لماذا هذا الكاريكاتور مضحك رغم أن به عنفا؟

الجريمة هي الجريمة، سواء فعلها رجل، أو فعلتها امرأة، والعقاب في القانون واحد.

ولكن نرى مع الأسف أن القانون دائما يحمي الرجل الذي يقتل امرأة، بحيث يخترع له مبررات، وغالبا نجد المبرر الكاذب هو الشرف.

ولكن ما إن تقتل امرأة زوجها، نجد أنها تجرم بالإعدام، فهي قاتلة.

نعم بعد وفاة الزوج، لا وقت للبكاء عليه، فالمرأة تبكي حالها، لاسيما إذا كانت في بيئة لا تقدر المرأة، وتعاقبها على مصيبتها، وتفتح عليها سبل الفتنة، وتغرقها بالهمز واللمز، إذا خرجت، أو بحثت عن عمل، لذا فالمرأة التي يموت زوجها ولديها أطفال ولا تعمل مصيبتها أكبر بكثير من امرأة تعمل.

فالثانية ستكون أقوى، وقادرة على التغلب على مصاعب الحياة، لاسيما أن كل المشاكل تحلها المال، في تلك الحالة.

الكاريكاتير فقط يعبر عن واقع ساخر، لا يحدث إلا بطريقة مغايرة عن الصورة، تلك التي فهمتها أنت.

عنف مبالغ به ...

لأول مرة في حسوب ... أجد نفسي اتأكد أن أي من اطفالي ليسو حولي و أنا اتصفح الموضوع ...

دماء على الحائط !!! وجبهة مثقوبة !!! ... هل هذا نوع جديد من السادية ؟

كان يمكن للفنان تجسيد الموقف دون دماء ... وبطريقة ذكية وطريفة

أنا صاحب الصورة الأولى.

من الأساس فن الكاريكاتير لم يكن من أجل التسلية، لكنه فن ساخر، يسخر من سلوكيات مجتمعية أو ينقد أنماط اجتماعية معينة، بشكل ساخر وفكاهي.

برأيي الكاريكاتير الناجح يمكنه أن يصل فكرة أو مفهوم أعمق من مقالة مطولة تتناول هذه الفكرة.

حقيقةً، وعلى الرغم من رأيي قد يبدو غريبًا بعض الشيء، فأنا أرى أن العنف يجب أن يكون في العديد من الظروف مقترنًا بالفن، وأن فصل الفن عن العنف هو شيء من ضرب الخيال، لأن الفن وقدرته على التجسيد لا يجب أن يخلو أو يهمّش أي جوانب أساسية من الوجود الإنساني. وتعاملًا مع العنف كواحد من هذه الأركان، فإن علينا أن نتقبّل الفن الذي يتناوله، وأن نمنح مساحة التعبير الفنّي الفرصة والحرية لتجسيد هذه الطبيعة وتلك الأنحاء المظلمة من النفس البشرية، كالعنف المنزلي والغضب الأنثوي وما يرتكبه الرجل الشرقي في حق الزوجة وغيرهم من المواقف التي لا تعد ولا تحصي.

تفسير مقبول يستحق التفكير، لكن هل هذا يعني أنه إن أصبحت النساء فجأة "قتالين قتلة" لن يصبح ذلك مضحكا، بل مؤلما؟ للأمر عوامل أخرى أعتقد، نضيف كذلك أننا كعرب نضحك كثيرا على المشكلات والمصائب والكوارث، عدد النكات التي قاموا بتأليفها لوباء كورونا مثلا، لا تعد ولا تحصى.

إننا نضحك على كل حال😅

منذ مدّة تساءلت على مسمعٍ من أحد الأصدقاء ،لماذا نعتاد العنف!؟ لماذا تميل الصورة الغالبة للتعبير نحو العنف عوضًا عن الحوارات العقلانية!؟ كانت إجابته مثيرة للرعب حين أجاب ضاحكًا مستخفًّا بوجه الإشكال : هكذا جرت العادة ،لا يوصل اللسان ما توصله اليد. كانت تلك إجابة أحد الآباء حين سوئل في تربية أبنائه أيضًا.

ليست المشكلة محصورة ضمن الفكر النسوي أو الذكوري ،لأن في ذلك مظلومية الطرفين ،ماذا لو أعدنا النظر في الموضوع قليلًا!؟ .. ماذا لو كان ما يحمله هذا الكاريكاتور خلفه ،هو التهاون في العنف ضد الرجل والتعاطف بمتعلقات المرأة!؟ (وذلك موضوعٌ آخر ،قابل للإسهاب بالدلائل)

ما نعانيه هنا و في إطار الطرح .. هو ثقافة مجتمع يجد في العنف بعمومه أيًّا كانت وجهته .. موضع تسلية .

مشكلتنا العنف قبل وجهته .

للحظة ما شعر ت انك ستكتب عن طغيان المجتمع الذكوري وسيطرته المطلقة على مقاليد الأمور في البيوت والمجتمع .. وفي نفس الوقت شعرت بك تتنقل بين ضعف المراة تارة وجنوحها نحو الأمان المجتمعي تارة أخرى.

في كل الأحوال المرأة ضعيفة مهما كانت قوية في نبرتها أو حتى في وضعها الاقتصادي، والسبب ان المجتمع في غالبه مجتمع ذكوري لا يؤمن للمرأة الحق المطلق امام الرجل وهي في غالب الأمر (مدانة وتتحمل المسؤولية او جزء منهاو عليها أن تدفع الثمن أو جزء منه).

من حق المرأة التي تفقد معيلها ولا يوجد من معيلها أن تبحث عن طوق النجاه الاقتصادي والا عمَّ تبحث ..!؟

ومن حق المرأة أن تدافع عن نفسها أمام زوج نزق أو يميل الى الزواج بغيرها لاسباب غير مقنعة ولكنها نزعة ذكورية لا تفيد في بناء البيت وبل ربما تكسر من فيه نفسيا واقتصاديا وبالتالي اجتماعيا، لهذا فالزوجة تدافع عن وجودها ومستقبل ومستقبل وجود أولادها بأي طريقة سواء استجداء او حتى عقاب للزوج.

أنا أعتقد ان المرأة تحتاج إلى منحها فرصة التمكين في مجتمع لازال بطريقة او بأخرى ينظر لها وعاء جميل وسيدة مطيعة والبعض ينظر لها رفاهية من نوع خاص.

أنا infp لذا سأتضايق من هذا الكاركتير أيضا، حتى لو ضربته بسمكة كما وصفتنا في مدونتك.

مرحبا جواد،

إن التضاد الذي ذكرته سابقا هو ما جعل الجمهور يتفاعل مع هذا الكاريكاتور. ففي الغالب، يكون الزوج هو المعنف. ووجود مثل هذه الصورة مضحك للوهلة الأولى، ولكنه محزن حقا، فهو يشرح الحالةالمزرية التي وصلت لها النساء بسبب الرجال. ومن جهة أخرى، يشرح جشع الرجال في تكرار الزواج الأمر الذي لا تقبله العديد من النساء.

لا تخلو أجواء السوشيال الميديا اليوم من الضحك على أحوالنا عامة، نظرًا لاستضعاف بعضًا وأن لا حيلة للتغيير في أمورًا كثيرة. منذ فترة قريبة وبالتأكيد رأيت ذلك أرى فتيات ينشرون بعض الميمز بأنهم لا يودون التعلم وأعترافها بأن مكانها في المطبخ (ذلك المصطلح المتحولة لمسبة ولا أعرف ما العيب في المطبخ) ولعن قاسم أمين ليلًا ونهارًا ولا استطيع التعليق حقيقة على تلك الترهات، لأن الإجابة ستكون أننا نمزح مع ضحكات مستفزة. منذ عدة أسابيع كذلك انتشرت جملة (أنا سأكون نسخة أشر من الذين صعبوها عليّ) وأرفاقها بفيديوهات وصور والجميع يضحك حتى زملائي عند خروجنا من التربية العملية أرى ترديدهم تلك الجملة وأنهم سيكونون أسوء من دكتور فلان ولا أخذ ذلك على محمل المزح لأن ما نقوله بالفعل يؤثر علينا. المزاح الثقيل هذا منتشر وبالنسبة لتلك الصورة بالفعل فالأشياء التي لا نستطيع مواجهتها بالاعتراض نواجهها بالضحك الآن!

قد يكون كلامك صحيحا لو قيل من 50 سنة مثلا عندما كانت المرأة ضعيفة فعلا .. و عندما كان الزواج من أكثر من امرأة أمراً مألوفا .. و عندما كانت هناك قوانين عادلة بين الرجل و المرأة .. و عندما كانت كلمة طلقني كلمة نادرة لا تعرفها قواميس المرأة .. أما الآن .. فنسبة النساء العاملات تقارب نسبة الرجال .. ما أعطي للمرأة القدرة علي تحدي الرجل .. أما الآن فالقانون في طريقه الي تجريم الزواج الثاني .. ما عليك بعدم القدرة المادية أيضا .. لا أرى في الكاريكاتير اي مستحيل .. فقد أصبح قتل الأزواج حدثا يوميا .. قد تستعين فيه المرأة بعشيقة أو أخ أو قريب أو تقوم به وحدها .. هذا زمان المرأة بحق