول سريعة مثل السرقة أو الاحتيال
- نقص التعليم والفرص: يرتبط الفقر بضعف فرص التعليم والتدريب مما يقلل من فرص العمل الشرعي
- البيئة الاجتماعية: يعيش الفقراء غالبًا في مناطق تعاني من ضعف الخدمات وتفشي الجريمة مما يعزز انتقال السلوكيات الإجرامية
بعض الأمثلة والإحصائيات:
أظهرت دراسة لوزارة العدل الأمريكية أن المناطق ذات معدلات الفقر المرتفعة تسجل معدلات جريمة أعلى بنسبة تصل إلى 30%
تقرير الأمم المتحدة لعام 2020 أكد ارتباط ارتفاع البطالة والفقر بزيادة جرائم العنف في الدول النامية
في فنلندا ساهم الاستثمار في برامج الدعم الاجتماعي والتعليم في خفض معدلات الجريمة رغم معدلات الفقر المشابهة لدول أخرى
لكن التركيز على الفقر فقط يُستخدم أحيانًا كذريعة سياسية لتبرير الفشل وكأننا نقول: "طالما هناك فقر الجريمة أمر طبيعي" النتيجة؟ لا حلول حقيقية ولا معالجة للجذور الثقافية والقانونية للمشكلة
الخلاصة:
الفقر عامل مهم لكنه ليس الحاكم المطلق إذا أردنا خفض الجريمة فعلًا علينا إصلاح الثقافة وتطبيق القانون بعدالة وبناء منظومة تحفّز السلوك السليم بدلًا من تبرير الانحراف
برأيكم هل حقًا الفقر يبرر السرقة أو العنف؟
أم أن قبولنا لهذه الحجة يُغذي ثقافة الاستسلام ويفتح الباب أمام المزيد من الجريمة والتدهور؟
هل سنبقى نُلقي اللوم على الفقر وننسى مسؤوليتنا كمجتمع في بناء قيم ومؤسسات تحمي الجميع؟
التعليقات