نسبة كبيرة من دارسي الطب يستمرون لسنوات في دراسته رغم عدم رغبتهم به، فقط لأنهم استثمروا به سنة أو أكثر واستثمروا به كذلك معدلهم العالي وأشياء أخرى. على الرغم من أنهم قد يحققون مكاسب أكبر إذا قرروا بشجاعة البدء من جديد والاستثمار في تخصص آخر.

المثال السابق ينطبق عليه مصطلح "مغالطة التكلفة الغارقة أو Sunk Cost Fallacy" والذي يتم تعريفه بأن الفرد يفضّل الاستمرار في مشروع ما أو قرار ما فقط لأنه قد استثمر فيه موارد (مالية أو غيرها) سابقًا، دون النظر إلى ما إذا كان مستمرار الاستثمار سيؤدي إلى نتائج إيجابية في المستقبل.

في الواقع، يتعين على الشخص أن يفكر بشكل منفصل في قيمة استمرار الاستثمار مقارنة بالفوائد المتوقعة في المستقبل، بغض النظر عن الموارد التي تم استثمارها بالفعل؛ فكيف يمتلك الشخص الوعي الكافي لعدم الوقوع في هذا الفخ الخفي؟

خصوصًا وأنها في جوانب مختلفة من حياتنا، بدءً من العلاقات الشخصية وخيارات الحياة المهنية إلى استراتيجيات الأعمال والاستثمارات المالية، إلخ.

من خلال تجربتي أرى أن الخطوة الأولى للتحرر من هذا الفخ هي معرفة "السبب"، فأحيانًا يكون الدافع للإبقاء على المشاريع الحالية هو الخوف من الخسارة أو تجنب الاعتراف بالهزيمة، والخطوة التي تليها هي بذل جهد واعي ومواجهة تحيزاتنا بكل أشكالها، واتخاذ قرارات استنادًا إلى الرؤى المستقبلة بغض النظر عن الوضع الحالي.