كنت أتحدث مع أحد أقاربي الشباب وكان يعتزم أن يشتري هاتف سامسونج A15 الحديث النزول في الأسواق. نصحته بأن يشتري سامسونج A24. فبالرغم من أن الأخير أطلق العام الماضي وبنفس إمكانيات A15 تقريبآ إلا أنه يفضله في أشياء أخرى. احتج قريبي بأن الحديث هو الأفضل دوما! لما سألته عن سبب الأفضلية قال: الحديث يفضل القديم كونه حديث وهذا يكفي!

يبدو أن قريبي هنا وقع في مغالطة الجدة والتوسل بالحداثة ليبرر موقفه. قد يكون أمر الهاتف أو المنتجات هيناً غير أن تلك المغالطة تؤثر على حكمنا في قضايا حياتية كثيرة. فأنت تجد أحدهم يحدثك متهكماً: أنت في القرن الحادي والعشرين وما زلت تعتقد أن المرأة في سفرها لابد لها من محرم؟ ألم تسمع بالافكار الحديثة مثل تحرير المرأة وخروجها للعمل والسفر بمفردها؟! ليس هذا فقط، بل إنك تجد الناس تفضل كل ما هو حديث جديد في الموضة وطرق العلاج وطرق التدريس والجراحة وغيرها لا لسبب إلا لجدته وطرافته!

فأنت تجد كثيرين يفضلون جراحة الليزك لتصحيح الابصار على ارتداء النظارات بحجة أن الجراحة أسلوب حديث جديد وهو لابد يفضل النظارات. مبرر ذلك في نظرهم أن الناس تحسّن وتطور ما هو موجود وترتقي به في وظيفته. يعتقدون في خلفية اذهانهم ان التقدم (progress) يسير خطيا ولا يتقهقهر. مشكلة هؤلاء الناس لا يعلمون أن تسويق الشركات للمنتجات الحديثة لا يعني انها دوما تفضل مثيلاتها القديمة! والسؤال هنا كيف يمكننا تقدير الأفكار والمنتجات دون الوقوع في هذه المغالطة؟