ديكتاتورية الإشهار... هكذا تدفعنا الشركات لشراء منتجاتها!!!!

لم أسمع بهذه القوانين صراحة ولكن آمل أن يكون لها تأثير رغم أنني بمجرد تخيل الأمر استشعر غياب تأثيره فكيف ستتحكم في حق الشركات في التسويق وأي منصة ستقيد وتراقب خصوصاً أنهم منتشرين بكل مكان

ويتم كذلك فرض رقابة صارمة للموافقة على العبارات الدعائية، بأن يكون الصدق شرط لازم لها، وإذا ثبت أثناء عمليات الرقابة الاعتيادية من الجهات المختصة استخدام عبارات تبالغ في وصف فعالية المنتج: تكون هناك عقوبات صارمة على تلك الشركة.

أضحى للإشهار والدعاية قوة وتأثير كبيرين على الناس في عصرنا الحالي، فالهدف الأساسي من الإشهار أو الدعاية هو ترويض الناس على الاستهلاك وخلق حاجات وهمية للناس ودفعهم إلى إشباعها بوسائل لا تنسجم مع الواقع، والأخطر من هذا كله هو تركيز الدعاية في زمننا المعاصر على تمجيد ثقافة الاستهلاك لدى الناس عن طريق تصوير المستهلكين كأناس عصريين متحضرين يعيشون في سعادة باستهلاكهم لخدمات ومنتوجات معينة. فإذا كان الإعلان التجاري مهمًا الى هذه الدرجة، فإن الطريقة التي يتم بها نقله إلى المستهلكين لا تقل أهمية عن ذلك.

حفاضات الأطفال - وغيرها المئات من المنتجات- لماذا أصبحت ضرورية ولازمة

هذه واحدة من التحديثات الإيجابية التي يمكن تقبلهابرأيي، كونها تؤدي للحفاظ على صحة ونظافة الطفل، وراحة الأم بالطبع..

لكن توجد في حياتنا اليومية بعض الكماليات التي لم نكن لنشعر بإفتقادها لو لم يتم تصنيعها، لكن الهالة التسويقية المحيطة بتلكم الكماليات هي ما تمنحها مكانة بحياة معظمنا!

فمثلا الاعلانات المتكررة خلال شهر رمضان للمشروبات الغازية تحديدا، وكيف أن الافطار لن يكتمل إلا بوجودها.. وهو ما حجز لتلك المشروبات مكان بموائد الإفطار لدى الكثيرين!

قد لا ننساق وراء تلك الإعلانات غير أنك أنت لا تستطيع أن تقنع طفلك مثلاً بأضرار الشيبي أو الأندومي التي يتم الإعلان عنها صباح ماء بأحلى صورة فيتعلق بها الطفل وأنت ترضخ وتبتاع له لأنه لا يفهم موضع الضرر! كذلك الأطفال في كل شيئ من الأطعمة الضارة إلى الهواتف وغيرها من الأفراض التي قد تضر أكثر مما تنفع.

هذا هو بيت القصيد صديقي خالد، كثيرا ما نشاهد إعلانات لمنتجات تبدو في الحقيقة انها ذات جودة عالية وأن شكلها جميل ورائع، لكن عند شرائها نجد انها في الحقيقة على عكس ما يروّج. بمعنى آخر، ليس كل ما نراه على شاشات التلفاز والمجلات واللافتات الإشهارية هو حقيقة مطلقة، إنما هي صناعة قائمة بذاتها تجعل المستهلك يتلهف لاقتناء المنتوج، بل والتشبث به، والاستعداد لدفع أي ثمن مقابل الحصول عليه. وهو يظن أنه سيجد نفس ما رآه في الاعلان عند اقتنائه للمنتوج. كالمرأة التي تشاهد إعلان مساحيق الغسيل والنتيجة المذهلة التي تحدثها هذه المساحيق، بحيث تعيد الثوب ناصع البياض كأنه جديد، ولكن في الواقع الامر ليس كذلك. القماش لا يمكن ان يعود إلى لونه الاصلي مع توالي عمليات الغسل، إذ يفقد لونه المرة تلو الأخرى. وحتى مع استعمال هذا المسحوق لا تحصل النساء على النتيجة المروّجة في الإعلان.

الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لعبا دوراً كبيراً في هذا التحول، إذ أصبحت الإعلانات موجهة بشكل شخصي بناءً على سلوك المستخدمين

صديقتي إسراء:

لقد وضعت يدك على الجرح الحقيقي، الإعلام بشكل عام ، و الاشهار خاصة قد يكون من المجالات التي سيكتسحها الذكاء الاصطناعي اكتساحا وينطلق فيها بلا حدود، الأمر الذي جعل كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية، وخاصة بعد أزمة كورونا الفائتة، تسارع خطاها لتفعيل فكرة احتضان التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي من أجل الإبقاء على الصنعة الإعلامية، في زمن باتت فيه التقنية تختلط وتنافس مجالات عمل بشرية كثيرة، وليس صناعة الاشهار فقط.

أكثر من ينخدع في هذه الاعلانات هم النساء .

من الممكن ان تكون المرأة أكثر تأثيرا بالاشهار و لكن فكرة الوصول إلى جمهور ما، بهدف التسويق إلى منتج أو خدمة، ثم جني الأرباح منها، هي في الأصل فكرة قديمة تغيرت معالمها عبر الزمن من خلال تطور الوسائل والأساليب.

قديما، كان الوصول إلى الجمهور يعتمد على التفاعل المباشر مع الزبائن من خلال الدكاكين المحليّة، ثم تطورت أدوات التسويق إلى ظهور الملصقات الإعلانية، ثم الراديو، إلى التلفاز.

ومع ظهور الإنترنت في التسعينيات، ظهرت وسائل جديدة في عالم التسويق، حيث أصبحت الشركات، والأفراد، قادرين على الوصول إلى جمهور عالمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت قلب التفاعل النابض بين المستهلكين، وأقوى الأدوات للوصول إلى الجمهور المستهدف.

لكن تحقيق هذا الأمر ليس بتلك البساطة، ولن ينجح من دون اعتماد إستراتيجيات وأساليب تمكن الشركات والأفراد من استهداف جمهور محدد يكون مهتما بخدمتهم أو منتجهم.

وهكذا، أرى أن السبيل للتعامل مع ذلك هو حملات التوعية والحد من التسهيلات المالية وأن تكون مقتصرة على الضرورات فقط

صديقي إسلام:

حملات التوعية شيء مهم جدا، و لكنها تحيلنا على شيء آخر هو طرق الاشهار المتنوعة. فالطرق والوسائل التي يتم اعتمادها في صناعة الإشهار والدعاية والترويج متنوعة ومختلفة، لذا فمن الضروري أثناء مشاهدتنا لأي إعلان، الأخذ بعين الاعتبار الهدف الاساسي للمُعلن، الذي يسعى إلى هدف وحيد، وهو دفعك إلى استهلاك المزيد والمزيد من منتجه. لذلك يجب أن يكون استهلاكنا عقلانيا يتماشى وحاجياتنا، ويأخذ بعين الاعتبار مستوانا المادي، ويستجيب لشروط الصحة والسلامة.