نعيش في زمنٍ يزخر بالتطور التكنولوجي والانفتاح الثقافي، حيث أصبح العالم أكثر ترابطًا من أي وقت مضى. وسائل التواصل بين أيدينا، والمعلومات متاحة بضغطة زر، والتحضر بات شعارًا يتغنّى به الجميع. لكن خلف هذا المظهر اللامع، هل نحن فعلًا أكثر وعيًا، أم أن كل هذا مجرد خداع بصري يُجمِّل واقعًا سطحيًا؟
اليوم، لم يعد الفكر والثقافة معيارًا لتحديد مكانة الإنسان، بل باتت الأشياء المادية هي الحكم الأول والأخير. نوع سيارتك، هاتفك، أو حتى العلامة التجارية لملابسك قد تحدد مدى احترام الناس لك، وكأن القيمة الحقيقية للأفراد أصبحت تقاس بمدى قدرتهم على الاستهلاك بدلًا من وعيهم وإسهامهم الفكري. فكيف يمكن لمجتمعٍ يدّعي التقدم أن يبقى أسيرًا لهذه المعايير السطحية؟
إذا كان التحضر يعني الرقي الفكري والإنساني، فلماذا ما زلنا نحكم على بعضنا البعض من خلال المظاهر؟ لماذا أصبحت الماديات أولوية، في حين تراجع الفكر إلى الهامش؟ أليس هذا أكبر دليل على أننا لا نزال نعيش في عصرٍ من الجهل، لكنه هذه المرة مغلفٌ بالتكنولوجيا والرفاهية؟
التعليقات