( كانوا يملكون الإنجيل. وكنا نملك الأرض. علّمونا أن نصليّ بعيون مغمضة، وعندما فتحنا اعيننا وجدنا انفسنا نملك الانجيل وهم يملكون الارض ..﴾

كان العالم في العصور السابقة يتطلع الى الحرية والمساواة و تحقيق التطور ونبذ الافكار التقليدية القاتلة من خلال اتباع الغرب في الثورة التي احدثوها وكيف قامت هذه النهضة الاوروبية التي في ظلها حدث هذا التغيير

ولم يعلموا اننا نحن من كنا في تطور وان عالمهم غارق في ظلمات الجهل

وكان العرب في مرحلة تسمى" بصدمة الحداثة "

واثر اصطدام العرب بالغرب وظهور هذه الفكرة الجهنمية التي لم تترك شيئا على ارضنا الا وافسدته وغيرته و شوهت تفاصيله نحن في هذا العصر نعيش تحت ثوب الحداثة الغربية و نثور تحت ثوب الحداثة الغربية ونعلن استقلالنا تحت ثوب الحداثة الغربية ولا شيء يتغير ما دمنا نساق كما تساق الماشية. ولا نأتي بافكار لتغيير و لثورة سوى السير وراء خطى الغرب وتقبيل كفوفهم .. و نفتخر بهذا الانجاز العظيم ..

هذه الحداثة الفاشله التي اكبر انجازاتها ان يموت الفن والابداع والطاقات البشرية .. حداثة مجملة خاريجيا ولا احد في امكانه تصور ما تحملة داخلها من قباحة واسلوب قهري ظالم .. ونحن مسؤولون عما نعيشه لاننا لم نساق الى هذا الحال جبرا ولا قصرا. ولا امرا نحن كنا مخيرون.. و رهن بلدنا العربي في هذا .. فضيحة كبيرة على العرب عندما نرى ما آل اليه الشباب والبلاد والحكام في هذه السنوات فضيحة .. ان نرى الشاعر والكاتب والاديب والفنان ينزفون ولا احد يشعر بدمائهم ..ولا أحد يقدر كلامهم .. فضيحة لم تنقلها الاخبار ولم تسلط عليها الاضواء لكنها ثابتة في قرارة انفسنا ونؤمن بها في السر ..

و لكن متى اردنا ان ننفض غبار الحداثة عن عقولنا ونختار ما نريده بصدق و ما يعبر عنا بصدق وما يظهرنا امام الناس بصدق من دون اقنعة ولاثياب مسرحية استعاد العالم العربي وطنه المحتل وشعبه المحتل فكريا واجتماعيا وابداعيا فلا يزال في قلوبنا نبض وفي حياتنا و يضل الشعب العربي شعب عظيم وثائر وذا تاريخ و عظمة كبيرين ولا يزال الكتاب ثائرون عن هذا الوضع فالكلمات مسدسات محشوة بالذخيرة و لايزال الكاتب متى تكلم يطلق النار ..