قالت ملكة روسيا إليزابيث ذات مرة: "وددت لو أنً لي طفلاً مني بكل ما أملك وبكل ما أنا عليه!"

هذا قول ملكة لا ينقصها شيء من متاع الدنيا؛ رجالات القصر كانوا رهن إشارتها وكانت من العزة والشرف والجاه وذيوع الصيت ما يحسدها عليه الكثيرات من بنات جنسها اليوم. غير أنها ودت لو خرجت من كل ما تملك مقابل طفل منها يقول لها: ماما!!!

أذكر هذا وفي خلفية ذهني ما دار بيني وبين زميل لي من حوار حول الزواج فتطرق إلى قريبته - التي لا ينقصها شيء فهي فتاة مثقفة وجميلة - تريد زوجاً يرضى بعملها.  فهي تعمل في التمريض أربعة أيام: يومين من الثامنة صباحاً حتى الثامن مساءا ويومين من الثامنة مساءا حتى الثامنة صباحاً.

 المشكلة أن كل من يتقدم لها يرفض العمل ليلاً وهي ترفض التخلي عن عملها!! لقد ظلت ترفض حتى ناهزت الثلاثين! أعتقد أنها – ومثيلاتها – في صراع مقيم لأنها بين نارين: نار ترك عملها وبين أن تبني بيتاً وتكون أسرة ويكتمل لها وجودها كأنثى. ما أستغربه هو بالرغم من أن تلك العاطفة -عاطفة الأمومة غريزية - لا نزاع في ذلك فإن بعض النساء تفضل العمل على الزواج تحت ما يسمى بتحقيق الذات ومن ثم الأمومة.

 فهل ذلك منطقي أم انحراف عن سواء الفطرة السليمة؟ هل حضارة اليوم تريد بالمرأة فعلا خيراً من خلال ذرع مفاهيم وأولويات أخرى مغلوطة في عقولهن؟ هل موقف تلك الفتاة صواب وإلى متى؟