مطلقة لديها ثلاثة أبناء تعيش مع أبنائها داخل فيلا بالشروق منذ أنفصالها بعام 2021 ، الزوج لا يتكفل بالنفقات التي تتناسب مع الحياة الكريمة التي كانت تعيش فيها .. فلا تستطيع الزوجة التكفل بمصاريف أبنائها الثلاثة بالمدارس الدولية .. فماذا تفعل تحت هذا الضغط .. تقوم بقتل أبنائها خنقاً ؟! نعم جريمة مفزعة ولكنها لم تكن الوحيدة فأتذكر حوادث مشابهة كثيرة منها رجل أطلق النار على زوجته وطفليه على الطريق الدائري، مما أدى إلى مقتل ابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات، وكانت الضغوط المالية أحد الدوافع المحتملة وراء هذه الجريمة، كما هناك حادثة في محافظة كفر الشيخ، قتل طبيب زوجته وأبناءه الثلاثة بسبب خلافات أسرية، مع الإشارة إلى أن الخوف من المستقبل المالي للأطفال بعد مقتل الأم كان دافعًا لقتلهم.، تشير التقارير إلى تصاعد ملحوظ في جرائم العنف الأسري في مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث سجل تقرير مؤسسة “إدراك للتنمية والمساواة” لعام 2023 توثيق 1195 جريمة عنف ضد النساء والفتيات، منها 363 حالة قتل، بما في ذلك 261 حالة مرتبطة بالعنف الأسري بعض الحالات المذكورة تشمل جرائم ارتكبها آباء أو أمهات ضد أبنائهم، وفي بعضها كانت الضغوط المالية دافعًا رئيسيًا. ومن الضروري الإشارة إلى أن وزارة الداخلية المصرية منذ نهاية التسعينيات ترفض نشر التقرير السنوي لقطاع الأمن العام الذي يتضمن إحصاءات تفصيلية عن الجرائم وأنواعها، مما يجعل من الصعب تحديد معدل جرائم القتل المرتبطة بالضغوط المالية بشكل دقيق .. لذا وبناءاً على ما نعرفه أجد نفسي ملزماً بتقديم سؤال مهم ما الخلل المحتمل في المجتمع ليكون سبب في تلك الجرائم والأهم كيف يمكن علاجه؟
قتلت أبنائها لعدم أستطاعتها توفير مصاريف المدارس! إن كان خلل في المجتمع كيف يمكن علاجه؟
سمعت عن الحادث وفي هذه الحالة أرغب لو أن القانون قام بإعدامها ألف مرة ليس مرة واحدة، ألم يكن ممكن أن تبيع الفيلا وتأمن حياة كريمة لهم، أو تجعلهم في مدارس خاصة فقط وليس دولية ؟ أو تفعل أي شئ إلا أن تقرر أن تنهي حياتهم.
أنت هنا أمام حالة تؤكد أن الإنسان أرخص حتى من عملة الجنيه، هو أول شئ يتم التخلص منه إذا كان التخلص سينهي مشكلة، هنا الأسرة ليست فقيرة ليست مديونة وحتى لا أقول ألوم الزوج فقد كان أمام الزوجة ألف حل ولم تفعل، ولذلك أقول قبل أن نمنح أحد حضانة الأبناء يجب أن نتأكد أنه إنسان وليس حيوان مثلها
أتفق مع إسلام جداً وقد خطر لي مثل ما خطر لك في جوابك ولكن لمَ لا نقول أن الأم رأت أنها لا تستطيع أن تتكفل بنفس رتم المعيشةالسابقة التي تعود الابناء عليها فراحت - في وهمها وفي غياب عقلها - تتخلص منهم حتى تريحهم من عبء الحياة القاسية التي تنتظرهم؟!! أنا بالقطع لا أسوغ ما فعلت ولا أبرر ولكن نحاول أن نقترب أكثر من منطق تلك الأم! لأني لا أستستيغ مطلقاً أن تقتل الأم أطفالها وهي تعتقد أنها لا تريد مصلحتهم. وكنا في اوائل الألفينات شاهدنا رجلاً مهندسًا محترماً لما خسرت البورصة المصرية ( في 2008 على ما أعتقد) قتل أطفاله لأنه لم يعد يوفر لهم الحياة التي تعودو عليها. بالمناسبة هذا الرجل ألح على المحكمة أن تريحه من الدنيا وأن تعدمه ثم وجد في الأخير ميتًا من القهر ووما فعل بأطفاله و زوجته.
يا أخي كانت تخيرهم، كانت تمهد لهم هذه الحياة، كانت حتى تبيع الفيلا وتختار سكن وتثتثمر لتؤمن لهم حياتهم طالما هم في حوذتها، أعرف وأرى آباء ولله ليس معهم ما يكفي عشاء الأبناء ورغم ذلك يجاهدون في صبر وصمت، أنا ولله لو جهة قضاء لما اكتفيت بإعدامها حتى مرة واحدة، لكن أنا وأنت نعرف ما سيحدث هنا، محامي بأقل درجة خبرة سيضرب على بند قواها العقلية ولن يتم عقابها بما تستحق
لكن أنا وأنت نعرف ما سيحدث هنا، محامي بأقل درجة خبرة سيضرب على بند قواها العقلية ولن يتم عقابها بما تستحق
ولكن هل تصدق أن أمًا تنهي حياة ابنائها وهي لا تعتقد أن هذا الأمر في مصلحتهم؟! بمعنى آخر، هل الأم حين أقدمت على فعل ذلك كانت ترقب فقط مصلحتها الشخصية ولا يمنطق لها عقلها ارتكاب ما ارتكبت؟! أنا لا أسوغ كما قلت ولكن أحاول فهم منطق الأم حينما تُنهي حياة فلذات أكبادها!
بشكل مؤكد تلك المرأة مختلة .. ولا يمكن لأياً منا تبرير ما فعلت .. نحن نحاول أن نفهم تلك اللحظة الجنونية التي جعلتها ترتكب جريمة بشعة .. الخنق من أكثر الطرق البشعة والمطولة بالقتل حيث عادتاً تستغرق الضحية بالخنق من دقيقة إلى دقيقتين وأحياناً أكثر بحسب المقاومة ، وهي قتلت أطفالها الثلاثة بالخنق المستمر دون التراجع أو الندم في أي لحظة فيما يبدو من الواقعة ... كيف هذا التفكير المريض .. هل هو فقط الحاجة المالية أم هو أكثر من ذلك، لقد قرأت حوادث بشعة على مدار الأعوام الخمس الأخيرة وحتى أتذكر الحادث الذي ذكره خالد :
في اوائل الألفينات شاهدنا رجلاً مهندسًا محترماً لما خسرت البورصة المصرية ( في 2008 على ما أعتقد) قتل أطفاله لأنه لم يعد يوفر لهم الحياة التي تعودو عليها
رغم أظن أن الحادث وقع في 2016 وليس في 2008 في أزمة مالية قريبة هذا ما أتذكره .. ولكن أنا متأكد أن الحادث لها نفس التفاصيل أو ربما أظن إنها حادث مشابه حيث قتل تقريباً طبيب أبناته الثلاثة رمياً بالرصاص بعد أن رفض الدائنين تأجيل ديونه ولم يستطع توفير قوت الطعام والشراب لمدة يوم ونصف ففي لحظة يأس قتلهم ، ثم أطلق النار على نفسه في السيدة زينب على ما أتذكر .. الغريب هو تكرار تلك الحوادث بنمط مشابه تقريباً .. ضائقة مالية شديدة + لحظة يأس بالغة = لحظة جنون .. ولكن بعيداً عن الغضب داخلنا بسبب تلك الجرائم لننظر بعين واعية لما ورائها .. هل الحاجة المالية أم سلوكيات خاصة بالناس تدفع مرتكبي الجرائم لتلك اللحظات الجنونية اليائسة.
للأسف الأمان في المجتمع أصبح شبه منعدم حاليا، فالجرائم والاعتداءات أصبحت في كل مكان ولم تعد مقتصرة فقط على الطبقات الفقيرة أو المناطق العشوائية، والعوامل المسببة لذلك كثيرة جدا في الواقع، بين سوء الظروف المعيشية وانخفاض الدخل وبين انتشار المخدرات بصورة غير مسبوقة وبين تساهل قطاع الأمن في تادية واجباته، فالأمر أصبح صعب التعامل معه على المستوى الفردي بل مستحيل، وأعتقد أن الحل يجب أن يكون من القمة للقاع، من خلال ان تقوم الجهات المسؤولة بأدوارها من خلال حل المشاكل التي ضربت المجتمع والحرص على استعادة الأمن
ما الخلل المحتمل في المجتمع ليكون سبب في تلك الجرائم والأهم كيف يمكن علاجه؟
الواقع أن تلك الجرائم انتشرت جدًا وهو مؤشر خطير على الصحة النفسية العامة على المجتمع المصري! هذا نذير خطير! ولكن في اعتقادي ليس هناك ما يسوغ إطلاقًا أن تفعل أم بأطفالها ما فعلت لأجل المدارس دولية أو حتى بلا تعليم اصلًا! أعمل ان الظروف المعيشية جد صعبة علينا جميعًا ولكن أين من الدين؟!! أين منا قول الله تعالى: نحن نزرقهم وإياكم؟! ونحن نرزقكم وإياهم؟!!! أعتقد أن الخلل هنا خلل روحي في المقام الأول وليس خلل مادي فقط. الحل برأيي - بعد الحلول المادية من توفير حياة كريمة لنا جيمعًا - تثقيف الناس ثقافة دينية روحية حقيقية. لأنه برأيي الحياة مجرد الحياة أسمى واغلى من كل تعليم أو كل فرصة في الحياة نفسها؛ لأننا بالحياة قد تواتينا الفرص لنحقق أحلامنا ولو جزء منها أما حينما نسلب الحياة من أطفالنا فقد سلبناهم كل فرصة وسلبناهم ما ليس لنا بحق.
لا يوجد أي مبرر يسوغ أرتكاب تلك الجرائم (تحت أي ظرف) ولهذا هي خلل .. وتكرارها هو ما يجعل المؤشر مرعب وخطير ودلالة إخفاء وزارة الداخلية للأرقام الحقيقية لتلك الجرائم برهان يدل على حقيقة انتشار الجرائم (أنا متفاهم لضرورة إخفاء تلك البيانات) بل يمكن أن أؤيد ذلك في حال كان هناك علاج سلوكي تتبعه الكيانات الإدارية المسؤلة لعلاج تلك المشكلة .. فلا يكفي أن تضع القازورات طوال الوقت أسفل السجادة لتختفي .. لأنها مع الوقت تزيد ولا يمكن أن تخفي أثرها أو أثر رائحتها ... وهو ببساطة ما نعاني منه حالياً حيث أزداد معدل الجرائم بشاعة وعدداً ، وبما أننا نناقش الخلل والعلاج المحتمل فأنا أرى أن الحل الذي تفضلت يا خالد بطرحه في النقطة التالية :
الظروف المعيشية جد صعبة علينا جميعًا ولكن أين من الدين؟!! أين منا قول الله تعالى: نحن نزرقهم وإياكم؟! ونحن نرزقكم وإياهم؟!!! أعتقد أن الخلل هنا خلل روحي في المقام الأول وليس خلل مادي فقط. الحل برأيي - بعد الحلول المادية من توفير حياة كريمة لنا جيمعًا - تثقيف الناس ثقافة دينية روحية حقيقية.
إذاً هناك شقين ..
شق ديني يرتبط بتثقيف الناس ثقافة دينية و روحية حقيقية ..
وشق أقتصادي وهو يتعلق بتوفير حياة كريمة للمجتمع
بالنسبة للحل الأول الروحي .. ما الدور الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الدينية من توعية وهل التوعية وحدها تكفي في واقع أقتصادي مختل لا يستطيع الفرد فيه من تأمين أبسط حقوقه مثل أكل وشرب وملبس وتعليم وزواج ؟
وبالنسبة للحل الاقتصادي: نحن في مجتمع منقسم يشدة حيث الغني فيه .. يظل غني ويزداد غناءاً والفقير يزداد فقراً .. هذا ما تقوله الحقائق وليس الأكاذيب التي تروج للميديا .. لذا أظن أن تلك الزوجة .. أصابها هلع شديد عندما وجدت نفسها فجأة قد تهبط درجاتها الاجتماعية وربما تصبح فقيرة من وجهة نظرة الطبقة التي كانت تعيش فيها (لم تحتمل الفكرة أو تصبر تفكر ببعض العقلانية) في الحقيقة أرى أن مجتمعنا بأكمله لا يتصرف بطريقة عقلانية فتجد شاب من طبقة فقيرة مثلاً يسعى لللاستدانة من أجل شراء أحدث هاتف من أحدث ماركة للتفاخر، والفتاة تسعى بكل ما تملك لتتزوج وفق لايف ستايل معين .. والتعداد على المشاكل التي على ذات النمط.
صدمتني هذه الجريمة فعلاً، ولا أدري ما الذي يدور في ذهن مثل هؤلاء الأشخاص ليصل بهم الحال إلى هذا الفعل عديم الرحمة، صراحة لا يوجد تفسير منطقي سوى أن الضغوط النفسية والاجتماعية التي يمرون بها قد تصل بهم إلى حالة يائسة تفقدهم القدرة على التفكير العقلاني، وهذا يدل على وجود خلل عميق في دعم الأسرة والمجتمع من ناحية الصحة النفسية والاقتصادية، يتطلب الأمر تدخل فعال عبر توفير شبكات دعم نفسي واجتماعي واقتصادي للأسر، ونشر ثقافة الحوار والتوعية لتخفيف حدة هذه الضغوط وحماية الأبرياء من عواقبها المأساوية.
لكن في المثال المذكور، لا أعلم ما هي دوافع الأم الحقيقية، وما أعرفه حقًا هو أننا نعيش على حسب دخلنا الاقتصادي، فإذا كانت المدارس الدولية لا تناسب ميزانيتنا، فلماذا لا نبحث عن بدائل مناسبة تكون في متناول اليد بدلًا من الانغماس في ضغوط فوق طاقتنا؟ شيء عجيب
أعتقد أنني في تلك الجزئية سأقتبس من ردي على صديقنا خالد لأجابة سؤالك :
نحن في مجتمع منقسم يشدة حيث الغني فيه .. يظل غني ويزداد غناءاً ... والفقير يزداد فقراً .. هذا ما تقوله الحقائق وليس الأكاذيب التي تروج للميديا .. لذا أظن أن تلك الزوجة .. أصابها هلع شديد عندما وجدت نفسها فجأة قد تهبط درجاتها الاجتماعية وربما تصبح فقيرة من وجهة نظرة الطبقة التي كانت تعيش فيها (لم تحتمل الفكرة أو تصبر وتفكر ببعض العقلانية) في الحقيقة أرى أن مجتمعنا بأكمله لا يتصرف بطريقة عقلانية فتجد شاب من طبقة فقيرة مثلاً يسعى لللاستدانة من أجل شراء أحدث هاتف من أحدث ماركة للتفاخر، والفتاة تسعى بكل ما تملك لتتزوج وفق لايف ستايل معين .. والتعداد على المشاكل التي على ذات النمط.
ولهذا يوجد خلل يا بسمة في المجتمع .. يجب أن تحدث وقفة حقيقية مع الذات حتى قبل التطرق للمشاكل الأدارة للملف الأقتصادي ، فمنذ زمن الجدات كنا نسمع عن قصص أبسط حول كيف كانت الناس تتساهل مع بعضها البعض في الديون في الزواج في التعاملات اليومية .. كان يحكمهم أيضاً الوزع الديني والأخلاقي .. الأن بعد تدجين المجتمع وتحويله لألات أستهلاكية لا ترى السعادة إلا في الأرقام أصبح من شبه المستحيل إقناع الناس أنهم يفكرون بشكل خاطئ .
صحيح أن الضغط المالي والظروف المعيشية الصعبة عامل مهم جدا، لكن الأهم منه ضعف الوازع الديني..
لأنه مهما بلغ بالإنسان الضغط والفقر والحاجة والفاقة والمشاكل، الوصول إلى "قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق" وانتهاك حرمة دم المسلم التي حرمها الله من فوق سبع سماوات لا يمكن أبدا تبريره بالضغوط المالية والظروف المعيشية!
ألم يكن بإمكان هذه الأم مثلا أن ترميهم ولو في الشارع أو في مكان بعيد! أرحم من أن تقتلهم بهذه الطريقة البشعة.. كل هذا من ضعف العقيدة وسيطرة الآفات وانتكاس الفطرة.
نعم لا يوجد مبرر للقتل وأتفق معك في كل ما قلت .. ولكن تلك الحالات التي ترتكب تلك الجرائم تحت عرضة أكتئاب شديد (وهو مرض نفسي شائع بشدة في وقتنا الحالي) أصبح مفهوم لما يمكن أن تحدث تلك الجرائم ، حتى ةإن كان غير مقبول .. ولكن الأهم من فكرة كونها أرتكبت تلك الجريمة لأنها ضعيفة الإيمان من المهم أن نعرف لما وصلت لتلك المرحلة المخيفة .. أم تقتل أولادها!؟
وهل الخلل فقط في نقص الدين ..؟ لأنه لو كان كذلك فيمكن البدأ بتكثيف حملات توعية دينية لعلاج المشكلة... أم أن الأمر يضرب في جذور أعمق من ذلك؟
نعم، معك حق، الأمر يضرب في جذور أعمق من ذلك.
لأن ضعف الوازع الديني يقابله الحرب الشديدة على أمتنا وعلى البشرية ككل في صميم قيمها وأخلاقها وفطرتها السليمة.
أنت تشير إلى الجانب المهم الآخر من القصة وهو "دفع الضرر" الذي هو أولى من "جلب المنافع".
وهنا يظهر جليا أهمية دور الدولة والهيئات الجماعية في الحد من هذه الظواهر.
ولكن بالنظر لدور الهيئات ستجد أن فيه الكثير من الكسل والتخازل وحتى الإهمال .. لن أقول أن هذا متعمد .. ولكن يحدث لأنه ببساطة ستجد أن معدل تلك الجرائم وشدتها قد زاد المعدل الخاص به لأضعاف فلم تصبح حوادث فردية ، أو غريبة ، فأصبحت تطالع كل عام حادث مروع يجعلك تقف مستاء لا تعرف كيف وصلنا لتلك الدرجة من التدني الأخلاقي والديني والأنساني.. لذا يبرز سؤال منطقي .. كيف تدفع المؤسسات لأن تلعب دور فعال بشكل أكبر ، والأهم ما دورك الشخصي الذي تستطيع القيام به لتحقيق ذلك؟
يجب أولا أن ندرك أن ثقافة العمل الجماعي في الدول العربية أصلا لها طبيعة "متناقضة" إن صح التعبير، وهذا ما سمعته في بودكاست للأستاذ نور الدين بكيس (دكتور في علم الاجتماع في الجزائر) عندما تحدث عن "الجزائر واش يخصها؟":
ذكر أن الناس قد يتعاونون مثلا لبناء مسجد، أو لمساعدة شخص مريض، أو حتى لتنظيف مقبرة! لأنها أعمال (ظاهريا) متعلقة بطريقة مباشرة مع غاية الإنسان المسلم (دخول الجنة)
بينما مثلا لو دعوت مجموعة من أبناء حيك لتنظيف "المدرسة الحكومية" التي يدرس فيها أبناؤهم فسيقول الجميع على قلب رجل واحد: "هاذي ماشي خدمتي! هاذي خدمة الحكومة!"
فمن بين المشاكل الثقافة الخاطئة الراسخة في أغلبية أفراد المجتمع حول العمل الجماعي والمؤسسات المجتمعية.
أما عن دورنا الشخصي الذي نستطيع القيام به لتحقيق ذلك: يمكننا أن نكون نحن "الفضلاء" الذين يصلحون ما أفسد الناس، يمكننا مثلا أن نسعى في تصحيح المفاهيم ونبادر لجعل حياتنا وحياة الناس أفضل، عن طريق أبسط الأمور مثل الدعوة للعمل الجماعي، المبادرة في الأعمال الخيرية، مساعدة الأشخاص الذين يكافحون في المؤسسات الاجتماعية، مساعدة الدولة في المبادرات الحسنة التي تصلح الشأن العام...
مشكلة مجتمعتنا أنها تعادي نفسها أكثر مما يفعله الأعداء بها .. فيقوما مثلاً بإحباط أنفسهم .. والعيش في مستنقع التهميش وعدم القدرة على التأثير في أي شيء وتفضيل الجهل عن العلم .. والكسل عن النشاط .. والاستسلام عن المقاومة .. شعوب تجدها منهزمة نفسياً (الغالبية منهم وليس الجميع) تلك الغالبية لا تجدها تتصرف بمنطقية على الإطلاق وتأخذ من الإيمان ظاهره .. وتأخذ من الحقيقة القشور .. وتأخذ من العلم والمنطق .... (لا شيء) .. الكل في تلك الفئة يعيش في تغييب تام .. مثل تلك السيدة التي أخممن أنها أعتادت العيش في حياة مرفهة تمتلئ بالبذخ وأعتبرت ذلك أمر مستمر .. حتى حدث الاختبار و وقفت أمام حقيقة أن كل شيء يزول ولا يبقى سوى وجه الله .. فبدلاً من الانكسار والاستسلام لله والتوكل عليه ... قامت بما قامت لتعالج المشكلة بجريمة .. المرعب أن هناك الكثير جداً من الطبقات المختلفة .. يعيش مغيب بفكر محدود مثلها.
هذا الموضوع مؤلم حقًا ويطرح تساؤلات جوهرية حول أسباب هذه الظواهر المأساوية فالضغط المالي والاجتماعي قد يدفع البعض إلى حافة الانهيار النفسي حيث تتشابك عوامل عدة مثل ضعف الدعم الاجتماعي وتراجع دور الأسرة والمجتمع في مواجهة الأزمات النفسية والعائلية ومع غياب الحلول العملية والدعم الكافي يصبح الألم مستعصياً مما قد يقود إلى تصرفات مدمرة لا تُبرر بأي حال في رأيي يكمن الخلل في غياب منظومة دعم متكاملة تشمل التوعية النفسية والاجتماعية إلى جانب التسهيلات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية التي تحمي الأسر من الوقوع في أزمات مماثلة كما أن دور الإعلام والمجتمع المدني في تسليط الضوء على هذه القضايا ومناصرة الضحايا له أهمية كبيرة أما العلاج فيبدأ من تعزيز الوعي النفسي وتشجيع اللجوء إلى المختصين وإيجاد شبكات أمان اجتماعية تدعم الأفراد في أوقات المحن فضلاً عن العمل على تحسين الظروف الاقتصادية التي تثقل كاهل الأسر مع التأكيد أني ضد الفاعل الذي قام بهذه الجرائم مهما كانت الظروف والأسباب فما من مبرر يبرر القتل أو إيذاء الأبرياء
نعم لقد قدمت يا مي قراءة موضوعية للمشكلة مع أقتراح حل . ولكن بالنسبة لهذا الحل
يكمن الخلل في غياب منظومة دعم متكاملة تشمل التوعية النفسية والاجتماعية إلى جانب التسهيلات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية التي تحمي الأسر من الوقوع في أزمات مماثلة كما أن دور الإعلام والمجتمع المدني في تسليط الضوء على هذه القضايا ومناصرة الضحايا له أهمية كبيرة أما العلاج فيبدأ من تعزيز الوعي النفسي وتشجيع اللجوء إلى المختصين وإيجاد شبكات أمان اجتماعية تدعم الأفراد في أوقات المحن فضلاً عن العمل على تحسين الظروف الاقتصادية التي تثقل كاهل الأسر
هل تعتقدي أن له ألية معينة للتطبيق واقعياً؟
فقدان الثقة بالرازق.
عدم القناعة بما يملك.
لناخذ مثال عن الاولى، لم تكن تتحمل تكاليف دراستهم! هل دراستهم مسالة حياة او موت؟ لا! ربما لم يقدر لهم الله الرزق في الدراسة اصلاً.
بالطبع الدراسة ليست حياة أو موت ، وتلك السيدة المرتكبة للجريمة هي مختلة بلا شك ، أنا فقط أحاول أن أفهم كيف وصلت لتلك المرحلة من الجنون التي تدفع لارتكاب الجريمة بالأخص أن تلك الجريمة لم تكن استثنائية بل تكررت بأنماط مختلفة كما أشرت بالمساهمة ، الموضوع لا يتعلق فقط بالرضا بالرزق فهناك أب قتل أبنائه في لحظة يأس لكونه لم يتغلب على ديونه ولم يستطع توفير ىقوت يومهم أو يتدبر طعامهم، كما أن هناك حادث قديم يتعلق بأم قامت بخنق طفلها الصغير لأخراسه لكونه جائع وهي لم تستطع أطعامه ولأن صراخه على حد قولها يزعج الجيران .. تلك الحادثة قديمة جداً لا أتذكر مصدرها ولكني تأثرت بها كثيراً .. الأمر لا يتعلق فقط بالرضا والتسليم ... هناك خلل مجتمعي بلا شك ساهم في وصول الناس لتلك الحالة .
صديقي أحسنت في اختيار الموضوع هذا المنشور يسلط الضوء على واقع مرير تتزايد فيه جرائم العنف الأسري بشكل يدعو للقلق، ويكشف عن خلل عميق في البنية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للمجتمع. عندما تصل الضغوط المالية والعاطفية ببعض الآباء أو الأمهات إلى حد ارتكاب جريمة بحق أبنائهم، فنحن لا نتحدث فقط عن أزمة فردية، بل عن أزمة مجتمعية شاملة.
الخلل يكمن في عدة مستويات:
🔹 الضغط الاقتصادي: تدهور الأوضاع المعيشية وغياب شبكة أمان اجتماعي فعالة يضع كثيراً من الأسر تحت ضغط هائل، خاصة بعد الطلاق أو فقدان المعيل.
🔹 ضعف الصحة النفسية: غياب الوعي بأهمية الدعم النفسي للأمهات والآباء، وعدم توافر خدمات متخصصة ميسّرة، يجعل البعض ينهار تحت وطأة المعاناة.
🔹 القصور القانوني والمجتمعي: هناك تقصير في تنفيذ القوانين المتعلقة بالنفقة والحماية من العنف الأسري، كما أن الوصمة الاجتماعية تجعل البعض يعاني في صمت.
🔹 الإعلام والتعليم: هناك نقص في التوعية الإعلامية والتربوية حول طرق التعامل مع الضغوط، وإدارة الخلافات الأسرية، وتربية الأبناء في بيئة صحية.
جميل ردك صديقي ثائر ، وأكثر ما هو جميل فيه هو كونك وضعت نقاط حيوية جداً وفعالة في تلك المشكلة ، ولكن بوجهة نظرك الثاقبة و رؤيتك التحليلية كيف ترى الحل المنطقي لعلاج تلك المشكلة ؟
✅ الحل؟
تفعيل دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.
إصلاح قوانين الأسرة لضمان حقوق الأبناء والزوجة بعد الطلاق.
إطلاق حملات توعية وطنية حول مخاطر العنف الأسري وأهمية طلب المساعدة.
نشر إحصاءات رسمية بشفافية لفهم حجم الظاهرة والعمل على علاجها علمياً.
الجرائم الأسرية هي جرس إنذار… المجتمع بحاجة لعلاج لا لعقاب فقط.
تفعيل دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.
إصلاح قوانين الأسرة لضمان حقوق الأبناء والزوجة بعد الطلاق.
إطلاق حملات توعية وطنية حول مخاطر العنف الأسري وأهمية طلب المساعدة.
نشر إحصاءات رسمية بشفافية لفهم حجم الظاهرة والعمل على علاجها علمياً.
كل ما ذكرته من حلول هو يتعلق بالدور المؤسسي الذي تعمل به الدولة .. كيف لنا نحن أن نجعل تلك المطالب ممكنة بشكل عملي وهل لنا دور فعال في حل تلك المشاكل .. أم أن الحل يبدأ وينتهي في دور الدولة..؟
التعليقات