لماذا نعجز عن نسيان بعض الذكريات رغم أننى ننسى ما هو أكبر منها في التأثير؟

لأن عقولنا يا صديقي لا تتعامل مع الذكريات بحسب أهميتها أو تأثيرها الملموس أو القيمة التي أضافتها، هناك منطقة في الدماغ تدعى Amygdala (اللوزة الدماغية) وهي المسؤولة عن الذكريات واسترجاع الأحداث، هذه المنطقة تتأثر بشكل كبير بالعواطف والمشاعر و تتحكم فيها، وتتعامل مع الذكريات أو الأحداث المثيرة لنوع من العواطف او التي كانت مرتبطة بنوع من المشاعر كالفرح أو الخوف أو الحزن على أنها الأكثر أهمية من غيرها، لذلك لا ننسى أغلب المواقف التي جعلتنا نسعد من قلبونا، أو نحزن بشدّة، او حتى نرتعد خوفا..خاصة تلك المرتبطة بأماكن محددّة فعندما نعود لنفس المكان نسترجع بعضا مما حدث فيه وهذا من الأساليب العلاجية التي يستخدمونها لمن فقدوا الذاكرة.

تعلق المواقف قد يأتي من الأثر النفسي للموقف، الذي تحول لذكرى، لذا من الصعب أن تجد شحصًا لا يتذكر مرة حدوث عنف جسدي له، أو حادث كاد أن يودي بحياته.

عجزنا عن نسيان بعض الذكريات يعود غالبًا إلى ارتباطها العاطفي العميق، فهي ليست مجرد أحداث بل تجارب تحمل مشاعر قوية مثل الفرح الشديد، الحزن العميق، أو حتى الصدمة. هذه الذكريات تتشبث بعقولنا لأنها محفورة في مراكز الذاكرة بدمغتها العاطفية، التي تجعلها أكثر رسوخًا من غيرها.

بعض الذكريات تُنسى بسهولة لأنها ربما لم تترك تأثيرًا عاطفيًا كبيرًا أو لأن العقل يعيد ترتيب أولوياته ويركز على ما يعتبره أكثر أهمية في تلك اللحظة. السؤال هنا: هل العجز عن النسيان نعمة تذكرنا بما هو ثمين أو درس مفيد، أم عبء يجعلنا سجناء الماضي؟ وكيف يمكننا التعايش مع هذه الذكريات بسلام دون أن تُثقل علينا حاضرنا؟