تمثل الزكريات بمختلف أشكالها وأنواعها وألوانها قيمة كبيرة بالنسبة لنا؛ ومن دونها تكون الحياة بلا طعم ويكون الإنسان أشبه بالميت؛ ودون الزكريات أيضاً تعتبر الحقب الزمانية والمواقف التاريخية خاوية ومجوفة من الأحداث؛ وتتمثل أهمية وفوائد الزكريات في أشكال المعرفة مختلفة المستويات التي نُقلت الينا عبر مختلف الأزمنة والقرون، وعموماً لا تستقيم الحياة من دون ما يعرف بالذاكرة.

وعليه فقد أهتم الانسان منذ الأذل بموضوع الزكريات وعمد الى اتباع كافة السبل المؤدية الى حفظها والعناية بها، بدءاً من الأعتماد على الذاكرة الشخصية وصولاً لاتباع مختلف السبل التي يمكن من خلالها تسجيل الحدث وحفظه، للتمكن من استرجاعه وقت الحاجة اليه، ومن هذا المنطلق ظهرت عُدة أشكال وأنواع وسبل لتخزين الزكريات؛ يعنينا منها في مساهمتنا هذه ما يعُرف بـ "المذكرات الشخصية" والتي يمكن القول بأنها تسجيل لحدث أو موقف محدد في حياة شخصٍ أو كيانٍ ما.

وعادت ما يلجأ الأشخاص الذين لديهم حياة مثيرة الى استخدام المذكرات الشخصية؛ لتسجيل أهم تلك االأحداث التي يمرون بها، كما يمكن أن تستخدم المذكرات الشخصية أيضاً لتسجيل حقيقة أو فضيحة أو بعض الأمور المتعلقة بالصالح العام وهذا النوع من المذكرات يكون عادة أكبر قيمة وأكثر أهمية وغالباً ما تعود مثل هذه المذكرات لأشخاص ذوي نفوذ أو ذوي تأثير بالمجتمع أو يشغلون مناصب مهمة بالدولة كرؤساء الدول والوزراء والسفراء أو ذوي الصلة بمثل هؤالاء الفئات، ويمكن أيضاُ عن تحتوي مذكراتنا الشخصية على بعض المعلومات والحقائق الحساسة في حياتنا وعليه أحببت في الختام طرح التساؤلات التي أشرت اليها سابقاً في العنوان وهي ما مدى خصوصية المذكرات الشخصية؟ وهل يمكن عن نتقاضى عن تسجيل بعض الحقائق بمذكراتنا؟ كأن نكتب عن الجانب المشرق فقط من حياتنا، ونترك الجزء المظلم منها مدفوناً في مقبرة النسيان؟