من أكثر الاستشارات النفسية التي أواجهها وتترك الزوجة مدمرة نفسيا هو الزواج الثاني، فموضوع الزواج من الثانية قضية محورية تشغل العقول وتثير الجدل بين الناس. فبينما يراها الرجل حقًّا مشروعًا يتوافق مع تطلعاته وحاجاته العاطفية والاجتماعية، وتعتبره المرأة خيانة وظلمًا لها.

لا شك أن هناك دوافع تدفع بعض الرجال إلى الإقدام على هذه الخطوة الجريئة مع العلم بتأثيراتها وعواقبها في المستقبل القريب أو البعيد، ويفسر بعض الرجال الزواج من ثانية بدافع البحث عن مزيدٍ من السعادة والتوافق العاطفي الذي افتقدوه مع الزوجة الأولى، خاصةً إذا كانت العلاقة الزوجية الأولى قد فقدت نكهتها وحماسة البدايات أو تأثرت بالمشاكل والتوترات، وقد يبرر البعض الآخر الزواج من الثانية بأسباب متعددة منها الرغبة في التوسع العائلي والإنجاب (العزوة) وتجنب تحمل مسؤولية الطلاق، إضافةً إلى الثقافة التي تجعل من التعدد رمزًا للقوة والنفوذ.

ويؤدي هذا القرار إلى فتح باب واسع للتحديات الاجتماعية والعاطفية، فقد تشعر الزوجة الأولى بالغيرة والوحدة، ويجد الزوج نفسه في حيرة بين مشاعره الجديدة والالتزامات المادية في تقسيم موارده وعواطفه، بين زوجتيه وأبنائه، والحل الوحيد لذلك: هو تفاهم الزوجتين وقبول بعضهما حتى لا يعيشا في توترات واضطرابات عائلية، وبالتالي يتجنبان التأثير على الصحة النفسية للأبناء، ويتم قبول الوضع الجديد.